منذ بداية التحاقي في أي مجلة الكترونية ، مارست خلالها هواية الكتابة العلمية الممزوجة بالحلى الأدبي ، كنت دوماً أذيّل مقالي بعبارة( بقلم : هبة مؤمنة) ، وكنت أعنيها كثيراً لاسيما أنني كنت استخدم قلماً وورقة لكتابة الافكار الأولية قبل ان انقلها للهاتف المحمول أو الحاسوب ، ولكن شيئاً لم يكم بالحسبان يمنعني هذه المرة عن هذا التقليد المعتاد ، فلأول مرة منذ سنوات فشلت في الإمساك بقلمي واضطررت للجوء الى لوحة المفاتيح الالكترونية لأنقل لكم جزء مما يجول بخاطري.
كنت أعتقد ان الأمراض التي نادراً ما نسمع عنها هي مجرد اسماءاً ومواضيع من الصعب ان تحدث لي شخصياً،اعتقدت أنني في منأى عن أن أصاب فجأة بأعراض لا أعرف تفسيرها وتتفاقم هذه الأعراض لتصبح كابوساً لازلت أحلم به .
منذ قرابة الشهر بدأت معي (هجمة) ليست كأي شيء واجهته من قبل ، خدرٌ بالجزء الأيمن من جسمي ( يدي ، رجلي ،وجهي ، رقبتي) و عدم اتزان ملحوظ وتلعثم بالكلام، اعتقدت ان ذلك بسبب نقص أحد الفيتامينات إلا أن الوضع ازداد سواءاً، توجهت لأحد المستشفيات وتم عمل فحوصات الرنين المغناطيسي للرأس والنخاع الشوكي ، ليتم اكتشاف عدد كبير من النقط البيضاء في الأشعة! كان شيئاً مستغرباً وغير مفهوماً بالنسبة لي ، اخذ الطبيب التاريخ المرضي وقام ببعض الفحوص الإكلينيكية حتى اتى التشخيص النهائي: للأسف أنتِ تعانين من التصلب اللويحي المتعدد واصابتك هذه ليست جديدة بل منذ عدة سنوات ويجب أن نبدأ فوراً بالعلاج !
كان هذا المشهد كالصاعقة ، شعرت وكأنني أحلم وأن شيئاً ما قد يتغير ، ولكنه أعاد الصور وطلب بعض الفحوصات المخبرية ، وبقي التشخيص ثابتاً : تصلب لويحي بمرحلة متقدمة.
انا اعلم أنني قوية جداً و أعلم اكثر بأنه لا يكسرني شيء ولا يثبط من عزيمتي أي أمر ، ربما وقع الصدمة ، وكثرة الخرافات والإشاعات التي تتداول حول هذا المرض هو أكثر ما أزعجني ، لذلك كانت لي هذه الوقفه ، ألا استسقي المعلومة إلا من طبيبي ، و أن اكون عضواً فعالاً لمساعدة غيري من خلال منبر مجلتنا هذه ، وأدعو من هذا المنبر ان يتم تخصيص قسم خاص لمرضى التصلب اللويحي بهذه المجلة ومستعدة للتطوع في إثراء هذا القسم ..

لأنني أؤمن بكوني عضوة فعالة .. حتى و ان كنت ( متصلبة )!