مع التطور السريع الذي نواكبه هذه الأيام يجب أن نسلط الضوء على الغذاء الجديد الذي نعتقد بأنه غذاء آمن ونغذي أنفسنا وأجيالنا به.

تُصنف السموم الموجودة في الغذاء إلى نوعين: نوع ذا منشأ طبيعي ويجب عدم الإكثار منه والآخر الغذاء الملوث صناعياً وهذا يجب الابتعاد عنه لأن ترسبه في الجسم ينتج عنه أضراراً جسيمة، وسنستعرض أدناه تفاصيل هذه السموم:

فبالنسبة للسموم الطبيعية الموجودة في الغذاء فهي تشمل:

أولاً/ حامض الأوكساليك: من المعلوم بأن الجسم يستطيع أن يتخلص منه عن طريق البول ولكن إن زادت كميته فإنه يتجه ليتحد مع الكالسيوم مكوناً بذلك حصى الكلى ويكثر وجود هذا الحامض في أوراق الملفوف والسبانخ والملوخية وكذلك ثمار الطماطم.

ثانياً/ سموم الألفا: هذه السموم عبارة عن العفن الأخضر الذي يتواجد على الخبز والذرة والحبوب وبصفة عامة الأغذية التي تخزن في ظروف غير جيدة التهوية أو الرطوبة، تعتبر هذه المواد من المسرطنات التي تؤثر على الجسم عند تناولها أو استنشاقها لفترات طويلة.

ثالثاً: النيكوتين: هناك أوراق تابعة لعائلة نباتات الظل التي تشمل التبغ، الباذنجان، البطاطا ، والفلفل على النيكوتين، ويتكون في بعضها كالبطاطا مواد سامة عند تخزينها في مكان مشمس إذ يتحول لونها إلى الأخضر لذلك ينصح بتخزنها في مكان ظليل.

رابعاً/ مركبات السيانيد: هناك بعض البقوليات مثل الفاصولياء واللوبيا تحتوي على مواد صعبة الهضم مما يؤثر على المعدة وبالأخص الفاصولياء الحمراء فهي تحتوي على مركب السيانيد السام لذلك يجب طبخها للتخلص منه .

خامساً/الغازات المرافقة لمجموعة الملفوف: يجب الحذر منها فبعض مركباتها تؤثر على نشاط الغدة الدرقية لكن بالرغم من هذه السلبية إلا أنها تقي من سرطان الأمعاء لكن يجب طبخه جيداً.

 

أما السموم الصناعية: هي سموم وملوثات دخلت أغذيتنا عن طريق النشاط الإنساني وبالأخص الكيماويات التي لها علاقة بالزراعة والصناعة والمياه والهواء هناك عدة أمثلة من أهمها أو بمعنى آخر أخطرها :

١-المبيدات: التي تستخدم في إبادة الحشرات أو الأعشاب تحتوي على مادة ( DDT ) وهي من مجموعة الهيدروكربونات المكلورة فهذه تنتقل لنا عن طريق الغذاء لتتراكم في الأنسجة الدهنية وثبت علميا بأنها مسرطنة.

٢-الديوكسينات: صنفت تبعا لعلماء البيئة ضمن مجموعة الإثنى عشر ملوثاً الأشد ضرراً وأشهر هذه المركبات هي مركبات PCPومركبات PBB يجب أن نعلم بأن الجرعة المميتة من هذه المواد هي نصف ميكروغرام لكل كيلو غرام و أن لتر واحد منها يكفي لإبادة مليون شخص حالاً من أخطر مصادرها محارق النفايات الصلبة خصوصاً التي لاتحترق بشكل كامل وأقرب مثال هو العبوات البلاستيكية،وتكمن خطورتها في أنها لاتذوب في الماء بل تختزن في الشحوم وتتراكم لفترات طويلة وتؤدي إلى الإصابة بالسكر والسرطانات والإعاقة العقلية.

لتنجنب مخاطر اليوكينات ينصح باستهلاك كميات كافية من الخضار، ومنع استعمال المواد العضوية التي تحتوي على الكلور، عدم حرق النفايات الصلبة في أماكن مكشوفة وقريبة من التجمعات السكانية.

٣- الألمونيوم:  يتواجد في الجسم بكمية تترواح من ٥٠-١٥٠ ميكروغرام طبيعية وتتركز في الرئتين، الدماغ، الكلى،والكبد،  ولا يعتبر شديد السمية إلا أنه يزداد تركيزه في مصادر المياه والأغذية القادمة من تربة حموضتها مرتفعة ، ومن مصادره الأخرى أدوات الطبخ لذلك يفضل الطبخ في أواني حديدية لا تصدآ والتخزين يكون في أواني زجاجية. غالباً يضاف هذا العنصر إلى الطحين و مسحوق الخبيز ومن أعراض تسمم الجسم به أنه يؤدي إلى فقر الدم فهو يحتل مكان الحديد في جزئ الهيموجلوبين وكذلك يؤدي إلى هشاشة في العظام وأمراض في الجهاز العصبي خاصة الزهايمر .

٤- الرصاص: يعتبر من الفلزات الثقيلة الصعبة الانتشار لكن يساهم البنزين المحمل به الى تلوث الهواء  بنسبة ٩٠٪ وقد تم الاستغناء عنه حالياً  في البنزين ، ينتقل الرصاص عن طريق المطر إلى التربة ومن ثم إلى المنتجات الزراعية ، أهم مصادر الرصاص الان هي عوادم السيارات لهذا يجب تجنب جوانب الشوارع الرئيسية كأماكن الترفيه ، يتواجد أيضاً في مساحيق التجميل و دخان السجائر. من أعراض التسمم به فقدان الشهية للطعام وضغط الدم المرتفع والآم المفاصل و الصداع  وكذلك يترك أكبر أثر على الأطفال وهو صعوبة التعلم وتدني الذكاء.

هذه بعض السموم المنتشرة في غذائنا والتي تبنى أجسامنا وتقف صحتنا عليها ، ولمعرفة نسبة هذه العناصر في أجسامنا ينصح بإجراء تحليل للشعر للحصول على دقة في النتائج .

 

يقع على عاتق العاملين في مجال الأغذية والزراعة والبيئة والصحة العامة العمل على تخفيف أضرار هذه السموم وتوعية المجتمع بها والحد من أضرارها، فالصحة تاج على رؤوس الأصحاء ومراقبة الغذاء أساس ذلك.

 

مريم القحطاني/ أخصائي الصحة العامة
ملوثات الغذاء التي تؤثر على الصحة