أن تختار قسم الادارة الصحيّة يعني أن تختصر طريق الوصول الى السُلطة والمال والسلوك الحسن ” ضربة معلّم ” ، مروراً بالتدرّج الوظيفي طبعاً .

لكن لأن الجامعة جعلت من بعض الاقسام حصراً على أصحاب المعدّل العالي فأصبح بعضها الآخر ليس إلا بدائل ولا تتناسب مع طموح الطالب  فـ يكون دخوله للقسم مجرّد تحصيل حاصل و ” الحمد لله جات على كذا ” ..!! .

من المؤسف حقاً أن تجهل قيمتك مستقبلاً كـ حجر أساس في منظومة القطاع الصحي ، فإن لم يُعطِ المجتمع قسم كـ ” الادارة الصحيّة ”  قيمته تلك مصيبة ، أما أن تكون طالباً فيه ولازلت لا تعي أهميته فـ المصيبةُ أعظمُ ..

لن أتحدث عن مجالات الادارة الصحيّة أو عن مسمّاك وتدرجك في سلّمه الوظيفي فـ تلك اشياء ستجدها في متناولك اذا بحثت عن القسم في الانترنت ، لكن سأتحدّث عنه كـ طالبة إدارة صحيّة في سنتها الثالثة :

في هذا القسم ستتعلّم أن الاداري لا يولد اداري بالفطرة بل نتاج دراسة موسّعة ، ستكتسب مهارات اداريّة جديدة مع كل مقرر دراسي جديد وأجزم أنّك ستتحوّل بإذن الله الى مشروع اداري ناجح على مستوى حياتك من اتخاذ قرارات أو  حلّ مشكلات و تفادي وقوعها اصلاً !

وأنّ كونك اداري لا يعني أن تقتصر معرفتك بالعلوم الاداريّة بل أن تملك خلفية ذات إطار عريض عن عمل كُلِّ فرد ( دكتور ، صيدلي , اخصائي ، ممرض …الخ ) يعمل تحت ادارتك في هذه المنظومة ، والكثير الكثير من المهارات .

أن تكون خرّيج ادارة صحيّة يعني قصة بناء انسان بمهاراتٍ عدّة ليكون أنت .

اخيراً .. المسألة ليست نظرة مجتمع بل مسألة تقدير للذات وتوظيف القدرات ، ففي وجهة نظري الوزير في لعبة الشطرنج ليس إلا منحوته ! بينما ذات المنحوته تعني الحجر الأقوى بالنسبة للاعب الشطرنج الماهر .

نجود علي الزهراني