الجودة الصحيه ( صحيفة عكاظ ):
كشفت دراسة أعدتها المتخصصة في التغذية الدكتورة رويدة إدريس أن مشكلة التدهور الصحي عند الأطفال الناتجة عن سوء التغذية و سوء اختيارات الغذاء ليس بسبب قلة التوعية الغذائية.
حيث تبين من خلال الجولات على المدارس الخاصة و الحكومية ومراكز ذوي الإعاقة والاحتياجات الإضافية أن المشكلة الحقيقية غياب الخيارات الصحية من المدارس وأن أفضل الخيارات المتاحة للطلاب تعتبر غير صحية بالإضافة لغياب الرقابة الأسرية في المنزل وعدم وجود القدوة التي يحتذى بها مما نتج عنه نسبة عالية من الأطفال يعزفون عن تناول الخضروات و الفواكه والأغذية المتنوعة و المعدة بطريقة صحية.
واشارت الى أن الدعم التجاري من قبل الوزارات المختصة لا يشمل المنتجات الصحية خصوصا للمدارس فيلاحظ ان سعر حبة الفاكهة في حال توفرها في المدارس يكون بقيمة واحد كيلو من الفاكهة وهذه الأسعار وضعت بدون دراسة مسبقة لمعدل المصروف اليومي للطالب فبالتالي ترجح كفة الخيارات غير الصحية المتاحة امام الطلاب ، كما يلاحظ غياب دور الأسرة كرقيب ممثلا في الوالدين ليعطى الطفل مجالا اكبر في تنفيذ رغباته التي دائما لا تأتي في مصلحة صحته، وبجانب ذلك تساهل الأم للوجبة المحضرة سريعا لتريح نفسها من عبء تحضير وجبات صحية ، او اعتماد الأم على المساعدة المنزلية في الإشراف على تغذية الأبناء .
ولفتت الى ان الصفة التي لازمت الغذاء الصحي انه اكل مستشفيات جعلت المجتمع ينفر من تناوله و بذلك دمرت حاسة التذوق عند الجيل الجديد فأصبح الغذاء الغني بالدهون و مضافات الأغذية هو الأساسي لتغذية الأطفال ، حيث يعتبر دمار حاسة التّذوق من أصعب انواع الدمار فخط الرجوع للأكل الصحي يصبح صعبا.
ونبهت أن الأمراض ولدت في الأجساد الصغيرة بسبب السموم التي أرهقت جهاز المناعة فصعب عليه مقاومة هذا الكم الهائل من السموم التي غزت الجسم ، وكان للإعلانات الغذائية وعروض مطاعم الوجبات السريعة غير المدروسة أثر سلبي على الصحة بسبب الخلل الذي سببته و فقدان الثقة في النصيحة الغذائية ، فالإعلانات المبهرة للوجبات و المشروبات السريعة أكثر قدرة على إقناع الطفل من تحذيرات الوالدين والمختصين من هذه الوجبات.