لجنة لـ«محاربة» صرف الأدوية النفسية والعصبية من دون وصفات طبية
الجودة الصحية ( متابعات ) منال باسنبل
وجّه مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل بتشكيل لجنة من جميع القطاعات ذات العلاقة، لدرس المقترحات وسنّ خطوات عملية لمحاربة صرف الأدوية النفسية والعصبية والمهدئات من دون وصفات طبية، والتي يتم استخدامها لغير أغراض التداوي.
وقال لدى إطلاقه أمس الحملة التوعوية لسوء استخدام الأدوية الوصفية بعنوان: «لا تجعل من التداوي تعاطياً»، التي نظمتها وكالة الإمارة للشؤون الأمنية في مقر الإمارة بجدة: «إن المشكلة التي نعاني منها اليوم لم تكن موجودة في السابق، ولكنها ضريبة الانفتاح على العالم ومشاركة المجتمعات الأخرى، ليس في التطور فقط، بل في المشكلات والآلام والآمال».
وأكد ضرورة إيجاد خطوات عملية لمحاربة ظاهرة انتشار استخدام الأدوية الوصفية لغير أغراض العلاج، على أن يتم درس المقترحات الواردة إلى وكالة الإمارة للشؤون الأمنية وتحويلها إلى حلول وخطوات يتم تنفيذها على أرض الواقع لمحاربة هذا الداء.
ونوه الفيصل بأهمية معالجة المشكلات بالمشاركة بين القطاعات وفئات المجتمع، مقدماً شكره للمشاركين في الحملة من القطاعات كافة، وفي مقدمهم وكالة الإمارة للشؤون الأمنية، متمنياً أن تتكلل الجهود بالنجاح، وأن تحقق هذه الحملة أهدافها.
فيما أكد وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة للشؤون الأمنية المشرف على الحملة الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي، أن ضبطيات الجهات المختصة من الأدوية النفسية والعصبية والمهدئات تعطي مؤشراً إلى حجم الظاهرة والاستخدام الخاطئ لهذه النوعيات من الأدوية، وما تم ملاحظته يوضح لنا الفئة الأكبر من متعاطي هذا النوع من الأدوية، وهم شريحة الشباب.
وأفاد بأن الكمية الأكبر من هذه الأدوية لا تباع في الصيدليات فقط، إنما يتم توزيعها بواسطة مهربين ومروجين يعملون على تسويق تلك الأدوية وإيقاع مزيد من الضحايا، وذلك بحسب ما تم ضبطه من الجهات المختصة، مضيفاً: «تأتي هذه الحملة بعد أن لاحظت الإمارة من خلال تقارير أمنية توجه بعض الشباب إلى استخدام هذا النوع من الأدوية لغير أغراض التداوي».
وتهدف الحملة لتثقيف شرائح المجتمع، وخصوصاً فئة الشباب بأخطار سوء استخدام الدواء من دون وصفة، ولغير أغراض التداوي، وخصوصاً المهدئات النفسية، مع رفع الوعي لدى جهات صرف الأدوية؛ مثل الصيدليات والمستشفيات، بضرورة التأكد من أحقية المريض للأدوية المهدئة والمسكنات العصبية والنفسية.
وتركز الحملة، التي تستمر سبعة أسابيع، على فئة الشباب وجهات صرف الأدوية، وسيتم تنفيذها وفق ثلاث استراتيجيات، المرحلة الأولى تستمر أسبوعين، يتم فيها تقديم رسائل واضحة ذات معنى غير مباشر للمجتمع، بهدف تبيين أضرار إساءة استخدام الأدوية. فيما تركز المرحلة الثانية على التوعية من خلال تثقيف المجتمع بأضرار إساءة استخدام الأدوية، ورفع الوعي بأخطارها والحد من انتشارها، وسيكون العمل فيها ثلاثة أسابيع، على أن تتضافر الجهود، في المرحلة الثالثة، مدة أسبوعين، على المشاركة والتفاعل، التي تهدف إلى تقديم الحلول والأفكار والبرامج التي تعزز الهدف الرئيس، الذي من خلاله يتم الوصول إلى مجتمع صحي واع وآمن.
وستقام خلال الحملة معارض متنقلة غير تقليدية، يصاحبها تنفيذ جولات ميدانية على الصيدليات التي تقدم تلك الأدوية من دون وصفات. فيما ستشارك وسائل الإعلام كافة في تنفيذ الحملة وإيصال أهدافها إلى الشريحة المستهدفة، وذلك عبر فيديوات توعوية تعرض في التلفزيون و«يوتيوب» وشاشات الملاعب، إلى جانب الأنشطة التفاعلية والمطبوعات والنشرات، مع الاستعانة بالمشاهير في القطاعات كافة، لتعزيز وتوعية الفئات المستهدفة.