تعتمد دائرة حياة المعلومات على التحديثات أولاً بأول ؛ ففي البلد الفلاني نجد دراسة جديدة تثبت معلومة كنا نجهلها ، و في بلد آخر نجد بحث يكتشف سبب مرضٍ ما ، و في أماكن و أوقات مختلفة نجد التنوع في نتائج الاختبارات والدراسات، وهذا شيء صحي يجعل من المجال العلمي خلية نحل لا تكل ولا تمل في العمل والانتاج.

 ولكن من خلال المتابعة لوسائل التواصل الاجتماعي ، نجد ظاهرةً غريبة تستدعي التوضيح و الشرح ؛ و هي ظاهرة نشر نتائج أي دراسة جديدة على أنها حقيقة علمية مثبتة ، فنجد البعض ينشر الرابط والبعض يعارض المحتوى والبعض الآخر يستبشر بنتيجة بحثٍ ما ؛ متناسين نقطة مهمة : أن اي دراسة لا يمكن تعميم نتائجها إلا عند القيام بدراسات أخرى داعمة و مكملة بتعديل المتغيرات حتى يصل العلماء لنتيجة مشتركة يمكن نشرها و اثباتها و تعميمها.

لذا فنصيحتي لكل شخص يحارب أي دراسة جديدة ويطعن بنتائجها ، مهلاً فهذه لازالت دراسة واحدة لعلها تكون حقيقة يوماً ما ؛ ونصيحتي لكل شخص يرصف الكلمات وينشر الإشاعات والروابط ويثبت الدراسات ، أيضاً مهلاً فهذه الدراسة مجرد فاتحة أمل وليست علم مؤكد ولا يصح نشر ما لم يعتمده العلم رسمياً .

وختاماً ، ينبغي علينا جميعاً القراءة والتثقف و استقاء المعلومة من مصدرها ، و عدم الانجراف وراء العاطفة في نشر أي معلومة إلا عند التأكد من صلاحيتها ، حتى لا نكون ممن يحطم الأمل قبل بناءه.

بقلم : هبة مؤمنة