الجودة الصحية ( متابعات ) محمد سابق

تواصل محافظة جدة، احتفاءها بفعاليات يوم البصر العالمي 2016 التي انطلقت، أمس الخميس، بالتزامن في مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز، ومستشفى عيون جدة، وبالتعاون مع اللجنة الوطنية لمكافحة العمى والجمعية السعودية لطب العيون بالمنطقة الغربية؛ حيث تحظى هذه الفعاليات التي تواصل فعالياتها اليوم وحتى تمام الساعة الحادية عشرة ليلاً من مساء غدٍ السبت بمقر “الرد سي مول”، برعاية رئيس الجمعية السعودية لطب العيون رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة العمى الأمير عبدالعزيز بن أحمد بن عبدالعزيز.

وتهدف الفعاليات، التي تشارك فيها 10 جهات، للتعريف بأمراض العيون وأهمية المحافظة على الإبصار للوقاية من العمى ضمن مبادرة الرؤية 2020 “الحق في الإبصار”؛ حيث يشارك في هذه الفعاليات التي قرر لها ثلاثة أيام، قسم طب وجراحة العيون بكلية الطب بالجامعة، والنادي الطلابي لطب وجراحة العيون، ومركز الاستشاريون لطب العيون، ومركز السقاف لطب العيون، وجمعية زمزم للخدمات الصحية، وفريق ما حيينا التطوعي.

وشهدت فعاليات يوم البصر العالمي حضوراً وتنوعاً منذ صباح أمس الخميس؛ ليستفيد منها عموم المواطنين والمواطنات، كبار السن والأطفال؛ سعياً من الجهات المشاركة إلى رفع درجة الوعي بالمحافظة على العين وحمايتها من الأمراض المختلفة ومضاعفاتها من خلال الكشوفات المجانية على أيدي استشاريين وأطباء عيون وأخصائيي ضعف البصر للكشف على العيون والتحذير من مسببات الأمراض التي تتسيد مسببات العمى عند البالغين وكبار السن، ومنها “الماء الأبيض” و”الجلوكوما” و”السكري”، والتحذير من “كسل العين” بالنسبة للأطفال، واستبعاد الإصابة بأي أمراض لا يمكن علاجها إلا في مرحلة الطفولة، كما تعدّ الكشوفات المجانية فرصة لأولياء الأمور للانتباه إلى ذلك الكسل في ظل الثورة الإلكترونية وتواجد الأجهزة الكفية في أيدي أطفالنا فترات أطول.

وتشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد الأطفال الذين يعانون من ضعف البصر 19 مليون طفل، منهم 12 مليون طفل يعانون من ضعف البصر بسبب الأخطاء الانكسارية، التي كان من الممكن تشخيصها وتصحيحها بسهولة، كما أن هنالك 1.4 مليون طفل مصابين بعمى غير قابل للشفاء لبقية حياتهم، ويحتاجون إلى تدخلات، وهو ما تسعى إليه الحملة.

وتتنوّع مشاكل العيون التي تتكرر هذه الأيام وتشهد ارتفاعاً ملحوظاً، الأمر الذي يتطلب الالتزام بإجراءات الوقاية والسلامة، حيث أشارت إحصاءات المنظمة ذاتها إلى أن هناك نحو 285 مليون نسمة ممن يعانون من ضعف البصر في جميع أنحاء العالم منهم 39 مليون نسمة كُفّت أبصارهم و246 مليون نسمة ضعفت رؤيتهم، فيما يعيش نحو 90% ممن يعانون من ضعف البصر في البلدان ذات الدخل المنخفض؛ حيث تحقق هذه الحملة “المجانية” وعياً بمعرفة أسباب أمراض العيون، وهو ما يعني تجنّب أسباب العمى والحدّ من ارتفاع ذوي الإعاقات البصرية.

وشهدت الفعاليات معارض متنوعة واستشارات وكشوفات مجانية، كما شهدت عيادة متنقلة في كورنيش جدة، والمتنزهات العامة، بالإضافة إلى وجودها في مقر “الرد سي مول” مساء الجمعة والسبت، متضمنةً فعاليات متنوعة منها الركن التوعوي، والركن المخصص لضعاف البصر والمكفوفين، وركن “اسأل الخبير”، وفيه يستطيع الزوار الاستفسار عن حالات العيون التي لديهم، كما تواجد في هذه الحملة عدد من الموهوبين والفنانين من ذوي الإعاقة البصرية والمكفوفين؛ لإظهار ما لديهم من مواهب فنية، فيما تميزت فعالية “حجب الرؤية” لإبراز وتوضيح نعمة البصر وأهمية المحافظة عليها من خلال استخدام المعينات البصرية ومعاناة فاقدي البصر ومرضى الماء الأزرق والأبيض وعمى الألوان، والتعرف على لغة برايل، بالإضافة إلى ركن التصوير الفوتوغرافي.

وعملت الحملة على التوعية بأهم أمراض العيون ومنها “السكري”، والذي ينتشر بشكل كبير في مجتمعنا السعودي، وتتزامن هذه الحملة مع الدراسة التي كشف عنها الاتحاد الدولي للسكري قبل أيام، وأشارت إلى احتلال المملكة المرتبة السابعة عالمياً في عدد المصابين بمرض السكري من النوع الثاني؛ إذ بلغت الإصابات بداء السكري وفق وزارة الصحة 1.1 مليون من الذكور و775 ألفاً من الإناث، فيما بلغت الإصابات بداء السكري غير المسيطر عليه 275 ألف مصاب و196 ألف مصابة، كما أن اعتلال الشبكية هو إحدى المضاعفات التي يعاني منها مرضى السكري، ويضعف القدرة على الإبصار.