تطوير الرعاية الصحية أصبح اليوم هدف رئيسي لكثير من الباحثين الأطباء و التقنيين من أجل إحداث نقلة ضخمة في تحسين الرعاية المقدمة للمرضى، حيث تشكل الدقة في التشخيص و الجراحة الأكثر أماناً هي اهم العقبات التي تواجه كثير من الابتكارات، ولكن الأمر قد تعدى بعض العقبات قليلاً، حيث أننا نلاحظ بزوغ ابتكارات جديدة وتكاد تكون يومية والتي تُنبأ بمستقبل مختلف من ناحية التقدم الطبي. هنا سنتطرق لبعض الأنظمة و الروبوتات التي تشكل وجودها فائدة في تحسين الرعاية الصحية.

الأنظمة  و الروبوتات في الوقت الحالي أصبحت تسمى “ذكية”، لاعتمادها على أنظمة الذكاء الإصطناعي و استخدامها للتعلم الآلي و التعلم العميق، التي تستطيع بواسطة برمجتها أن تتعلم من البيانات التي تستقبلها كمدخل و الآلاف من الأمثلة التي تساعد في اتخاذ أفضل القرارات بناءً على ما تعلمته، و حتى استخدامها لمعالجة اللغات الطبيعية في فهم ما يكتبه الانسان (المريض)  أو فهم ما يتحدث به، فهي أنظمة مساعدة للطاقم الطبي وهذا التطور شمل إمكانيات عالية الدقة في الاستشعار.

هنا أهم التطورات التقنية التي تساعد مقدمي الرعاية الصحية:

١) الروبوت الجراح دافينشي: (Da Vinci Surgery)

هو روبوت ذو سمعة منتشرة بين جميع الروبوتات وهو يعتبر روبوتاً جراحاً، حيث بواسطته يمكن إجراء العمليات باستخدام شقوق طفيفة ولكنها ذات دقة عالية، سينتج ذلك حدوث نزيف ولكن بشكل أقل و تساعد في تقليل من خطر الإصابة بالعدوى، و هذا يعني أن الشفاء يكون -بإذن الله- أسرع. بالرغم من أن روبوت دافينشي موجود منذ فترة، إلا أنه الان يشهد تقدماً في إمكانياته بشكل ملحوظ وهناك محاولات مستمرة في تطوير.

٢) التشخيص بواسطة الذكاء الاصطناعي:

كشفت العديد من الأبحاث باستخدام خوارزميات التعلم العميق اعتماداً على التعرف على وجه المريض في كشف بعض الأمراض الوراثية أو الكشف عن الأورام، أو حتى التنبؤ باحتمالية إصابة المريض ببعض الأمراض. ومما توصلت إليه التقنية الطبية الحديثة أنه بإمكان بعض الأنظمة المعتمدة على التعلم العميق التعرف على نبرة صوت المريض والذي من خلاله يتم اكتشاف أمراض معينه.

٣) الخزعة بمساعدة الروبوت:
النظام الروبوتي للتدخلات الطبية أدى إلى تحسين في الدقة عند إجراء الخزع بالإبر، فهو طريقة لتجنب استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي؛ لما يملك الروبوت من إمكانيات تصوير بالموجات فوق الصوتية. هناك حالات مرضية قد تم استخدام الروبوت عليها مثل سرطان الثدي أو مرض البروستاتا، وقد حقق استخدامه نجاح بدقة عالية.

بالرغم من الامكانيات التقنية و التقدم الذي نشهده في الرعاية الصحية، إلا أننا نُعتبر في مرحلة أولية، وبوجود التقنية التي ستعمل على تطوير امكانيات طاقم الرعاية الصحية في تشخيص أكثر دقة واتخاذ قرارات أكثر صواباً، فالهدف الأسمى من الابتكارات و التقدم التقني هو تعزيز و تحسين الرعاية المقدمة للمرضى.

تحياتي.

أ\احمد العبدالكريم.