كيف سيكون شعورك إن علمت بأنك تسببت بشكل مباشر في عاهة مستديمة لشخص ما؟      

أو كيف ستتعامل مع ضميرك إن كنت سبباً بشكل أو بآخر في وفاة أحدٍ ما؟

كلماتي اليوم موجهه لكل شخص ، متخصص ام غير متخصص ، طبيب أم غيره ، ممن يدعون للابتعاد عن التطعيمات بحجة أنها تُسبب أمراض أو عاهات عدة أو أنها تؤدي إلى “كسل الجسم” مع الوقت وضعف مقاومته للأمراض!

     لن أدخل في نقاط الدفاع أو الرد أو الإثبات، فالنصائح والآراء أصبحت في هذه الأيام سهل الحصول عليها بقليل من البحث والسؤال في المصادر الصحيحة، وبإمكاننا التحليل للانضمام لأي رأي –منطقي- يُقنعنا  ولكن ؛ ماذا سيكون موقفك لو منعت طفلك من الحصول على تطعيم ضد مرض ما وأصيب لاحقاً بمضاعفات خطيرة عندما ألمّ به المرض بسبب عدم وجود المناعة لديه ؟! أو ماذا لو أثرت على زميلك فمنع أسرته من الحصول على التطعيم و أدّى ذلك لإصابتهم بعدوى فتكت بهم؟

     إن الذين ينادون بضرر التطعيمات يتكلمون في حوادث فردية “صادف” حدوثها وقت الحصول على التطعيم، و كل من نشر مثل هذه التحذيرات نشرها على أساس تحليلي وليس تطبيقي ، فكما هو معروف حتى يكون العلم أو التحذير قابلاً للنشر يجب تسخير دراسات عدة لإثبات النتيجة قبل نشرها وتعميمها ! عكس أثر التطعيمات التي أثبتت الدراسات نتيجتها الإيجابية في السيطرة على العديد من الأمراض الخطيرة!

      إن وجود شائعات تنُشر على وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر بنا جميعاً -نفسياً على الأقل- ولكن أرجوكم حتى و إن اقتنعتم بمثل هذه الآراء اجعلوها تقف عندكم وطبقوها أنتم فحسب ولا تنشروها ، ولا تخافوا لن تكونوا قد كتمتم علماً نافعاً بل ستؤجرون بأنكم لم تنشروا ما قد يضر بغيركم.

وفي الختام دائماً قبل النقاش ضعوا امام اعينكم هذا السؤال :      

ما هو موقفك لو اكتشفت أن رأيك الذي دافعت عنه بضراوة ما هو إلا رأي خاطئ تسَبب في الضرر البليغ والموت لكثير ممن اتبعوه؟!