تشهد الخدمات الصحية المقدمة في أنحاء العالم بما فيها المملكة العربية السعودية نموا سريعا وتغيرا ضخما وفي فترات وجيزة , وهذا مما يؤكد أن القطاع الصحي من أصعب القطاعات تحكّما وإدارة.

 رغم اهتمام الدولة بهذا القطاع المهم ،  ووجود جميع مستويات الخدمات الصحية من أولية ، وثانوية ، وتخصصية إلّا أنه لا زال الحال في تدهور ! 

فمع وجود الكفاءات العلمية من استشاريين ، واستقطاب عدد كبير منهم من خارج البلاد، ومحاولة استحداث تخصصات جامعية حديثة ومساندة للطب البشري -الذي هو أساس القطاع الصحّي- إلا أننا نلحظ من المرضى والمستفيدين من الخدمات الصحية المقدمة –الأغلبية- وخاصّة من القطاع الحكومي عدم الارتياح !

 

هل وزارة الصحّة راضية بما تم تقديمه للقطاع بالكامل ، أم أنّه غض للطرف عن الأخطاء ومحاولة النظر بالعين الإيجابية ؟!

 

لا ننكر الانجازات الصحية على المستوى العام ولكن ما نسبة ما تشكلّه تلك الانجازات أمام الأخطاء في النظام الصحّي سواءً أكانت (اكلينيكية) أم إدارية ؟

 

من الصعب ايجاد السبب وراء كلّ خطأ عام ، ففي الأخطاء العامه يمكن اعتماد قرارات ثابتة يتم من خلالها تحسين الخدمات دون الرجوع إلى جذور كل مشكله ، وأمّا الأخطاء الفردية والخاصّة بالمستشفى أو إدارة بعينها أو موظف بذاته فيجب على المعني بتلك الأخطاء التعامل معها بالشكل المطلوب ، ومحاولة الوصول إلى أقصى ما يمكن الوصول إليه من تحليله وطرح الحلول الممكنه على مستوى الإدارة أو المستشفى أو حتّى على مستوى الوزارة ، ليس هناك ما يسمّى ب(خطأ غير مهمّ) ! كلّ الأخطاء يجب التعامل معها ولكن يتم تصنيفها حسب الأولويّة ، وبطبيعة الحال فإنّه كلّما تكرّرت الأخطاء كلّما كانت لها الأولويّة في التعامل معها ، “لا تحقرنّ صغيرة فإنّ الجبال من الحصى”.

 

ونشيد بالوزارة هنا حين افتتحت إدارة حقوق وعلاقات المرضى والذي أثمرت جهودها ، ولكن يجب التأكد من الإدارات داخل المستشفيات ، ودائما ما تكون المشكلة في التجاهل من المعني بالتعامل مع الخطأ والهروب منه أو محاولة اخماده بحل مؤقت !

 

والإدارة الناجحة تعرّف الخطأ “أنّه فرصه للتحسين” بمعنى أنّه كلّما وُجدت الأخطاء كلّما زادت الفرصه لتزداد إحسانا ! بلا شك ليست المقوله مشجّعه للأخطاء بقدر ما هي مشجّعة لمواصلة التحسين والتطوير والوصول إلى ثقافة الجودة الشاملة (الإحسان).

 

في النهاية يبقى الأمر مرتبطا بكلّ موظف مسئول في داخل هذا القطاع وليس العبء بأكمله على الوزارة ، فلو تمّت الأمور في كل الإدارات الصغيرة والكبيرة بمحاولة درء كلّ ما يتسبب أو يكون سببا في الخطأ ومحاولة حلّه بالطرق الناجعة سيستمر الكل في السير على سكّة النجاح ، ومهما كانت تلك الإدارة ومهما كان دورها بسيطا ستكون شمعة تضيء للصحّة الطريق للوصول إلى القمّه.

 

 

 

أسامة بن سلمان

OSama_BS@