التثقيف الصحي _ إعداد: ا / عبدالرحمن المزروع 

 

التفاؤل فضيلة شرعية واجتماعية واخلاقية، يحث عليها الشرع الحنيف ويتميز بها أصحاب الهمم العالية، له عدة تعريفات، منها ما أوردته منظمة الصحة العالمية بأنه: (عملية نفسية إرادية تولد أفكار ومشاعر الرضا والتحمّل والأمل والثقة، وتبعد أفكار ومشاعر اليأس والانهزامية والعجز، فالمتفائل يفسّر الأزمات تفسيرا حسنا، ويبعث في النفس الأمن والطمأنينة، كما أن التفاؤل ينشّط أجهزة المناعة النفسية والجسدية، وهذا يجعل التفاؤل طريق الصحة والسعادة والسلامة والوقاية، في حين يعتبر التشاؤم مظهرا من مظاهر انخفاض الصحة النفسية لدى الفرد لأن التشاؤم يستنزف طاقة الفرد، ويقلل من نشاطه، ويضعف من دوافعه، كما أن أسلوب التفسير التشاؤمي هو أحد الأسباب المؤدية للإصابة بالأمراض الجسمية المختلفة، وانخفاض مستوى الأداء الأكاديمي والمهني)، فالتفاؤل مجملا مجموعة من الأفعال والعبارات والسلوكيات التي تجعل الإنسان قادرا بإذن الله على تجاوز الصعوبات والمشاكل والتغلب على التحديات التي تواجهه وذلك بعد تفويض أمره لله ثم الأخذ بالأسباب، كما أن التفاؤل يدعو إلى نبذ التعاسة والتذمر ويحث على التطلع للحياة بوجه أكثر إشراقا وسعادة، وقد وجدت معظم الدراسات أن التفاؤل في الحياة من شأنه أن يمنح صاحبه وقاية من الأمراض الخطرة وتقليل التعرض للمضاعفات المرضية بإذن الله، وفي هذا التقرير المختصر سيتم الإشارة إلى تأثير التفاؤل على صحة الإنسان وآثاره الأخرى على الفرد والمجتمع وبعض النصائح المختصرة التي تجعل الشخص أكثر تفاؤلا.

 

 

تأثير التفاؤل على صحة الإنسان

 

 -المتفائلون ينخفض لديهم الاصابة  بأمراض القلب، بعكس الأشخاص السلبيين والمتشائمين الذين ترتفع لديهم الإصابة بالجلطات القلبية ويخضع الكثير منهم لإجراء عمليات توسيع الشرايين.

 -المتفائلون ينخفض لديهم معدلات الإصابة بارتفاع ضغط الدم، بعكس المتشائمين.

 -المتفائلون والذين لديهم نظرة إيجابية يتمتعون بصحة جيدة وينخفض لديهم خطر الوفاة المبكرة.

 -المتفائلون ينعمون بجودة نوم أعلى من المتشائمين، ويتخلصون من التوتر جراء ذلك ويحصلون على استرخاء وراحة للجسم.

 -المتفائلون أقل عرضة للاكتئاب، وهم أكثر قابلية لمواجهة التحديات.

 -المتفائلون أقوى وأفضلا حالا في مناعة الجسم مقارنة بالمتشائمين وأصحاب النظرة السلبية.

 -صحة العظام وكثافتها أفضل لدى المتفائلين مقارنة بالمتشائمين.

 -المتفائلون ينعمون بصحة نفسية سليمة قادرة على طرد القلق والتوتر.

 -المتفائلون يتمتعون بذاكرة أقوى وقدرة على تطوير المهارات بشكل أعلى من المتشائمين وذلك لأن التفاؤل يساعد على استرخاء الدماغ وتخليصه من الشحنات السلبية والوقاية من السكتات الدماغية.

 

 

آثار التفاؤل الأخرى على الفرد والمجتمع

 

 -يعتبر إحسانا للظن بالله عز وجل، فمن يحسن الظن به سبحانه وتعالى يعلم أن الله جل جلاله لا يقضي قضاء إلا وفيه تمام العدل والحكمة.

 -يورث الطمأنينة وراحة القلب، ومن ثم السعادة، وهو دليل على التوكل على الله وتفويض الأمر له سبحانه.

 -يعوّد الشخص على النظرة الإيجابية للحياة ومن ثم تجاوز الصعوبات والمزيد من النجاحات.

 -يربي النفس على الصمود وزيادة الثقة بالنفس ويدفع الشخص للعطاء والتقدّم والعمل والنجاح، على عكس التشاؤم الذي يدمر الإنسان ومجتمعه ويجلب الفشل والشقاء والكآبة والقلق.

 -يجعل الإنسان ناجحا في علاقاته الاجتماعية نظرا لطريقة تعاطيه مع مختلف القضايا والأمور في الحياة ونتيجة لما يتمتع به من مرونة في التفكير مما يؤثر في القبول الاجتماعي للمتفائل.

 -يميل الأشخاص المتفائلون إلى التعامل بفعالية أكبر مع المشكلات التي تواجههم، ويستغرقون وقتا أطول للاستسلام للصعوبات نظرا لتمكنهم من ضبط النفس وتركيزهم على ما يمكنهم القيام به، لذا فهم أكثر ميلا للنجاح في الحياة وفي الأعمال، وأكثر تكيفا مع الظروف المحيطة بهم.

 -المتفائل يرى الفرص التي لا يراها المتشائم ويتطلع دائما للأمام، مما يساهم في تقدمه وتقدم مجتمعه.

 

 

نصائح لكي تكون شخصا متفائلا

 

 -التوكل على الله عز وجل وتفويض الأمر له سبحانه مع فعل الأسباب.

 -التواصل ومجالسة الأشخاص الإيجابيين والمتفائلين.

 -الابتعاد عن السلبيين والمتشائمين وتجنّب التواصل معهم قدر الإمكان.

 -التحدث عن النفس والمجتمع بطريقة إيجابية والنقد بطريقة هادفة موضوعية.

 -تدوين الأحداث الإيجابية التي يمر بها الشخص وشكر الله عليها.

 -ممارسة الرياضة، والغذاء الجيد، والحصول على قسط كاف من النوم، والاهتمام بالصحة.

 -تجنّب التفكير السلبي وعدم تضخيم الأمور.

 -تجربة أنشطة جديدة للخروج من الروتين.

 -تحديد أهداف والمثابرة لتحقيقها.

 -المساهمة في الأعمال التطوعية.

 

 

 

 

 

المصادر:

الاول

الثاني

الثالث

الرابع

الخامس

السادس