في الفترة الأخيرة ، أصبحنا نلحظ الكثير من التطور في مجتمعنا مصحوباً بتزايد وتنوع سريع في وسائل الاتصال والتواصل، لذا كان لزاماً التركيز والتخطيط الدقيق لاستخدام التسويق في شتى المجالات وبالأخص المجال الصحي .

يستند تسويق الخدمات في المجال الصحي الى نفس مفهوم التسويق التجاري ولكن الاختلاف يكون في الهدف ، فالتسويق التجاري اهدافه ربحية بحتة ، أما التسويق الصحي فيهدف الى تطوير الخدمات والارتقاء بما يقدم الى جانب اهتمامه بالربح. فيعرف كوتلر التسويق الصحي بأنه : التحليل والتخطيط والتنفيذ والرقابة على البرامج المعدة بدقة نحو تحقيق قيمة تبادلية اختيارية مع الأسواق المستهدفة بهدف

بلوغ ما تسعى إليه المنظمات الصحية من اهداف معتمدة في ذلك على ملاقاة حاجات تلك الأسواق المستهدفة ورغباتها، ومن خلال الاستخدام الفاعل للتسعير والاتصالات والتوزيع، من أجل إعلام السوق وإيجاد الدفاع لدى الأفراد وخدمتهم.

 

بالرجوع الى تعريف كوتلر نجد ان أسس التسويق الصحي أربعة : تحليل ، تخطيط ، تنفيذ و أخيراً رقابة .

فإذا ماعدنا الى ارض الواقع نرى بشكل جلي أين مكامن الخلل في تسويق الخدمات الصحية لدينا ، وهي في أول الخطوات وآخرها ، فالخطوة الأولى ( التحليل ) الذي يشمل تحليل البيئة ومعرفة حاجات العميل وتنفيذ الخدمة بالشكل الذي يحتاجه بل ويطلبه ، هي خطوة ملغاة نوعاً ما – اذا استثنينا الجهود التي اصبحت ترى النور مؤخراً – .

أما الخطوة الأخيرة ( الرقابة ) والتي تشمل بناء الاختبارات ومراقبة التطور و اجراء العمليات التصحيحية هي النقطة الأضعف في سلسلة الأسس بل تكاد تكون معدومة . لا يكفي في ضل هذا الانفتاح الإعلامي و تزايد المتطلبات أن نضع خطط و نأمر بتنفيذها فحسب ؛ بل يجب دراسة مايحتاجه السوق الصحي قبل التخطيط ومراقبة النتائج وتحسينها بعد التنفيذ.

     و أخيراً نلخص ما سبق بأنه من الضروري تغيير توجه التسويق الصحي من مجرد خطط و حملات ، إلى دراسة مستفيضة يتلوها تخطيط صحيح وتنفيذ محكم لينتهي الأمر بشكل مدروس إلى رقابة على سير العملية و تصحيحات يحتاجها الوضع للوصول الى أقصى

درجات الاستفادة من هذا التسويق، وإلا فإنه سيصبح تسويق “غير صحي”!.