سرحت.

فالمنظمات العالمية لا توصي بالتطبيب الذاتي بواسطة أي أدوية، بما في ذلك المضادات الحيوية فهي لن تقضي عليه.

تساءلت،

هل مازلنا في مراحل مبكرة جدًا من فهم هذا المرض…؟

تنبهت،

لا زال هناك الكثير مما لا نعرفه…

تذكرت،

 أننا تجاوزنا الأسوأ في مواسم الحج عام 2015 م وكانت المملكة قد حظرت في عام 2003 دخول معتمرين من دول آسيوية معينة لدى انتشار “سارس”. 

أدركت،

يحتاج نحو شخص واحد من كل 5 أشخاص مصابين بهذا المرض إلى تلقّي الرعاية في المستشفى..

اقسمت،

الا أقلق من الإصابة بمرض كوفيد-19،

فأنا في رعايتهم من بعد الله عز وجل. في رعاية موظفين وزارة الصحة.

أوصونا بعدم الإفراط في الحذر والخوف.

سرحت.

في مواجهتهم لهذا الفيروس، !!

تساءلت.

في استطاعتهم لاحتوائه. !!

تنبهت.

في قدرتهم على التطبيب. !!

تذكرت.

احتياجي لهم. !!

أدركت.

هم جنودنا في الصحة.

فهم يملكون الشغف…! وما ادراكم ما الشغف…!

الطاقم الطبي والإداري في وزارة الصحة يملكون الشغف، كل موظفي وزارة الصحة يعيشون بشغف فهم يمتلكون الشجاعة الكافية للتعبير عن حبّهم للحياة وللوطن وللشعب، ويأتي حبهم هذا من واقع أنّهم يعيشون حياة اختاروها بأنفسهم وليست الحياة هي من أجبرتهم على عيشها. فللشغف طاقة عظيمة، وشعورهم بالقوة نابع من التركيز على ما يثير حماسهم. موظفي وزارة الصحة ما هم الا عاشقون للحماس، والحيوية، ودليلهم هو الحرية فلن يسمحوا بفيروس كورونا بحجب سعادتهم او تقييد انطلاقتهم. أعلم انهم يهوون المخاطر، ولا يهابون التجربة مهما كانت خطيرة فهم المجازفين الجسورين إلى ابعد حد.
استخدموا جميعًا مواهبهم في العمل وهو ما مكنهم من النجاح في كل مره. براعتهم في العمل توازت مع مواهبهم الأساسية فانطلقت طاقتهم واشتعل حماسهم لفعل أي شيء في سبيل خدمة شعبهم. أولئك الذين عرفتهم اجتمعت رغبتهم بالعطاء مع القدرة على الالتزام، فجعلت من كل ما يريدون فعله يسيراً وسهل التحقيق.

 

 لم تكن دراستهم للطب او التمريض أو باقي العلوم الصحية أو الإدارية فقط للحصول على الشهادة بل كان تفكيرهم في الآخرين في المقدمة، إنها مهن الرعاية، والاهتمام والمسؤولية لذلك ينبغي أن نكون واثقين جداً من حبّهم للناس.

   مهنهم الطبية والفنية والادارية تتطلب الشغف والرغبة القوية لخوض غمار تحدي التعامل مع الروح البشرية، آلام الناس وآمالهم، وهذه أمانة غالية وقد اثبتوا مراراً أنّهم مسؤولون عن اختياراتهم أمام الله وأمام أنفسهم.

كونوا بخير أعزاءنا موظفي وزارة الصحة…

    كونوا صبورين، فلولا الصبر لفقدتم شغفكم في الوصول للهدف الذي تصبون إليه نهائيا، حماية الأرواح ورعايتها، هل يوجد أسمى من هدفكم أو أشرف من رسالتكم …؟  

اخترتم الطريق الصائب دائماً.

 

لله دركم. كونكم ابطالاً في الصحة يعني أنكم مستعدون للتضحية بأرواحكم في سبيل الله ولخدمة وطنكم.

 وهل يوجد أعظم من هذا عملاً؟

 

 تمتعوا بالشجاعة ففي نهاية المطاف النصر سيكون حليفكم.

ندرك تماماً ان هذه المرحلة ليست بالوردية ولا بالسهلة فإما انحسار وأما انتشار… ولكن أملنا كبير في الله.

 

   بشغفكم لن تشعروا بأنها مرحلة صعبة على الإطلاق، ولن تمانعوا أن تمضوا عددًا من الساعات في العمل يفوق ما يمضيه الشخص الطبيعي، لأنكم لن تشعروا بمرور الوقت.

 

  وسيظهر شغفكم للعيان وسيشكّل كامل الفرق ما بين الوظيفة خارج وزارتنا والوظيفة فيها…  سيكون ما حصل اليوم ذا قيمة كبيرة غداً. وستظل نتائج شغفكم عالقة بالأذهان. تضيئها البهجة بالانحسار. لن تعرفوا قيمة جهودكم إلا إذا أصبحت ذكريات. ذكريات نتذكرها ونشحن طاقاتنا حينها.

 

صدقوني.

فالعقل بين فترة وأخرى يسترجع الذكرى التي تكون غريبة أو جديدة وبوجود الانفعالات الحقيقية والمشاعر الجميلة ستكون دافعاً للاستمرار ولشحذ الهمم،

 

احرصوا على أن تملؤوا اليوم أرشيفكم بالذكريات الجميلة عن أنفسكم، صمودكم، استمراركم … بذكريات نادرا ما تنسى.

 

معكم قلباً وقالباً. ستنجلي الغمة بإذن الله. وسنظل نذكرها لسنوات قادمة

فاااكريين لما عملنا…؟

فاكرررين أيام كورونا…؟

فاااكريييين لما كنا …؟

 

حتماً سنطلق الضحكات وقتها وأصدق الطرف وأنفس الابتسامات، وسنصيغ المزحات البريئة والدعابات المضحكة.

أيامنا الأن لها صوت عالي.  نعم لها عمر خاص…  ولكنها ستمضي وكأن ما مضى، كان برهة.

 

لأننا مارسنا شغفنا بسعادة وبكل طاقات العطاء لدينا.

اكتشفوا قدراتكم الحقيقية اليوم بشغفكم…

وكونوا سعداء بتأدية واجبكم.

حفظكم الله لنا.

 

بقلم:

أستاذة/ ايمان أسامه شرف

أخصائي جودة-مدقق داخلي

24 رجب 1441هـ