الجودة الصحية ( متابعات ) محمد سابق

في مسعى لإنهاء إشكالية تكدس مستشفى الصحة النفسية بمحافظة الطائف «شهار» حددت الشؤون الصحية بالمحافظة أخيرا أربعة حلول، من بينها إنشاء دور لإيواء النزلاء المرفوضين من ذويهم، فضلا عن رفع مستوى العلاج النفسي.

فيما بلغ متوسط الحالات الجنائية المحولة إلى مستشفى الصحة النفسية بمحافظة الطائف ثماني حالات يوميا، إذ يتفاوت إجمالي عدد المرضى النفسيين ممن ارتكبوا جرائم جنائية بسبب الأمراض الذهانية المصابين بها ما بين 3 و12 حالة لليوم الواحد، في حين يصل عدد تلك الحالات من النساء إلى 4 حالات أسبوعيا.

وبحسب مدير مستشفى الصحة النفسية بالطائف الدكتور حامد الغامدي لـ«مكة» فإنه يوجد نحو 460 نزيلا ونزيلة مرفوضين من قبل ذويهم، يشكلون 69%، ويندرج ضمنهم أصحاب القضايا الجنائية، مقدرا إجمالي السعة السريرية للمستشفى بـ 670 سريرا، منها 160 مخصصة للنساء.

40 حالة يوميا
وقال خلال جولة لـ «مكة» بالمستشفى: النزلاء المرفوضون من ذويهم يتسببون في التكدس، خاصة أن قسم الطوارئ يستقبل يوميا 40 حالة، يُتطلب تنويم أربع حالات منهم.

ولفت إلى أنه يمكن توفير أسرة لما بين حالة إلى حالتين من الحالات التي تتطلب تنويما، فيما يمكن إبقاء الحالة لمدة ثلاثة أيام في الطوارئ كحد أقصى لحين توفر سرير، وإلا فيعاد المريض مع ذويه إن لم تكن هناك إمكانية لذلك.

العنبران اللذان يحويان أصحاب القضايا الجنائية من المرضى النفسيين حددا بالرقمين 1 و2، إذ أشار أحد الممرضين المسؤولين عن هذين العنبرين إلى أن نحو 50% من النزلاء يعانون من أمراض الفصام المزمن. وأرجع الإصابة بأمراض الفصام وتفاقم الشكوك المسماة علميا بـ «الاضطراب الضلالي» إلى تعاطي المخدرات بأنواعها، وعلى رأسها الكبتاجون والشبو والحشيش، إلى جانب وجود أسباب وراثية قد تؤدي لمثل تلك الأمراض.

قاتل والده
وقال مريض فصام مزمن قضى نحو 32 عاما داخل أسوار المستشفى بعد رفض ذويه التعامل معه «بدأت تعاطي الحشيش والكبتاجون منذ أن كان عمري 22 عاما، وتوقفت عنهما بعد نحو 10 سنوات». وتابع: اضطررت لاستخدام أدوية دائمة لمرض الفصام، وكنت أعيش حياتي الطبيعية، إلا أنه بعد التوقف عنها تفاقم الأمر وأوصلني إلى قتل والدي، ليتم تحويلي إلى المصحة حتى الآن.

وأكد مجموعة من الطاقم التمريضي لـ«مكة» تعرضهم للاعتداءات والضرب ومحاولات القتل داخل عنابر النزلاء، وأضافوا: نخضع للدورات التأهيلية المتعلقة بكيفية التعامل مع المرضى النفسيين.

وقال أحدهم «عادة ما توكل مهمة الاعتناء بعنابر أصحاب القضايا الجنائية إلى المرضى القديمين بالمستشفى، كونهم الأكثر قدرة على التعامل معهم، إضافة إلى وجود قاعدة ثابتة تتمثل في عدم إعطاء الممرض ظهره لأي مريض كي لا يفاجأ بالهجوم عليه».

حل التكدس
من جهته أوضح مدير الشؤون الصحية بمحافظة الطائف الدكتور صالح المؤنس وجود أربع خطوات لحل إشكالية التكدس بمستشفى الصحة النفسية، لافتا إلى أن أولى تلك الخطوات التواصل مع وزارة الصحة لحصر أعداد النزلاء ونقلهم إلى محافظاتهم، مشيرا إلى وجود توصيات بين وزارتي الصحة والعمل والشؤون الاجتماعية، بشأن إنشاء دور لإيواء النزلاء المرفوضين من ذويهم. وتابع: زود المستشفى أخيرا بعدد من الممرضين (ذكور وإناث) لحل مشكلات العجز في الكادر التمريضي، وجار العمل على تحقيق المزيد بهذا الشأن.

حلول لإنهاء التكدس
1 حصر النزلاء التابعين للمحافظات الأخرى ونقلهم إلى محافظاتهم
2 إنشاء دور لإيواء النزلاء المرفوضين من ذويهم
3 تفعيل برنامج دور النقاهة لرفع مستوى العلاج النفسي للنزلاء
4 زيادة عدد الكوادر التمريضية