في إحدى المناسبات والتي تجمع كل العائلة حكت لنا زوجة عمي أنه في طفولتهم كانو لا يتناولون الحلويات بكثرة وكذلك آبائهم، وكانوا يعتمدون على التمر بأنواعه والفواكه طوال العام بإستثناء شهر رمضان المبارك، فكانو يصنعون أنواع الحلويات خلال هذا الشهر مثل الكنافة واللقيمات .. إلخ. أثارني الأستغراب وبدأت أقارن كيف كانت ثقافة المجتمع الغذائية وكيف أصبحت إذ ازداد حب الحلويات وأنواعها وكمية السكر الأبيض التي نتناولها يومياً، فلم تعد الحويات خاصة بوقت معين كما في السابق أو مقتصرة على ماتعده الأمهات من حلويات أو على عدد محكور من المحال العربية المعروفة.فاليوم نرى الطلب على أنواع مختلفة من الحلويات في كل مكان وبكل طريقة من مواقع التواصل الأجتماعي إلى مختلف المطاعم والمقاهي التي تتفنن في تقديم الحلويات مع الشوكلاته السائلة وغيرها من الإضافات متناسين ماتحتويه على كميات هائلة من السعرات الحرارية.

     دعوني أخبركم مدى خطورة السكر الأبيض ومضاره الصحية ناهيك عن تأثيره على الصحة .. إبتداء من الطفولة إلى فترات البلوغ وإنتهاء بكبار السن اللذين يقل عندهم معدل الأيض (التمثيل الغذائي) وبذلك يتم تخزين السكريات بشكل أكبر في أجسامهم.

    أول نقطة يجب أن نتعرف عليها هي أن السكر يضعف مناعة الطفل 5ساعات مستقبلاً …بمعنى أوضح مثلا إذا تناول الطفل الحلوى وقابل طفل أوشخص مريض خلال خمس ساعات من بعد تناوله الحلوى يكون معرض للمرض أكثر بسبب ضعف المناعة.

   في الحقيقة, جسم الإنسان ليس بحاجة إلى السكر الأبيض فهذا الطعام الغني بالسعرات الحرارية يستهلك الجسم عند هضمه كمية كبيرة من مخزونه من الفيتامينات وخاصة فيتامين ب6 المسمى بيفيتامين المناعة. كذلك السكر الأبيض يضعف مادة البوتاسيوم والمغنيسيوم في الجسم وبنقصهما تكون عرضة للأصابة بإرتفاع الضغط الشرياني. غير ان السكر الأبيض بعد التكرير يفقد جميع العناصر المعدنية والفيتامينات والأحماض الأمينية والألياف والدهون يفقد كل شيْ ولايتبقى إلا مادة كيمايئية 100% تسمى السكرالأبيض.

  بالأضافة إلى ذلك هضم السكر الأبيض يتعب الجسم فيعرض الدماغ للخمول أو الجهاز العصبي للأسترخاء. غير أن أستهلاك السكر الأبيض من مسببات الصداع ,أضطراب دقات القلب ,الحساسية المزمنة ,السرطان والشيخوخة المبكرة.

   الأن لنفنترض أنك شربت كوبا من الشاي ب 2-3 ملاعق سكر صغيرة سيحدث التالي في جسمك :

   بعد دقائق من هضم وامتصاص ذلك السكر سيتحول إلى مستوى عالي من الجلوكوز في دمك. وسيقابل ذلك إفراز كمية من الأنسولين من البنكرياس لتخفيض نسبة الجلوكوز بالدم .وبالمناسبة الأنسولين فعال جدا من حيث تخفيض نسبة الجلوكوز وفعلا سوف يخفضه بكفاءة عالية جدا خلال فترة زمنية بسيطة. هذه ليست مشكلة كبيرة لكن المشكلة الحقيقة ماسيحدث بعد ذلك, لأنه بعد نزول السكر في دمك ستبقى نسبة الأنسولين عالية بدمك وسوف يحصل الأتي:

1/ الأنسولين سيجعلك تشعر بالجوع وتشتهي طعاما سكريا بعد وقت غير طويل.

2/ الأنسولين (على مدى طويل) سيجعل الدهون تتراكم وتتجمع نحو خصرك.

3/ مع مرور الوقت جسمك سيبدأ بالتعود على هذا المستوى العالي من الأنسولين بدمك وأي إنخفاض به سيجعلك تشتهي الحلويات والشوكلاته. المشكلة حتى إذا كنت قد أكلت للتو وقد شبعت ستشتهي السكر بعد وقت قصير.

هل تعلم:

كوب الشاي من دون سكر = 0 سعرة حرارية .

كوب شاي + ملعقة سكر صغيرة =16 سعرة حرارية.

كوب شاي + ملعقتين سكر صغيرة = 32 سعرة حرارية.

كوب شاي +3 ملاعق سكر = 48 سعرة حرارية …. وهكذا هذا مجرد كوب شاهي فما بالك بكمية السكر الموجودة في الحلويات التي نتناولها يوميا!

  ختاما, ننصح بالأبتعاد عن السكر الأبيض وأنوع الأغذية والحلويات والمشروبات التي تحتويه واستبداله بسكر القصب العضوي او ستيفيا أو العسل اأو يفضل الأستغناء عنه خاصة في المشروبات. لنراقب مانأكله ونرفق بأجسادنا قدر المستطاع لنعيش في مجتمع صحي خالي من الأمراض فلبدنك عليك حق.

ندى عمر بن سلمان

أخصائية الصحة العامة

فريق الصحة العامة التطوعي