الجودة الصحية (متابعات) ندى العصيمي

شهد مستشفى الملك فهد المركزي بجازان مأساة طفل يبلغ من العمر أربعين يوماً؛ بعدما جاء إليه بالرجاء، وخرج منه محمولاً إلى قبره؛ حيث تروي والدة الطفل لـ”سبق” تفاصيل معاناته حتى الموت، مطالبةً الجهات المختصة بالتحقيق فيما تعرّض له طفلها.

وتفصيلاً، قالت والدة “خالد حملي” الطفل ذي الأربعين يوماً لـ”سبق” إن ابنها عانى وعكة صحية مفاجئة الخميس الماضي؛ لتتوجه لمستشفى صامطة الذي بدوره طلب إحالته لمستشفى الملك فهد المركزي؛ إلا أن المستشفى اعتذر، فيما تكررت المطالبات، وبالإلحاح قبِل المستشفى إدخال طفلها، ولكنه كان يحتاج لعناية مركزة، بينما المستشفى لم يوفر له سريراً، ومكث في الطوارئ.

وتابعت: “لم يتم تأمين سرير في العناية المركزة إلا بعد تدهور صحة الطفل، وكان هناك نقص كادر تمريض، وبعد قبول الحالة في تمام الساعة الثانية من فجر السبت أفادونا بأنه سيتم تحويل الطفل صباح السبت، وتم الاتصال علينا، وأفادونا بأن الحالة ستغادر إلى أبها بعد قبوله بمستشفى خاص على تأمين والده”.

وأوضحت: “عند الحضور أفادونا بأنه لم يتوفر كادر طبي، وكانوا يحاولون الوصول إلى رئيس قسم الأطفال -حسب ما ذكروا- لكن لا يوجد ردّ منه حتى الساعة الثانية عشرة ظهراً، وهنا انتكست حالة الطفل، وأبلغونا بأن هناك سريراً في العناية قد يتوفر خلال الساعات القادمة أو تحويله”.

وقالت: في تمام الساعة الثانية والنصف ظهراً اتصلوا وأبلغونا بأنه لا بد أن تُجرى عملية وريد مركزي للطفل، وحضرنا، وتم التوقيع على العملية وإقرار بخطورتها، وتم إجراء العملية وبقي بغرفة العمليات حتى الساعة 10م بانتظار تجهيز السرير في العناية، ولا يوجد عنده غير أطباء التخدير، وبعدها عند الساعة 3:45 عصر الأحد أبلغونا بأن خالد توفي”.

وزادت الأم في وصف ما تعرّض له ابنها قائلةً: “مع العلم أنه قبل عملية تركيب وريد مركزي أجريت له 3 عمليات في الطوارئ، مع العلم أن المنطقة مكشوفة بالكامل أي بغير عزل!”، مشيرة إلى أن التنسيق تم عن طريق والد “خالد” مع التأمين والمستشفى والمراسلات بين التأمين ووالده، وحتى مع ذلك لم يتعجّل المستشفى لإنقاذ حياة الطفل.

ومن جهته، قال مدير التواصل والعلاقات والتوعية بـ”صحة جازان” نبيل عيسى غاوي، لـ”سبق” حول الحادثة: “بدايةً نتقدم بالعزاء لذوي الطفل، ونفيدكم بأنه جرت إحالة المريض من مستشفى صامطة العام إلى مستشفى الملك فهد المركزي، وتم استقبال الحالة والتعامل معها، حيث أجريت له عملية جراحية (تركيب وريد مركزي)، وتأمين سرير وتنويم الطفل بقسم العناية المركزة للأطفال”.

وأضاف: “نظراً لكون الحالة تخضع لنظام أهلية العلاج، فقد تم عمل إحالة طبية والتنسيق لإنهاء إجراءات القبول لعلاج الحالة على التأمين الطبي الخاص بالعائلة بأحد المستشفيات الخاصة، ونظراً لصعوبة الوضع الصحي للطفل، وعدم استقرار حالته الصحية فقد تعذر نقله خارج المستشفى”.

واختتم قائلاً: “علماً بأن شكوى والد الطفل محل اهتمام، وسيتم التحقق بمهنية واتخاذ الإجراءات اللازمة في حالة وجود أي إهمال أو تقصير في التعامل مع الحالة”.