أطعمة المصحات النفسية تدفع المرضى للهروب
الجودة الصحية (متابعات) مها باعمر
كشف المشرف العام على مجمع الأمل للصحة النفسية بالدمام أن الطعام في المصحّات النفسية، والذي يكون عادة صحيا، تجده خاليا من البهارات، فيفقد النزيل النفسي لذة الأكل والشرب، وهو ما قد يدفعه لمحاولة الهروب، بحثا عن الحياة الطبيعية التي كان يعيشها في السابق.
نوعية الطعام
قال المشرف العام على مجمع الأمل للصحة النفسية بالدمام الدكتور محمد الزهراني لـ «الوطن»، إن «تغيّر طبيعة الحياة في المصحّات النفسية، خاصة في الطعام يؤرق النزيل النفسي الذي يصل إلى مرحلة متقدّمة من المرض نتيجة الإدمان، فبعض المرضى يفتقدون وجود المكونات الطبيعية والأساسيّة في وجباتهم اليوميّة مثل الملح أو السكر، مما يفقدهم لذّة الأكل والشرب». وأكد أن «الطعام الذي يقدم للنزلاء صحي، ولكنه بعيد عن البهارات، الأمر الذي يشعر بعض المرضى بالملل، ويدفعهم إلى الهروب».
الأسر والأبناء
أضاف الزهراني أن «رفض الأسر استقبال أبنائها وارد حال وصولهم إلى مرحلة شديدة من المرض، ولكن وفقا لعملي فإن حالات رفض الأسر عودة أبنائها إليها نادرة»، مشيرا إلى أن معظم الأسر تكون جادة في علاج أبنائها، متطلعة إلى استعادتهم، وكذلك فإن رفض الأبناء العودة مع أهاليهم أمر قليل جداً، حيث يرغب الكثير من المرضى في إصلاح نفسه، وإعادة علاقته بذويه. وكشف أن «دخول الأبناء نفق الإدمان الحقيقي أصبح عائقاً بين عودة الأبناء إلى أهاليهم، وفي هذه الحالة لا تكون نتائج العلاج بحسب رغبة الأهالي أو المعالجين في المجمعات للصحة النفسية، بل تعتمد على رغبة المدمن نفسه في التعافي، ومدى انخراطه في البرامج العلاجية».
المصحّات غير مرغوبة
أوضح الزهراني أن «المصحات بشكل عام باختلاف الخدمات التي تقدمها ليست أماكن مرغوبا فيها، والمرضى الموجودون فيها يتضايقون من البقاء لوحدهم، ولدينا برامج في النفسية أو الإدمان بعضها لا يقل عن شهر، والبعض الآخر طويل المدى». وأبان أن «الأماكن العلاجية ليست سجونا، بل مؤسسات تسعى لاستعادة المرضى لصحتهم، والمريض إذا فشل الفريق الطبي في إقناعه بالبقاء، يمكنه خلال 72 ساعة الخروج في حال لم يكن مطلوبا لأي جهة».
قانون الصحة النفسية
أكد المشرف العام على مجمع الأمل للصحة النفسية بالدمام، أن «قانون الصحّة النفسية يحدد قواعد بقاء المريض في المصحة العلاجية من عدمه، ووجود ولي الأمر مهم للطبيب والمسؤولين في المصحات، فعن طريقه نجمع المعلومات عن المريض ونتعرف على التاريخ المرضي له، وذلك مهم للتشخيص السليم». ولفت إلى أن علاج المريض واستعادته لصحته مهم بالدرجة الأولى، مشيرا إلى أن هناك إقبالا متزايدا في الآونة الأخيرة لمراجعة المؤسسات العلاجية، للاستفادة من الخدمات العلاجية المتوفرة بها.
العمل والمرض النفسي
حول العلاقة بين العمل والمرض النفسي، أبدى الزهراني عدم معرفته بالأمراض النفسية التي تصيب العاملين في بعض المنشآت ومن بينها النفطية نتيجة ضغوط العمل، والابتعاد عن أهاليهم فترات طويلة، وكذلك عدم معرفته بالتأثيرات النفسية لذلك على العلاقة بين الأهالي وأبنائهم، مشيراً إلى أن البحث الاجتماعي يختلف بين حالة وأخرى.