الربيعة .. من رفاهية «التجار» إلى أنين «المرضى»
الجودة الصحية ( متابعات ) منال باسنبل
يواجه الدكتور توفيق الربيعة، الذي بدأ مهماته أمس باجتماعات مكثفة ومتواصلة مع القيادات في الصحة، تحديات كبيرة، ومسؤوليات جساما، لمعالجة كثير من الاختلالات والعمل لخلق بيئة صحية جيدة، خصوصا بعد ما أثير أخيرا في وسائل الإعلام حول أداء الوزارة في السنوات الماضية، التي تسنم خلالها عدد من الوزراء مسؤوليتها دون إيجاد معالجات لإشكالاتها.
صحيح أن الدكتور الربيعة حقق نجاحات في وزارة التجارة والصناعة، إلا أن البعض الآخر يذهب إلى القول إن المهمات تختلف هنا وهناك باعتبار الصحة ركيزة أساسية للحياة، ولأن الربيعة انتقل من وزارة تشرف على قطاعات قليلة إلى أخرى تشرف على أكثر من 2500 مرفق صحي، تحتاج إلى المراقبة اللصيقة. وأهم التحديات التي تواجه الوزير تتمثل في رفع مستوى الخدمات في المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية، ومعالجة توزيع الاستشاريين والأطباء، وتوطين الوظائف الفنية، مع مواجهة تحدي إنشاء مستشفيات تخصصية في المناطق الطرفية، التي ما زال سكانها والمقيمون فيها يعانون مشقة السفر إلى الرياض وجدة بحثا عن العلاج، إضافة إلى الحد من الأخطاء الطبية التي تشكل هاجسا كبير للمواطنين، الذين وصل بعضهم إلى فقد الثقة في الخدمات الصحية الحكومية.
المئات من مراكز الرعاية الصحية الأولية التي تقدم خدماتها العلاجية والوقائية، باعتبارها خط الدفاع الأول تعاني من فوضى، برغم اعتماد برنامج إحلال 2000 مركز صحي لم ير النور حتى اليوم، فضلا عن افتقارها لأطباء التخصصات الضرورية مثل النساء والولادة والأسنان. وأمام الوزير الذي تعود على زيارة مرافق فارهة في المدن والمحافظات، مسؤولية الوقوف شخصيا على بعض المراكز الفقيرة في القرى والأطراف بل في أعالي الجبال !
مستشفيات في مقار حديثة تركز على المظهر لا المخبر، من حيث الديكورات والتأثيث، ونسيت العمل على تطوير أدائها، فظهرت على السطح الأخطاء الطبية، التي غالبا ما يبادر المسؤولون عنها إلى إيجاد المبررات. وما زالت بعض المستشفيات تقدم خدماتها من مقار انتهى عمرها الافتراضي، ولا شك أن الربيعة سيقف مندهشا حين يزورها ويرى كيف تحولت إلى مبان متهالكة. ويرى البعض أن وزير الصحة الجديد لا يحتاج إلى أن يزود بأوجه النقص في المستشفيات، لأنه سبق أن اطلع عليها من خلال وسائل الإعلام.
عانت وزارة الصحة في الفترات السابقة من فوضى كبيرة في توزيع الكفاءات وتعيين القيادات القادرة على الإسهام في رفع المستوى الصحي بنظرة طبية فاحصة، وفي المقابل معالجة أوجه النقص بعقلية إدارية واعية ومدركة. ويلاحظ صمود عدد من مديري الشؤون الصحية في مواقعهم برغم العثرات.