أطفالنا هم الثروة التي نعول عليها كثيراً وهم الأمل الذي نتكئ عليه إذا أحسسنا بعجزنا، هم ثروة أشرف من كل الثروات 

(ونفخت فيه من روحي) وتحتاج الى رعاية وتنمية. الرعاية الغذائية خلال الحمل والرضاعة تشكل القاعدة الصلبة والمتينة والتي قد تشكل الفارق لبقية سنوات الحياة. من هنا حرصت هيئات سلامة الأغذية في العالم بالإهتمام بكل ماقد يؤثر على الجنين  والرضيع والطفل.

صدرت الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية في ٢٠٠٨ قراراً بحظر استخدام مركب البيسفينول-أ “مركب عضوي يضاف للبطانة  الداخلية للعبوات البلاستيكية لأغراض التصنيع”.

كان قرارهم على ضوء ما توصلت له عشرات الأبحاث العلمية والتي تؤكد وبلامثنوية أن مركب البيسفينول- أ يتسلل من رضاعات الأطفال البلاستيكية إلى الحليب ومنه إلى أجساد الرُضع. النتيجة المأساوية كانت ارتفاع ملحوظ في الأمراض العصبية التي تصيب الأطفال و هذا ما أكده معهد أبحاث الأطفال و أقره معهد الصحة البيئة، عند تجنبُ شرب السوائل المحفوظة 

في عبوات بلاستيكية وتقليص المتناول من المعلبات المعدنية لمدة ثلاثة أيام فقط سينخفض مركب البيسفينول -أ بنسبة تصل إلى 

 .٪٧٥ 

تحججت بعض معامل الأبحاث “قد تكون مدعومة من شركات تصنيع العبوات البلاستيكية” بأن كمية البيسفينول-أ ضئيلة ولا يستلزم الأمر حظر المادة وهذه ثلمة لاتسد لأن أحقر ما يمكن أن ينزلق إليه الإنسان هو ظلُم أخيه الإنسان ابتغاءً لدراهم معدودة. 

هذا التصريح العجِل يتعارض على طول الخط مع ما توصلت إليه أبحاث البروفيسور “ڤوم” في جامعة ميسوري وهو عالم واسع 

الذكاء بعيد الغور يتمتع بجاه عظيم وصيت كالطبل. حيث قام هو وفريقه البحثي بدراسة الكميات الضئيلة من مادة البيسفينول – أ المنتقلة من رضاعات الأطفال البلاستيكية وأثُبت ايصال الضرر للرُضع بإمتياز وصك بنتيجة بحثة أذان المستمعين في  المؤتمرات بكل شفافية .

 

(الصورة أشدٌ قتامةً والنذرُ والأمراض تتوالى فليست الأمراض العصبية فقط بل تخبط في عمل الجهاز التناسلي أيضاً هي نتيجة  تسرب البيسفينول- أ إلى أجساد الرُضع !)

 

مجلة الصحة البيئية في ٢٠١١ نشرت دراسة توضح التأثير السلبي لمركب البيسفينول -أ على هرمون الإستروجين “الهرمون  المسؤول عن تطوير الجهاز التناسلي” وانتهت الدراسة بأن هذا التأثير قد يكون سبب في ضعف الإخصاب.

 

 ماهي الكيفية التي يعمل بها مركب البيسيفينول – أ لتأثير سلباً على هرمون الإستروجين ؟ 

 يرتبط البيسفينول-أ بمستقبلات الإستروجين و بالتالي يرتفع مستوى هرمون الإستروجين في الدم ونتيجة ذلك تؤدي إلى: 

  • تسريع الدخول في سن البلوغ لدى الإناث
  • تقليل عدد الحيوانات المنوية عند الرجال
  • اضطراب أو ضمور في نمو الأعضاء التناسلية
  • ظهور الخصائص الجنسية الثانوية “المثلية الجنسية “

وهذه النتيجة بذاتها تماماً ما أشارت إلية الدكتورة “جيسكا” متوقدة الذكاء الباحثة في علم البيئة و تأثيرها على السلوك في جامعة  مينيسوتا ونشرت بحثها المميز في عام ٢٠١٢. 

 

 في أي العبوات ينتقل البيسيفينول – أ بوتيرة أسرع ؟ 

العبوات البلاستيكية “أكواب، رضاعات أطفال، عبوات المياه البلاستيكية” والمعدنية التي تحتوي على سائل ملحي”الخضروات  المعلبة”، سائل حامضي “معجون الطماطم”، سائل دهني”الحليب .”

 الشركات العالمية التي وبلا مبالاة تستخدم البيسفينول – أ لتصنيع عبواتها هي:

 “نستله -Nestile” 

 “سيملاك -Similac” 

“انفاميل -Enfamil” 

قارئي الكريم، قد اتضح لك أنه يصعب التجنب الكامل لتسرب مادة البيسفينول – أ إلى أجسادنا، فكيف يُنضح المحيط بفنجان ! 

والسبب هو استمرار المصانع العملاقة في استخدام البيسفينول – أ لطلي البطانة الداخلية لمعظم العلب البلاستيكية والمعدنية .

 لكن الأمرٌ جد و يسترعي الإنتباه خصوصاً خلال الثلاث مراحل الحرجة: 

  • فترة الحمل
  • الأطفال الرُضع ” السنتين الأولى”
  • المصابون بالأمراض المزمنة “السكري، السرطان، السمنة “

 

 

 كيف نحمي أنفسنا ومن نحب من مادة البيسفينول – أ : 

  • استبدل رضاعات الأطفال البلاستيكية برضاعات زجاجية “الزجاج عنصر خامل ولا تستخدم مادة البيسيفينول – أ لتغطية  البطانة الداخلية .”
  • قلل قدر الإمكان من شربك للماء من العبوات البلاستيكية خصوصاً اذا تعرضت لأشعة الشمس خلال النقل والتوصيل. 
  • لا تجازف وتسخن الغذاء أو السائل المحفوظ في إناء بلاستيكي “رضاعات الأطفال البلاستيكية” بالمايكرويف استبدل الإناء  البلاستيكي بإناء زجاجي ليصبح أمناً للتسخين. 

 

 أختم بما بدأت به هذه المقالة: أطفالنا هم الثروة التي نعول عليها كثيراً.  

 

 اللهم امنحني وقارئي العين التي ترى الحقيقة … والأذن التي تسمعها بشكل جيّدّ واللسان الذي يقولها دون أن يتلعثم … واليد التي لا ترتجف عند كتابتها