قد وضعت الوزارة ضوابط جديدة للتكليفات داخل الاقسام الطبية والفنية في المستشفيات والقطاعات الصحية المختلفة ربما يكون لها دور بارز في الإستقرار والأمان الوظيفي ومن ثم تكون داعما للبرامج والخطط التطويرية التي يقوم المسئولين في وزارة الصحة لى تفعيلها وتنفيذها . في الحقيقة هنالك ثقافة خاطئة وتعميم خاطيء وإشكالية أكبر من المشكلة. وذلك عندما نعمل تغييرات إدارية لرؤساء ومدرآء الاقسام الطبية والفنية دون الحاجة المآسة والسبب المنطقي لذلك التغيير .ودونما الحاجة الفعلية ذات المردود الايجابي على القسم طبيا او مهنيا.ان تشخيص المشكلة هو بوابة العلاج والطبيب الناجح هو من يشخص المرض بالطريقة الصحيحة .. انظر كم هنالك من وسائل وامكانيات وتقنيات وتجهيزات واجهزة بل انظر كم هنالك من اقسام طبية كاملة (المختبر-الاشعة وغيرها) وكم هنالك من موارد بشرية واستشاريين واطباء واخصائيين وفنيين كلها وسائل مساندة للتشخيص الدقيق للحالة المرضية. نعم كل ذلك في خدمة الطبيب المعالج الذي يعالج تلك الحالة والهدف من كل ذلك هو تشخيص المشكلة (المرض) بالشكل الصحبح ومن ثم اعطاء العلاج المناسب .. نحن نترك وندع كل ذلك ونعطي علاجا دونما التشخيص السليم
للأسف تجد ان الكثير من مدرآء المستشفيات العامة والمركزية بل والتخصصية يستخدم صلاحياته الإدارية دونما النظر الي الحاجة الفعلية بتلك الأقسام سواء في الاقسام الداخلية او الأقسام الطبية المساندة الأخرى كالعمليات والطواريء والصيدلية وتجد أن ذلك المدير يقوم بتغيير س وتكليف ص وربما ان المكلف اقل بكثير من المدير أو رئيس القسم السابق الذي كان يتمتع بقدارات إدارية ومهنية واحترافية هائلة وحقق نجاحات وكان لديه برامج وخطط تطويرية الا ان كل ذلك ذهب إدراج الرياح وتم وللأسف هدم ذلك والإبتداء من الصفر . مما يخلق اشكاليات وصراعات داخل القسم وادى الي دمار منظومة العمل بل ربما اوقد الفتيل في أـروقة المستشفى وصنع قنبلة موقوتة أو قنابل قد تنفجر في أي لحظة. أن الخيط بين المركزية و اللا مركزية والأدارة العمودية والأدارة الافقية والبيروقراطية والديموقراطية الإدارية خيط رفيع ولابد من الموازنة فيه وحسن استخدام الصلاحية بل العمل على تفويض الصلاحية Delegation of authority واعطاء الثقة لرؤساء الأقسام والعمل على تعزيزها ونشر ثقافة الفريق الواحد وفرق العمل كل ذلك يجعل المنظومة تسير بتميز وتفوق نحو طريق النجاح وتكون المخرجات العملية والصحية ايجابية . حقيقة أن ذلك يدعم المخرجات الإيجابية للمريض ويقلل المخرجات السلبية وربما انعكس ايجاباً على الصحة العامة والمجتمع. بحيث انك بصناعة بيئة العمل المناسبة تستطيع ان تعمل برامج تطويرية وتحسينية و تفعيل سياسات وإجراءات الجودة والسلامة. وتحقق في تلك البيئة نتائج عالية ومتميزة.. وللأسف في بيئة الصراعات والمنافسات تستنزف كل طاقاتك وامكانياتك في محاولات مستميتة لفك النزاعات والاشتباكات المستمرة الغير مباشرة التي ربما تكون مباشرة بعض الاحيان وذلك حتما يعيق عمل المنظومة الصحية بل قد تجد أن مؤشرات الأداء تنحدر للأسفل وربما لكي تعود للمستويات السابقة تحتاج الي شهور وربما سنوات
حقيقة أن قرار الوزارة وتعميمه وتفعيله من قبل سعادة المدير العام بصحة جازان “الدكتور العبدالعالي” والذي ينص على وضع ضوابط وأليات جديدة لتغيير مدراء الاقسام كل ذلك يصنع نوع من لإستقرار داخل المنشئات الصحية ويجعل منظومة العمل تسير بشكل اكثر استقرارا وامانا وظيفيا من ذي قبل ويقلل من الصراعات الداخلية بما يدعم ويضمن مخرجات الجودة الصحية وحتما ان ذلك بتوفيق الله عزوجل سوف يساهم كثيرا في تطوير الخدمات الصحية المقدمة وتحسينها وتعزيز الرعاية والخدمات العلاجية بصفة عامة وعاجلة ومتواكبة مع النمو البشري والتغييرات الديموغرافية السريعة والمتزايدة والتي تحتاج الي نظرة شمولية واستراتيجية تحقق رغبات متلقي الخدمة الحالية والمستقبلية وتعكس نظرة ولاة الامر حفظهم الله لدعم القطاع الصحي والعمل على رفع مستويات الخدمات الصحية بشتى قطاعاتها الوقائية والعلاجية …