كثر النقاش مؤخراً عن الإداري الصحي (اخصائي إدارة مستشفيات) و أهمية توليه مسئولية إدارة المستشفى أو المركز الصحي فهو الحامل لمؤهل متخصص (أخصائي إدارة مستشفيات)، وهو المتخصص في الإدارة أما الطبيب فهو المتخصص في الطب. وكثرة المواقع والمغردون بتأييد ذلك.. وغفل الجميع عن أن إدارة المنشئة الصحية لا تحتاج الى متخصص فقط وانما تحتاج الى قائد سواء كان طبيب أو إداري أو خلافه..

فاللمنظمة الصحيه طبيعة و متطلبات خاصة تحتاج الى قائد ذو طبيعة خاصة وقدره عالية قادر على تفهم طبيعتها و متطلباتها، والتعامل مع عملائها الداخليين (الأطباء والكادر الصحي والإداري .. الخ) والخارجيين (المرضى وعائلاتهم، والجهات ذات الإرتباط .. الخ).

حضرت محاضرة للأستاذ/ محمد حجي الحجي أثناء المؤتمر الثاني للجمعية السعودية للإدارة الصحية حيث قدم فيها ورقة علمية بعنوان “”Health Administrators: Current Challenges & Future Opportunities” وقد لخصت الورقه العلمية ما يحتاجه الإداري المتخصص ليقود المنظمة الصحية، في اعتقادي كانت من اكثر الآراء صراحة وجراءة في هذا الموضوع.. فوجود الفهم العميق للعملية الإداريه و الجهد للإرتقاء مقروناً بمؤهل يوازي الزمالة بترخيص معتمد سيكون بداية

الحل..

إلا أنه مع وجود المؤهل والترخيص لابد من توفر صفات شخصية تجمع بين اللين و القوه، القدره على اتخاذ القرار، الرؤية المستقبلية، المعرفة والعلم، التجدد، نقل واستقبال المعلومة بهدف التطوير والتعليم…الخ وهذه المجموعة من الصفات عبارة عن معادلة كيميائية متى ما اجتمعت فإن الناتج يكون (القائد)

والقيادة تعرف على أنها القدرة على التأثير على الآخرين وتوجيه سلوكهم لتحقيق أهداف مشتركة. فهى إذن مسؤولية تجاه المجموعة المقادة للوصول إلى الأهداف المرسومة. كما أنها عملية تهدف إلى التأثير على سلوك الأفراد وتنسيق جهودهم لتحقيق أهداف معينة. فالقائد هو الشخص الذي يستخدم نفوذه وقوته ليؤثر على سلوك وتوجهات الأفراد من حوله لإنجاز أهداف محددة.

فهو يجب أن يكون ذو تأثير وفكر إداري وقرار صائب وقادر على التأثير الإيجابي في سلوك المجموعة.

والتأثير في الآخرين هي قدره في السمات الشخصية لا تدرس و لا تعلم و لا ترتبط بمنصب وإنما هي (كاريزما) تخلق مع اشخاص ففي اعتقادي هي لا تكتسب وانما جزء من طبيعة بشرية.. تكمل لاحقاً بعناصر اخرى لتصنع القائد.

وهنا نعود مرة اخرى للسؤال الدائم هل القيادة موروثة أم مكتسبة؟؟

هناك من قال أن القيادة بالوراثة من الطفولة المبكرة، و اخرون قالوا أن القيادة بالتعلم والخبرة العملية.. وفي الحقيقة هي مزيج بين هذا وذاك، فهي توجد منذ الطفولة المبكرة بالفطرة وهذا حجر الأساس ومن ثم تصقل بالتعليم و التدريب الموجه والتدريب الذي قد ينتج عنه فشل يؤدي الى نجاح لاحق.

العمل الإداري بمجمله عبارة عن حلقة تكاملية فيها القائد بالصفات التي ذكرت سابقاً لوضع الخطط والإستراتيجيات ويقود بفكر ورؤية مستقبلية كذلك المدراء على اختلاف شخصياتهم لنشر الأهداف وارشاد الموظفين لتحقيق هذه الأهداف وفيها ايضاً الموظفين لتنفيذ هذه الأهداف وللتعلم والتطور من خلال التنفيذ بهدف الإتقاء الشخصي والعملي.

للنهوض بمنظمة صحية يجب النظر الى 3 أمور اساسية:

1. البحث عن قائد بمجمل صفات القيادة الفطرية والمكتسبة بالتعلم والخبرة.

2. وصل حلقة النجاح بعناصر ادارية ناجحة متخصصة فالقائد لا يعمل بدون عدة سواعد في كل مجال على أن تكون متخصصه فيما تعمل لتنجح.

3. إكمال الحلقة بموظفين يتم تدريبهم وصقلهم لخلق سواعد متخصصة وبالتالي قادة لضمان مستقبل المنظمة واستمرارية نجاحها.

و لنختم بمقولة من كتاب (تدابير إدارية)

” تتبع الأعين كثيراً حركة المناصب داخل المؤسسة، وفكرة القيادة ومنصب القائد حلم يراود الجميع، و الغريب في هذا أن القيادة المؤسسية ليست ( منصباً ) بل اسلوب تفكير.. لذا فالقيادة المؤسسية : إدارة للسواعد بقيادة القلوب”

 

أ.ماجدة الكناني