غياب التنسيق بين الصحة وكليات الطب يهدد استيراد الجثث
الجودة الصحية (متابعات) ايلاف المسعودي
سهل التشريح الافتراضي الذي أدخل لكليات الطب كتقنية جديدة الكثير من العقبات التي تصادف الدارسين أثناء مرحلة التطبيق العملي، في وقت أكد فيه مصدر مطلع لـ”الوطن” أنه لا يوجد تواصل أو تنسيق رقابي بين كليات الطب وإدارة الطب الشرعي بوزارة الصحة باعتبارها المسؤولة عن خدمة الطب الشرعي بالمملكة، بالإضافة إلى بعض المشكلات التي تحدث في هذا الإطار مثل عدم حفظ الجثث بشكل ملائم عند استيرادها، محذرا من الإهمال أثناء نقلها من الدول المصدرة مما يتسبب في دخولها مرحلة التعفن.
وأضاف المصدر، الذي تحفظ على ذكر اسمه، أن هناك دولا تصدر جثث المعدمين أو المساجين أو الذين راحوا ضحية جرائم قتل، مشددا على ضرورة التأكد من مصدر هذه الجثث بغض النظر عن هويتها.
الاحتياج السنوي
أوضح أستاذ تشريح العصب في كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز رئيس قسم التشريح سابقا الدكتور عبدالمنعم الحياني أن عدد الجثث التعليمية التي تحتاجها كليات الطب مرتبط بعدد الطلاب، إلا أنها تتراوح بين 15 و20 جثة بشرية تعليمية، بالإضافة إلى العينات البلاستكية التي دخلت مجال تعليم الطب في الفترة الأخيرة.
وأضاف أن التشريح في كليات الطب اختلف عما كان في الماضي، وذلك بدخول تقنية حديثة تعرف بـ”التشريح الافتراضي عبر التطبيقات الحاسوبية، موضحا أنه لا تزال عينات الجثث التقليدية موجودة حتى الآن، ويتم الحصول عليها بطرق نظامية وأخلاقية، فجميع العينات لا تؤخذ إلا بعد موافقة أهلها، وذلك من باب خدمة العلم والعلماء، مشيرا إلى أن آلية التعامل مع تلك الجثث تتم عبر اتفاقيات أخلاقية تتعهد فيها الجهات العلمية بحفظ كرامة الإنسان واحترام العينات، ومن ثم دفنها بطريقة لائقة بعد الانتهاء من تشريحها بالتنسيق مع الجهات المختصة كالأمانات والشرط، ومن ثم يرسل تقرير من قبل الجامعة إلى الجهات الموردة للجثث”.
وبين الحياني أن طرق الحصول على تلك الجثث لاستخدامها في المجال العلمي يكون من قبل المنظمات التي تعنى بتدريس التشريح والاهتمام به وفقا للضوابط والشروط المختصة، حيث تتكفل هذه المنظمات بتوفير متبرعين، ولذلك تكون التكلفة بسيطة جدا، وتتمثل في تكلفة الشحن والتكلفة الإدارية.
منع التصوير
يشدد الحياني على أن المسؤولين في كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز يمنعون تصوير الجثث، ونقل ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي من قبل بعض الطلاب والطالبات، وذلك حفاظا على كرامة الإنسان واحترامه، ويشمل ذلك سلوكيات التعامل مع الجثث وعدم إهانتها وتصويرها.
وكشف أن هناك حالات أقدمت على هذا السلوك، وتمت إحالتها إلى التحقيق واللجان التأديبية، موضحا أن هناك عدة عقبات تواجه كليات الطب، وذلك من خلال الحصول على الجثث التعليمية، ولا يقتصر الأمر على المملكة، بل في جميع أنحاء العالم نتيجة كثرة كليات الطب ومحدودية المنظمات المانحة إضافة إلى قلة المتبرعين.
الصين المصدر الأول
أوضح مدير الطب الشرعي والوفيات بصحة جدة سابقا مدير تشغيل مستشفى جدة الوطني الجديد الدكتور طلال إكرام أن جميع جثث التشريح في كليات الطب يتم استيرادها من خارج المملكة، مبينا أن الصين تعتبر المصدر الأول للجثث التعليمية، ويتم التخلص منها أو أجزائها عن طريق الدفن في مقابر غير المسلمين بجدة، موضحا أن هناك عقبات تواجه المسؤولين في تلك الكليات في الحصول على الجثث التدريبية، أهمها ندرتها ومحدودية الدول التي تصدرها وقلة المنظمات التي تعنى بذلك.
عقبات الحصول على الجثث التعليمية
قلة المتبرعين
ندرة المنظمات المانحة
في المملكة يصعب الحصول عليها لرفض العائلات
كثرة كليات الطب
أبرز أسباب تعفن الجثث
عدم التأكد من جودتها أثناء استيرادها
عدم حفظها بشكل ملائم
التأخر في عملية النقل.