الجودة الصحية (متابعات) رزاز خنكار 

نفت صحة المقاطع المتداولة عن تلك الأدوية
جمعية القلب السعودية: الأدوية المخفضة لارتفاع الكولسترول تقلل الوفيات

أكدت جمعية القلب السعودية عدم صحة المقاطع التي تتداولها بعض وسائل التواصل حول الأدوية المخفضة لارتفاع الكولسترول، وأكدت أهمية تلك الأدوية.
‏‫وقالت في بيان لها: “هذه المقاطع المتداولة تحتوي على مجموعة من المغالطات التي لا تستند إلى دراسات علمية مُحكمة حول علاقة ارتفاع الكولسترول بالدم، ودوره السلبي بالأمراض الوعائية، كتصلب الشرايين التاجية أو الدماغية أو الطرفية، وما يترتب على ذلك من مضاعفات، كالجلطات القلبية أو الدماغية أو القصور في التروية الطرفية”.
وأضافت: “جمعية القلب السعودية التي تمثل أهل الاختصاص في أمراض القلب والشرايين في المملكة العربية السعودية تود أن تبيِّن الآتي إزاء هذه المفاهيم الخاطئة المتداولة حول ارتفاع الكولسترول في الدم، وعلاقته بمرض تصلب الشرايين:

أولاً: يعد ارتفاع الكولسترول في الدم، وتحديدًا الكولسترول الضار (LDL)، سببًا رئيسًا في الجلطات القلبية والدماغية. ودل على ذلك عدد كبير من الدراسات المُحكمة خلال الأربعين سنة الماضية، التي تؤكد العلاقة بين ارتفاع الكولسترول في الدم وهذه الأمراض. وهي علاقة سببية لا جدال فيها عالميًّا. مذكرين أن العلاقة السببية تخضع لشروط علمية صارمة قبل إقرارها.

ثانيًا: قد بيَّنت عشرات الدراسات العلمية التي ضمت عشرات الآلاف من المرضى على مدى ثلاثة عقود أن تناول الأدوية المخفضة لارتفاع الكولسترول يؤدي -بإذن الله- إلى تقليل الوفيات، وتقليل حدوث الجلطات القلبية والدماغية. ويدعم هذه الدراسات السريرية المُحكمة دراسات راصدة ذات جودة عالية، ضمت مئات الآلاف من المرضى. وإضافة إلى ما سبق، فقد أكدت الدراسات العلمية أن تناول الأدوية المخفضة للكولسترول من قِبل المرضى المصابين بتصلب وضيق الشرايين التاجية أفضى إلى إيقاف وتيرة التضيُّق في هذه الشرايين، بل إلى تراجعه في بعض الحالات، وذلك عبر تتبُّع هذه الشرايين خلال فترة زمنية مقننة باستخدام تقنيات متطورة، كالأشعة الصوتية الوعائية.

ثالثًا: إن العلاقة السببية بين ارتفاع الكولسترول والأمراض الوعائية، وأهمية تناول الأدوية المخفضة للكولسترول من قِبل المرضى الذين يعانون هذا الداء، هما مما نصت عليه توصيات الجمعيات القلبية كافة، كجمعية القلب الأوروبية، وجمعية القلب الأمريكية، وجمعية القلب الكندية.. على سبيل المثال لا الحصر.

رابعًا: إن الدراسات العلمية المُحكمة التي ضمت مئات الآلاف من المرضى قد نصت على أن الأدوية المخفضة للكولسترول تتسم بدرجة عالية من الأمان، وأن المضاعفات الجانبية المحتملة لا تتجاوز نسبتها 5 %، وأن هذه المضاعفات تتلاشى بمجرد تخفيض الجرعة أو إيقاف الدواء من قِبل الطبيب المعالج. وهنا تؤكد جمعية القلب السعودية أن هذه الأدوية لا تؤدي بأي حال من الأحوال إلى إلحاق ضرر بالقلب كما يدعي البعض من غير أهل الاختصاص. ولا شك أن أي دواء أو علاج لا ينفك تناوله عن حدوث مفسدة أو تحقق مصلحة، والمعول عليه في هذا الأمر ترجيح كفة المصلحة على المفسدة.

خامسًا: تقرر جمعية القلب السعودية أن حجر الزاوية في تجنب أمراض القلب، مثل ارتفاع الكولسترول ومرض السكر والسمنة، يكمن في تعديل السلوك الحياتي في الغذاء والحركة.. فلقد ثبت علميًّا أن تجنب تناول الطعام الغني بالدهون، وخصوصًا الدهون المشبعة والدهون المتحولة والسكريات، يؤدي إلى إنقاص معدل الكولسترول الضار في الدم وتبعاته، وأن الحياة المليئة بالحركة والرياضة تقلل من احتمال حدوث أمراض القلب والدماغ، وتعين في تجنب مرض السكر، أو على الأقل تأخير حدوثه.

سادسًا: يخلط البعض بين العلاقة السببية بين ارتفاع الكولسترول في الدم وأمراض القلب الوعائية من جانب، والعلاقة بين تناول الدهون في الطعام وأمراض القلب الوعائية، كما تقرر سابقًا. ولا جدال بين العلماء أن ارتفاع الكولسترول في الدم هو السبب الرئيسي لتصلب الشرايين ومضاعفاته، إلا أن هناك نقاشًا يدور بين المختصين حول الكمية الآمنة من الدهون في الغذاء، وحول نوعية الدهون الأخف ضررًا. وما زالت الدراسات تصدر تباعًا حول هذه المسألة.

سابعًا: دلت الدراسات على أن بعض الدهون مفيدة لصحة القلب، كزيت الزيتون وبعض الزيوت النباتية. أما الدهون الحيوانية فإن تناولها بإفراط يضر بالصحة عمومًا، وصحة القلب والدماغ خصوصًا، وأن الغذاء المتوازن الغني بالخضراوات والبقوليات والفواكه بجانب اللحوم البيضاء، وخصوصا السمك، مع تقليل كمية الكربوهيدرات والدهون الحيوانية، مفيدٌ لصحة القلب.

ودعت جمعية القلب السعودية في نهاية بيانها الجميع إلى تتبُّع المعلومات التي تهم صحتهم وسلامتهم من المصادر الموثوقة، وأن يرجعوا إلى أطبائهم المعالجين فيما يخص علاجهم، وأن لا يعتمدوا كل ما يتم تناقله في وسائل التواصل الاجتماعي”.