باحث للربيعة: ركزوا على بناء ثقافة صحية للمجتمع قبل بناء المستشفيات
الجودة الصحية ( متابعات ) منال باسنبل
طالب باحث ومدرب في سلامة المرضى، وزير الصحة الجديد الدكتور توفيق الربيعة، بضرورة التركيز على تحسين وبناء الثقافة الصحية للمجتمع قبل بناء المستشفيات، مؤكداً إنه ينبغي على وزير الصحة، أن يضع التثقيف الصحي من ضمن الأولويات.
وقال الباحث سلطان المطيري في تصريح لـ”سبق”: في السعودية لا يوجد نقص في عدد المستشفيات بل المشكلة تكمن في نمط الحياة غير الصحي لأفراد المجتمع والذي نتج عنه مشاكل صحية عديدة مثل؛ السمنة ومرض السكري وأمراض القلب، وهذه المشاكل زادت الطلب على الرعاية الصحية والسبب غياب التثقيف الصحي، فمهما يتم من التوسع في عدد المنشآت الصحية فليس بالاستطاعة مواجهة النتائج السلبية لهذا النمط من الحياة.
وأضاف المطيري: لو أخذنا مثال مرض السكري وبناء على تقرير الاتحاد الدولي للسكري، فإن عدد المصابين في المملكة سيرتفع من 24% إلى 50% بحلول عام 2030، وهذا المرض يؤدي إلى خسائر في ميزانيات الدول بسبب التكاليف الناتجة من تشخيص وعلاج هذا المرض، وترتفع نسبة التكاليف في حالة تطور المرض، وظهور المضاعفات؛ مثل الفشل الكلوي، أمراض القلب، والسكتة الدماغية، وفقد البصر، والعجز، والإعاقة؛ بسبب بتر أحد الأطراف، فهذه المضاعفات تتطلب توفير أجهزة تشخيصية وعلاجية باهظة الثمن، وهنالك خسائر مادية أخرى بسبب فقد القوى البشرية بسبب الإعاقة والعجز والوفيات.
وأردف المطيري: هناك علاقة قوية بين تزايد معدلات المصابين بأمراض القلب وتغير نمط الحياة لدى الناس، حيث ذكرت مجلة جمعية القلب الأمريكية أن ممارسة الرياضة المتوسطة تحد من الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 41%، أما التدخين فهو سبب آخر، حيث أن 20% من وفيات أمراض القلب مرتبطة بالتدخين.
وزاد المطيري: هناك أيضا قضية متعلقة بالتثقيف وهي الأخطاء الطبية في المنزل وذلك بعد خروج المرضى من المستشفيات بسبب غياب تثقيف المرضى، حيث أشارت إحدى الدراسات بأن 50% من المرضى يتعرضون إلى أخطاء طبية في منازلهم وذلك بعد خروجهم من المستشفيات مما يتطلب إعادة تنويمهم مرة اخرى مما يزيد من إشغال الأسرة في المستشفيات، بحيث يعتبر غياب تثقيف المرضى قبل خروجهم من الأسباب التي أدت إلى حدوث تلك الأخطاء.
وأشار المطيري، إلى اهمية ان تشمل الخطط القادمة على استراتيجيات لتحقيق الحد الأدنى من المصابين بهذه الأمراض ومنها تكثيف البرامج التثقيفية الصحية وإعداد مؤشرات لقياس مخرجات هذه البرامج لمعرفة تأثيرها.
وختم المطيري تصريحه، بأن الرفع من مستوى الثقافة الصحية للمجتمع يقلل من الطلب على الرعاية الصحية والذي يوفر ميزانيات وزارة الصحة وإيجاد مجتمع صحي قادر على الإنتاج والعطاء.