الجودة الصحية ( صحيفة عكاظ ):
اختار المؤتمر السعودي العالمي السنوي لأمراض القولون والمستقيم، الدكتورة خولة الكريع كبيرة علماء أبحاث السرطان في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، ورئيس مركز الأبحاث بمركز الملك فهد الوطني للأورام، وعضو مجلس الشورى، لتكون المتحدث الرئيس في هذا المحفل العلمي، الذي ستبدأ فعاليته يوم الأحد المقبل، وتتواصل فعالياته على مدى 3 أيام، في قاعة المملكة بفندق “الفورسيزونز”، بالتعاون مع الجمعية السعودية لجراحة القولون والمستقيم.
وأوضح رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور علاء العبد الجبار، أن اختيار الدكتورة الكريع لتكون المتحدث الرئيسي في هذا المؤتمر الدولي جاء نظير جهودها البحثية المتميزة المنشورة في المجلات الطبية المحكمة في مجال سرطان القولون والمستقيم ضمن نطاق المشروع البحثي لإيجاد البصمة الجينية للسرطانات الأكثر شيوعاً لدى المرضى السعوديين، حيث تلقي محاضرة عنوانها “نحو تصنيف جيني لسرطان القولون والمستقيم لدى المرضى السعوديين”.
من جانبها رحبت الدكتورة خولة الكريّع، بالمشاركة في هذا المؤتمر العالمي، معتبرة هذه المناسبة حدثا علميا عالميا يستضيف دائما الأطباء والعلماء البارزين المهتمين في مجال أمراض السرطان والقولون، موضحة أن ما تم إنتاجه من بحوث علمية كان نتيجة تعاون علمي بين الأطباء والجراحين والباحثين في كل من مستشفى الملك فيصل التخصصي وكذلك مستشفى قوى الأمن في الرياض. وقالت: إن سرطان القولون والمستقيم أصبح هاجسا صحيا بعد الزيادة المطردة التي نراها في معدل الإصابة به، حيث أصبح السرطان الأول الأكثر شيوعا لدى الرجال السعوديين، وأضافت “مما يثقل العبء الصحي للإصابة بهذا السرطان هو أن عدد كبير من المرضى بهذا السرطان يتم اكتشافهم في حالات متأخرة جداً مما يصعب إيجاد علاج فعال لهذه الشريحة من المرضى”.
وبينت أنه على الرغم من أن نسبة الإصابة لدينا بسرطان القولون والمستقيم لكل 100 ألف من السكان ما زالت أقل مما هو عليه في الدول الغربية، إلا أن معدلات الإصابة في الدول الغربية في تناقص نتيجة لوجود البرامج التوعوية وبرامج الفحص المبكر حيث أنه من المعروف أن سرطان القولون والمستقيم يمكن الشفاء منه تماما في حالة اكتشافه مبكرا ولكن من المقلق قلة هذه البرامج مما أدى إلى التزايد المطرّد في معدلات الإصابة.
وحول إقامة المؤتمرات الطبية بمهنية وعلى درجة علمية عالمية واستضافتها في المملكة مثل المؤتمر السعودي العالمي السنوي لأمراض القولون والمستقيم، أكدت الدكتورة الكريع أهمية ذلك وتأثيره على المستوى الطبي أو العلمي، حيث يتم تبادل الخبرات العلمية والجراحية بين الأطباء والعلماء المتخصصين أو على المستوى الاجتماعي من حيث زيادة الوعي والتثقيف بهذا السرطان لدى الناس.
وعن أسباب زيادة الإصابة بسرطان القولون والمستقيم لدى المرضى السعوديين، فأوضحت الكريع أن ذلك يعود لأسباب بيئية وجينية ووراثية، قائلة “من خلال أبحاثنا في مجال سرطان القولون والمستقيم نسلّط الضوء على الأسباب الجينية والوراثية والتشوهات الجينية التي قد تساهم في نشوء وانتشار هذا السرطان، وخاصة أن احتمال انتقال هذه التشوهات الجينية وتوريثها بين الأجيال المختلفة لدينا أكبر بكثير مما هي عليه في الغرب، نظرا لشيوع الزواج بين الأقارب، وهذا ما سيكون المحور الأساس في في المحاضرة المقبلة، مع تسليط الضوء عما تم اكتشافه من أسباب جينية لهذا السرطان”.
وعلقت الدكتورة الكريع الأمل في أن يصل الأطباء والعلماء من خلال هذه الأبحاث إلى القدرة على التنبؤ بالإصابة بسرطان القولون والمستقيم قبل حدوثه عند المرضى الذين لديهم استعداد جيني للإصابة به، وكذلك إيجاد سبل علاجية حديثة تهدف إلى تثبيط الخلل الجيني المسبب للسرطان وزيادة فرص الشفاء للحالات المتأخرة منه.