النجاح عبارة عن مجموعة من العناصر و الأدوات التي يتم استخدامها بالشكل الأمثل حتى نصل إلى الهدف المراد و هو تحقيق النجاح, و أحد أهم تلك العناصر هو “العنصر البشري” , الذي لا يكمن النجاح و التقدم بدونه.

ونظراً لأن البشر تحكمهم مجموعة من المشاعر, لذا فمحصلة أداء العمل  ترتبط ارتباط وثيق بمشاعر و أحاسيس الأفراد.

من هنا نجد أن المنظمة الناجحة هي التي تحصل على اقصى استفادة ممكن من الأفراد من خلال توفير ادنى درجة من الحاجيات المعنوية و المادية للأفراد – على اقل تقدير -. كما ان المدير الفذ هو من يدرك كيفية التعامل مع الأفراد والوصول للطاقات الإيجابية لديهم و من ثم الحصول على أفضل ما لديهم نحو العمل المنوط بهم, وذلك بإتباع اسلوب التحفيز.

 التحفيز احد مبادئ ديننا الاسلامي الحنيف, وقد ذكر  في حال الثناء على العمل إن كان نافعاً أو ذمه إن كان فيه سوءً او مضره. ونظراً لما له من اثر نفسي فقد ذكر في عدة مواضع في القران الكريم و السنة النبوية على صاحبها افضل الصلاة و اتم التسليم, قال تعالى في سورة ص – اية 30 (ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب) و قال المصطفى عليه الصلاة والسلام: ( نعم العبد, عبد الله لو كان يقوم الليل ) رواه البخاري.

 ونظراً لما للحافز المعنوي من اهمية على روح الافراد, وكذا دورة الفعال في رفع مستوى أداء الفرد وإنتاجيته, وفي ظل تراجع مستوى الاداء الوظيفي في الوقت الحالي لدى نسبة كبيرة من الافراد, سأحاول في هذه المقال تسليط الضوء حول هذا الموضوع لعل تكون هناك توعية ولو بشكل نسبي لكل من يعمل بوظيفة إشرافيه لعله يسهم في تحسن بيئة العمل الوظيفية عن طريق التحفيز و التي من شأنها رفع مستوى الاداء بما يتوافق مع المخطط له لرفع مجال التنمية و الاقتصاد.

التحفيز المعنوي يمكن تعريفة بأنه كل ما يحصل عليه الفرد من شكر و تقدير بشكل لفظي أو عيني نظير ما قام به من أعمال ، و الحوافز المعنوية هي تلك النوع من الحوافز التي تخاطب حاجات الفرد النفسية والاجتماعية ومن امثلتها مشاركة وأخذ رأي الافراد في اتخاذ القرارات، خطابات و شهادات الشكر والتقدير…. الخ, و مما يميز الحوافز المعنوية أن ليس لها حد تقف عنده, أي بمعنى أنها لا تصل الى مرحلة معينة وينتهي مفعولها مثلها مثل الحوافز المادية, بل انها تظل في ذاكرة الفرد حتى و إن ترك عملة الحالي. كما انها تؤدي لرفع معنويات الافراد و زيادة درجة الرضا الوظيفي مما يؤثر ايجاباً على ارتفاع الأداء, والذي بدورة يقود الى نجاح الفرد على المستوى الشخصي و نجاح المنظمة على المستوى العام. و من الاساليب الحديثة للتحفيز المعنوي استخدام اسلوب الذكاء العاطفي و الذي يعتمد على كيفية تكييف المشاعر الإيجابية مع الجوانب النفسية للأفراد حتى يتم تحقيق اقصى استفادة ممكنه من الموظف مما يقود لتحقيق أهدف المنظمة. و من الاساليب ايضاً أسلوب تصميم العمل ويقصد به تصميم العمل بحيث يكون مثيرا وممتعا بالقدر الكافي للعاملين وهذا الاسلوب يجعل قيمه للعمل, كما انه يجعل الفرد يستمتع بعمله ويتحفز لتحسينه. اسلوب إثراء العمل يعد من افضل الاساليب فاعلية للتحفيز, نظراً لان الموظف هو من يخطط وينفذ ويتابع النتائج ويصحح الأخطاء ان وجدت. كما ان إتباع هذا الاسلوب يبث لدى الفرد مسئوليته تجاه عمله نظراً لأن تصحيح الأخطاء وتحسين طريقة العمل بشكل دوري تكون على عاتقة, , كما ان لشعور الفرد بأهميته بالنسبة للمنظمة له دور فعال في التحفيز و تحسين الاداء، كما انه يؤدي لبث و زيادة الاصرار على الابتكار بغرض حسن أداء العمل على النحو الامثل.

 ختاماً : إذا أردنا الرقي بمنظماتنا, فإنه من الواجب على كل من لدية عمل اشرافي الحرص على كسب من حولة من افراد بإتباع اسلوب التحفيز الامثل, الذي يراه يتماشى مع قدراته و مهارات فريق العمل الخاص به, عندها سيجد ان الافراد سيعملون بأقصى جهد لديهم وهذا ما يعود بالنفع على المنظمة.

 بقلم- علاء بن رمزي الحربي

[email protected]
> Twitter. Alaarh
> LinkedIn. Alaa Alharbi