الجودة الصحية ( متابعات ) غدير باعمر

 

 

فيما يعمل 87 ألفا من الممرضين من جنسيات مختلفة في المملكة، أكدت مصادر لـ«الوطن» أن «القطاع يعاني نقصا شديدا لأسباب عدة، أبرزها رسوب المتقدمين للمهنة، وكذلك تسرب الموظفين الحاليين».

أكدت مصادر لـ«الوطن» أن قطاع التمريض في المستشفيات والمنشآت الصحية السعودية يعاني نقصا شديدا، وذلك لندرة الكوادر التمريضية من الجنسين، مرجعة الأسباب في ذلك إلى عدة أمور، منها ارتفاع نسبة الرسوب في اختبارات هيئة التخصصات الصحية، وكذلك تسرب الممرضين والممرضات إلى وظائف أخرى، إضافة إلى استبعاد المئات منهم بسبب الشهادات المزورة.
تسرب مهني
أوضحت استشارية التمريض ومؤسسة المجلس العلمي للتمريض في الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، الدكتورة صباح أبو زنادة، أن نقص كوادر التمريض يتمثل في عدم إلمام المجتمع بهذه المهنة العظيمة، وكذلك المعتقدات الاجتماعية والنظرة السائدة عنها، وكذلك ضعف التعليم في كليات التمريض في القطاعين الحكومي والخاص، لعدم وجود معامل صحيحة وكوادر تدريس ذات كفاءة عالية. وأضافت، «يعتقد البعض أن دراسة التمريض أمر في غاية السهولة، ولكن العكس صحيح، مما ترتب عليه وجود تسرب من هذه الكليات، والاتجاه إلى تخصصات أخرى، إضافة إلى أن بعض قوانين العمل في مجال التمريض تجعل المرأة العاملة بين خيارين، إما الاستمرار أو فقدان العائلة». وحول تسرب الذكور من المهنة، قالت أبو زنادة: إن التسرب موجود بحيث يكون مسمى الوظيفة موجودا، ولكن الموظف يعمل في قطاع آخر غير التمريض، إضافة إلى أن الرواتب والبدلات لا تناسب طبيعة العمل، وكذلك بعض القوانين المتعلقة بالعاملة في مجال التمريض لم يتم تنفيذها، كتوفير المواصلات والحضانات.

مخرجات التعليم الأهلي
في ظل محاولات هيئة التخصصات الصحية عقد شراكات متنوعة مع عدد من المستشفيات لتطوير وتدريب منسوبي قطاع التمريض، إلا أن هناك مشكلة حقيقية تقف أمام عمل الهيئة وتتمثل في كليات التمريض الأهلية.
وقالت المصادر، إن عددا كبير من الطلاب والطالبات انخرطوا في هذه الكليات، وللأسف كانت المخرجات دون المأمول، إذ كشفت نتائج أحد الاختبارات الخاصة بالتصنيف المهني لتخصص التمريض في العام الماضي أن 81 % من حملة شهادت التمريض فشلوا في اجتيار الاختبار، وكان من اللافت في النتائج أن معظمهم متخرجون من كليات ومعاهد أهلية.
الاختبارات والتدريب
أوضحت المصادر أن عدد العاملين بمهنة التمريض المسجلين حاليا أكثر من 87 ألفا من الجنسين ويعملون في مختلف التخصصات ومن مختلف الجنسيات. وأضافت، أن الهيئة حاولت معالجة نقص الممرضين خلال المبادرة، بوضع اختبارات عملية، وعمل دورات تدريبية للمتعثرين، بالشراكة مع مراكز طبية كبيرة، ولكن ما يزال المخرج دون المستوى المطلوب. وحول إجراءات التدريب التي يخضع لها خريجو كليات التمريض، أوضحت المصادر أنه لا توجد إجراءات تدريبية تفرضها هيئة التخصصات الطبية على الممرضين والممرضات، فهم يعاملون كأي ممارس صحي، وبالتالي فإن الاشتراطات تقتصر على شهادة البكالوريوس من جامعات معروفة ومعتمدة، إضافة إلى بعض الاشتراطات منها الحصول على دورة الإنعاش القلبي الرئوي.
أرقام وحقائق عن التمريض في المملكة
– 87 ألفا عدد العاملين بمهنة التمريض في مختلف التخصصات
– حملة شهادات التمريض السعوديين لا يجتازون اختبارات التصنيف المهني بسهولة
– في 2015، ضبطت 2254 شهادة مزورة في تخصص التمريض
– 4 محاولات لاجتياز اختبار الرخصة في العام الواحد
– 81 % من الممرضين فشلوا في اجتياز اختبار التصنيف المهني العام الماضي
– يعاني قطاع التمريض في المملكة من تسرب موظفيه