مقال متأخر…!  ..

والسبب! الوعي المؤجل…!

 أستاذة ايمان تأخر مقالك! أين مقالك الجديد…؟ أين مقالي!؟ بالفعل! أين حرفي؟ ومالذي يسكته؟ لن أستطيع صياغة الموضوع…! اعرف نفسي جيداً. لست بالمزاج الذي يسمح بإيجاز العبر وفرد الحكايات واستخلاص الحكم منها.

ربما. لا اريد التركيز! رغبة مني في عدم البوح اصلاً. القرب عن او البعد من روح المجتمع ورغباته في سماع ما يناسب مفاهيمه التعليمية وموروثاته الثقافية ليست بقضيتي.

سيتأخر مقالي لأن مايهمني الآن هو الوعي والتوعية بما يحصل لنا وفينا ومنا. من انا في خضم هذه التغييرات الجذرية والتحولات الاستثنائية!؟

ألدينا الوعي الكافي اللحظي الآن بقصة عبورنا للمستقبل…؟ بقصة التحول الصحي وما يحمله في جعبته من تطورات…! هل صياغة حرفي هنا مفهومه!؟

 في اجتماع يبرز قضايا الرعايه الصحية ونماذج تسعى لتقديم الاشمل والافضل والاكثر تقدماً للمواطن. 

يجد المواطن الموظف نفسه تائهاً. برزت التساؤلات. ما دوري انا…؟ ما دورنا نحن قادة التغيير؟  وكأن التغيير لن يحصل بنا !!

هل نحتاج لتأهيل او للتدريب او لتغيير المفاهيم !؟

هل استبقنا الخطوات!؟  اين اجندة تدريب عامل التغيير الأول!! 

الموظف؟ نعم انه عامل التغيير الأول…!

وكان الاستبيان. الذي درس حالة استيعاب التغيير القادم…

طرق تصميم النماذج الصحية المستقبلية. احتمالات تحققها…! الاستعداد لتنفيذ المبادرات والمشاريع…؟

المخاطر غير معروفة…! التهديدات غير مدروسة. لم تكن النتائج كالمتوقع…! تأخرنا بتوعيته بدوره هنا.

أصبح لدينا الموظف الممانع. والآخر المقاوم.  واخيراً الرافض للتغير نهائياً! أين برامج تأهيله لعبور جسر التغيير للمستقبل…؟ الكل رافض العمل! وكأن التطورات جاءت من كوكب آخر!

 من سيعمل؟؟ نحن ؟؟ حقاً…؟

نعم أنتم سادتي، سيداتي. وانا معكم وبينكم ومنكم وبكم سنعمل على هذه التغييرات.

اعتراض خفي ووجوه تعلوها الحيرة!!

مالي لا ارى الا علامة الاستنكار! وعلامات الاستعجاب! ورسوم العجز…؟

وما بين ممانعة وقبول. واقناع وتوعية. مضت الفترة الأولى…

 كل ما نحن بحاجة ماسة اليها الان هي اليقظة المستنيرة الفائضة. كي نصعد لآفاق السِلم والامن الفكري الاجتماعي. نحتاج لإقامــة بنى تحتية قادرة على الصمود، نحتاج لتقديم التحفيــز والمشورة المهنية الاحترافية وتشــجيع الابتكار. نحتاج للوعي الصحي وهو تثقيف الناس والعمل علي زيادة معلوماتهم وثقافتهم الصحية لتعليمهم كيفية التعامل مع بعض الأمراض وتفادي الإصابة بالبعض الأخر وذلك من خلال نشر السلوكيات الصحيحة وتفادي الأساليب الخاطئة التي تؤثر بشكل سلبي على الصحة بشكل عام. نحتاج لتوضيح دور خطة الصحة في أهداف التنمية المستدامة لعـام ٢٠٣٠ م لضــمان تمتــع الجميــع بأنمــاط العــيش الصـحية وبالرفاهيـة فـي جميـع الأعمـار. وهـي خطـة عمـل عالميـة طموحـة وشـاملة تحث جميـع الجهـات الفاعلـة لإقامــة شــراكات جديــدة تغذي الخطــة التحولية الصحية في العالم. نحتاج لتعزيز الانتماء الوطني وهو الجانب المهم والحيوي لترسيخ مبادئ تحسين الصحة والتنمية المستدامة اللذان يشكلان الركيزة الأساسية لتقدم المجتمع ورفاهية افراده وصيانة أمنه واستقراره.

 يتمثل الـوعي الصـحي أيضاً باحتواء ثورة التقنية التي تتجسد بعولمة الاقتصاد والاتصال وقنوات التواصل الحديثة واحتواء الخبـرات والتجـارب والقـدرات للاسـتفادة منهـا. إن الـوعي الصـحي عامـل هـام علـى لضمان الحصول على نتائج صحية جيدة ولن يتم رفـع مسـتوى الوعي الصحي المكتسب للموظفين الا بالتثقيف الصحي بدايةً.

   يجب أن يتم تركيز الجهـود الحاليـة المبذولـة لوضـع المؤشـرات لنجاح التثقيف وعمليات التوعية لإحراز التقـدم وتقيـيمه. نحتاج للتفاعل وقياس الفعالية والتأثير. يتطلـب العمـل أيضاً حفـز عمليـة التحـول للاستجابة لمنظمة الصحة العالمية بطرح مواضيع جوهرية على أرض الواقع. كتعـديل الأولويـات للمهام اليومية والاوصاف الوظيفية للموظفين المؤثرين على عملية التحول وللفئـات المؤثرة فـي الميزانيـة وبرمجة طارئة لبرنـامج العمل العام المستحدث في ضوء خطة التنمية المستدامة لعام ٢٠٣٠م وتعديل الخطط والميزانيات اللاحقة وضمان التمويل وتعبئة الموارد المادية والبشرية والمالية. وتيسـير أسـاليب العمل وتعــديل التــوازن فيمــا بينهــا وإعادة توزيع الأدوار والمسؤوليات على مختلف مستويات المنظمة الصحية.

 أخيراً إن الواقع مليء بالتحديات التي يجب ان نتغلب عليها كمسؤولين وقادةً للتغيير. والمضي قدماً سيكون السهل الممتنع. سنعبر للمستقبل بإذن الله! بنشر الوعي الصحي والالتزام بإيصال مبادئه وستكون الكلمة الأخيرة للموظف الواعي (المدرب المؤهل الواثق من نفسه والقادر على التأثير والتأثر) والذي سيحكم حكمه النهائي على العملية بأكملها بعمله ومجهوده المبذول بقناعة راسخة وبمشاركته لاجتياز التحول الناجح …

 

 

 

  • إيمان أسامه شرف

عضو فريق نموذج الرعاية الصحية

اخصائية جوده إدارية

مدقق داخلي