في كل فترة يُخرج لنا سوق التقنية تطبيقات جديدة بكمية مهولة، منها ما يرى نور الانتشار والتميز ومنها ما ينبثق ضوءه ولكن سرعان ما يختفي، ولعل آخر هذه التقنيات هو تطبيق الدردشة الصوتية كلوب هاوس Clubhouse.
اعتمد هذا التطبيق على نظام الدعوات فلا يستطيع الشخص أن يكون له حساب مفعل إلا بوجود دعوة خاصة تُرسل له من أحد الأشخاص الموجود فعليًا كمستخدم فعّال داخل التطبيق، ولازال هذا التطبيق حتى تاريخ كتابة هذا المقال يخدم فقط مستخدمي الهواتف النقالة من شركة أبل Apple.
لعل أغلبكم شاهد وعايش الضجة التي صاحبت هذا التطبيق والعدد المهول من الغرف التي تُنشأ يوميًا، والعدد الكبير الذي عارض الفكرة خاصةً وأنه تطبيق قد يُساء استخدامه.
حديثي اليوم ليس عن قبول أو رفض بل هو حديث بكل شفافية عن تطبيق واعد سيدعم القطاع الصحي والتثقيف الطبي بشكل كبير، حيث لاحظنا وجود عدد كبير من الحسابات التي تعود لأطباء وأخصائيين وباحثين في مجال الصحة، وعدد لا بأس به من الغرف اتخذت من الأمراض النفسية والجسدية عنوانًا لها، وأكثر ما يلفت النظر هو تعطش الجمهور لحضور مثل هذه الجلسات الصوتية، فتارةً يتم النقاش عن لقاح كورونا كوفيد-١٩، وتارة عن الأخطاء الطبية، وتارةً أخرى عن القلق النفسي وغيرها وغيرها وغيرها.
إن مثل هذا التطبيق لهو سلاح قوي يمكن إستخدامه لنشر توعية عجزت عن الوصول لها تطبيقات وسائل التواصل الإجتماعي الأخرى، خاصةً وأن التطبيق متميز في طريقته التي لا تعتمد على المحادثة الكتابية أو عرض الصور وحتى لا يقوم بحفظ المحادثات للعودة لها لاحقًا، مما يجعل الأشخاص متعطشين للحضور والتفاعل المباشر سيما أن الوصول للأطباء والمسؤولين أصبح أقرب مما نتصور وكأننا نتحدث معهم بمكالمة عبر الهاتف بكل أريحية، ويجعلهم حريصين على التواجد في الوقت المحدد حتى لا تفوتهم المعلومة وهذه من ناحية سيكولوجية لها عظيم الأثر “الخوف من فقدان الفرصة”.
في اعتقادي أن استغلال هذه التقنية سوف يعود بنتائج واعدة على القطاع الصحي، وسوف يقلل من الضغط على المنشآت الطبية إذا تم تكثيف وجود الأطباء كفرض من أماكن عملهم، وسوف يحول مسار حملات التوعية إلى أسلوب تفاعلي بتكلفة أقل وفاعلية أكبر، خاصةً عندما يتم دراسة أوقات ومواضيع الحوار.
ويبقى التواكب مع التقنية جزء لا يتجزأ من منظومة التحول الرقمي للقطاع الصحي، وطريقة إستخدام صراعات التقنية هو أمر يمكن التحكم به عند وجود التشريعات والخطط المدروسة.