شهد يوم ٢٥ أبريل الحدث العظيم والمهم في تاريخ المملكة العربية السعودية حين صرح الأمير الشاب الطموح/محمد بن سلمان حفظه الله عن رؤية ٢٠٣٠ تدفقت معها الكثير من الطموحات العالية والآمال المتجددة داخل كل فرد سعودي فهنيئًا لنا بتلك الرؤية الطموحة، وسأسرد الحديث في الأسطر القادمة عن نصيب الخدمات الصحية من هذه الرؤية الطموحة فكما نعلم بأن وضعنا الحالي يتطلب السرعة للتحسين والتطوير من أجل رعاية أفضل وجودة عالية وكفاءة وإنتاجية أكثر. فلو ألقينا النظر على حال المراكز الصحية الأولية لوجدنا أنها عقيمة في أداء دورها بالشكل المطلوب والفعّال وإليكم إحدى تجاربي مع المراكز الصحية الأولية، من حق أي مريض أن يرى الخدمة تقدم له على طبق من الاحترام والتقدير تقدم من إنسان إلى إنسان لأن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء ولأن الصحة سلامة الجسد والعقل والأخلاق إذًا أين الصحة في المراكز الصحية؟ التي مازالت بدائية ونحن في ٢٠١٦ وهذا شيء يدعو للنهوض بها قبل أن تنهار أكثر وأكثر، استغرب حالها فصورتها لم تتغير منذ أن كنت في الصف الأول الابتدائي وحالها مستمر إلى الآن فرأيت حين دخولي للمركز كومة من الحشرات في استقبال المرضى تصفق لهم عند المدخل ثم يتلوها ممر يفصلنا عن محطة استلام الملفات وما أدراك ما لملفات ؟ 

كومة من الورق تكاد أن تصرخ لو أن لها لسان يتكلم، سوء في التعامل مع الورق والبقاء ٢٠ دقيقة في انتظار أن يستخرج الموظف الملف الخاص بي ويسلمني إياه وهو في قمه الاستياء من رحلة البحث الشاقة وسيكررها مع صف الانتظار الطويل -أعانك الله في رحلتك موظف الملفات!- بعدها توجهت للمصاعد ولكن مع الأسف المصعد يضج بالناس واستعملت الدرج عوضًا عن ذلك ولكن هنا دخلت في المتاهة بحثًا عن العيادة المخصصة ليس هناك أبسط الأمور كاللوحات الإرشادية مثلاً ..! أهذا حقًا صعب أن نراه لديهم {الله أعلم} وبعد السؤال توجهت للدور ٣ حيث العيادة تكون ولم يكن هناك أي شخص للاستقبال والترحيب وبدأت اطرق الأبواب لتخرج الممرضة وهي في قمة الاستياء، لا أعلم ما قصتهم مع الاستياء!؟ يخيل لي أن المكان له دور كبير في ذلك فكل ما فيه جدران متقشرة وتكييف سيء وسوء في التنظيم الداخلي للمبنى وكراسي انتظار المرضى يوجد المكسور منها ومازال في قيد الاستعمال وبعد أن أخذت الأوراق والبيانات الخاصة بي قامت لتأخذ العلامات الحيوية ووضعت مقياس الضغط ولم تنتظر لتجلس مرة أخرى على مكتبها بعد أن انهى الجهاز مهمته نادت <خلاص انتهى>. هنا سأنهي التجربة والتي ستكون مجرد ذكرى اتمنى ألا تكرر مجددًا وألا تحدث لأي مريض يرتاد المراكز الصحية الأولية فنحن لدينا رؤية طموحة تشعل فينا روح المثابرة للتطوير والتحسين لتعمل كافة المنشآت الصحية كمنظومة متكاملة بكافة المستويات سواءً كانت داخل المنشأة نفسها، أوبين المستشفيات أوبين المستشفيات والخدمات خارج المستشفى في تقديم الخدمات الصحية ذات الجودة العالية والتي ستسهم في تحسين تجربة المريض إيجابيًا بتقليل وقت انتظاره وإلغاء التعامل مع الورق وتفعيل الملف الإلكتروني بديلاً عن الورقي ونطمح أن نرى خدمات مبتكرة في المجال الصحي تقلل من معاناة المرضى وذويهم وأن تصبح الأسرة بديلاً عن دور التمريض في تقديم الرعاية الصحية لمرضاهم من خلال زيادة الوعي والتثقيف الصحي لنصل إلى نمط حياة صحي متوازن يضفي أثر كبير على جودة حياتنا.

 

 2031


 2032