الجودة الصحية ( متابعات ) رزاز خنكار

استشاري: ابيضاض الدم النقوي يمثل 20 % من أمراض السرطان

الشودري خلال المؤتمر

اليوم – الرياض
استضافت الرياض مؤخرا «مؤتمر أبحاث أمراض الدم السعودي الأول 2016م»، الذي يهدف إلى جمع كافة البحوث المتعلقة بأمراض الدم من قبل أطباء ومختصي أمراض الدمن وعلماء أبحاث، ومتدربين، وطلاب يعيشون أو يعملون في المملكة. وذلك لطرح آخر التطورات والاكتشافات والأبحاث في أمراض الدم. وحقق الباحثون في العالم تقدماً كبيراً في اكتشاف تأثير تغييرات الحمض النووي وتسببها في تحويل خلايا الدم إلى خلايا سرطانية تتسبب في مرض ابيضاض الدم النقوي المزمن وهو نوع نادر من سرطان الدم الذي يحدث نتيجة إزفاء «انتقال متبادل» بين الصبغيات 9 و22، وتبادلهما للمادة الوراثية. وسميت الصبغيات الناتجة عن هذا التغير باسم «صبغي فيلادلفيا»، ويؤدِّي هذا الأمرُ إلى جعل نقي العظم يصنِّع إنزيماً يسبب تحوُّلَ الكثير من الخلايا الجذعية إلى خلايا دم بيضاء. وتتسبب الزيادة في عدد هذه الخلايا في تزاحمها مع خلايا الدم السليمة، فتصبح الخلايا السليمة غيرَ قادرة على العمل بشكل صحيح. وذكر الدكتور فهد المحارب «استشاري ورئيس قسم أمراض الدم وزراعة النخاع في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث» أن ابيضاض الدم النقوي المزمن يمر بثلاث مراحل وتساعد معرفةُ هذه المراحل في تحديد خيارات العلاج الأفضل، فالمرحلة الأولى هي المرحلة المزمنة، ويكون لدى المريض أعراض خفيفة ويتجاوب غالبا مع العلاجات الأساسية، أما المرحلة الثانية فهي المرحلة المتسارعة، حيث يكون السرطان أكثر عدوانية وانتشارا وتتزايد الأعراض على المريض، أما في المرحلة الثالثة والأخيرة فهي مرحلة انتشار الخلايا السرطانية بالدم وتتطلب هذه المرحلة العلاج الكيميائي، وتكون خلالها الالتهابات والنزيف شائعة جداً ويمكن أن تكون مهددة للحياة، علما بأن 9 من أصل 10 مرضى يكونون في المرحلة المزمنة عند تشخيصهم والكشف عليهم.

وعن علامات وأعراض المرض يقول الدكتور نعيم الشودري «استشاري أمراض الدم وزراعة النخاع ورئيس وحدة الأبحاث في مركز الأورام في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث»: «الأعراض الشائعة لهذا المرض تشمل التعب، وفقدان الوزن والشهية، وتضخم بالطحال مما ينتج عنه آلام في منطقة البطن، وضيق النفس والتعرق ليلاَ. وهذه المؤشرات شائعة جدا مع أمراض أخرى، وغالباَ لا تظهر في المرحلة الأولى، مما يؤدي لعيش المريض وهو مصاب بهذا المرض من غير علمه عدة شهور، وذكر الشودري أن مرض ابيضاض الدم النقوي المزمن يمثل حوالي 15-20٪ من جميع أمراض سرطان الدم في العالم.»

يشار إلى أن العلاج الكيماوي ومعه العلاج الجراحي والإشعاعي كان أحد الأركان الثلاثة الأهم في علاج السرطان في الماضي، حتى اكتشف العلاج الموجه (وهو عقاقير تعطى بالفم ويستمر عليها المريض لسنوات عديدة كأي دواء مزمن لمرض مزمن)، حيث غيّر العلاج الموجه من طريقة علاج السرطان خلال السنوات الأخيرة وأصبح يستهدف الطفرة الجينية المسببة للمرض ويقوم بتخميدها، وتسبب الأدوية الموت السريع لخلايا ابيضاض الدم النقوي المزمن حيث يعتبر العلاج الموجه من أهم اكتشافات العلم الحديث لمواجهة مرض السرطان.