” سلسلة احسان صحي “

 

يشهد مجالنا الصحي تطورا سريعا في العلوم الطبية و الوظائف الصحية بشكل عالمي , مما أدى إلى تضخم الخدمات الطبية و زيادة الاهتمام بالوظائف الصحية و الإدارية العاملة ليل نهار لخدمة المرضى و المراجعين , و هذا التطور أنتج تشعباً ضخماً في التخصصات و الوظائف حتى أن العاملين في قطاعنا الصحي أخذوا بالتذمر و التنمر من الروتين و الرتابة .

 

نعم الروتين جرثومة خطيرة متمركزة في كل المؤسسات بل في الحياة بشكل عام و في مجالنا الصحي بشكل خاص

 

فيخسر العامل بالقطاع الصحي رحمته و حماسته ببساطة لأنه يوميا “يقوم بعمل نفس الشيء بلا تجديد و لا تحديث” .

 

لكن كيف نحل هذه المشكلة و بماذا نتحدى الروتين و الرتابة و الكسل ؟

 

إن الرتابة لا تؤثر فقط في العمل بل حتى تتسلل في الخفاء الى النفس و الروح مهيمنة مسيطرة على حياتنا اليومية أما حلها فهو :

 

نحن , نعم نحن !!

 

كيف ؟

 

نتحداها بإصرارنا على تحقيق طموحاتنا و أهدافنا و نضيف اليها لمستنا فنمنعها من السيطرة علينا و من التأثير فينا متسلحين بإخلاصنا لواجبنا و تفانينا في عملنا و اننا دائما نستطيع ان نحقق الأفضل.

 

في تاريخنا الكثير من النماذج التي لم تستسلم للروتين ليس فقط في المجال الصحي بل حتى في الحياة مثل :

 

 

1- الرازي:

مبتكر التعليم الطبي بالشكل الحديث حيث قسمه إلى علوم أساسية و علوم إكلينيكية تطبيقيه .

 

2- ابن سينا :

الذي أبى ألا ان يكتب كتابا كاملا في الطب يشتمل على كل ما عرفه عن ذاك العلم الجليل حتى درس كتابه ( القانون في الطب ) الى أواخر القرن التاسع عشر الميلادي في أوروبا بل تحدث عنه الدكتور خير الله في كتابه القيم الطب العربي

 

“ويصعب علينا في هذا العصر أن نضيف شيئاً جديداً إلي وصف ابن سينا لأعراض حصى المثانة السريرية” في إشارة الى ما وصل اليه ابن سينا من علم و تحدي فلم تجد الرتابة اليه طريقا .

 

3- أبو القاسم الزهراوي الأندلسي ( أبو الجراحة ) :

مخترع أدوات الجراحة الحديثة و محدث الجراحات القديمة فحولها بمهنيته و معرفته و حنكته إلى عمليات جراحية اكثر أماناً و أقل خطورة .

 

بإمكان كل نموذج من تلك النماذج أن يرضى بروتين عمله و حياته و يعيش على دنياه زائد إلا ان كل واحد فيهم وضع أمام عينيه هدف و حلم فثابر و اجتهد حتى وصل و بهذا قهروا ليس فقط روتين عملهم و حياتهم بل أيضا كل الصعوبات التي واجهتهم متحديين كل العقبات حتى وصلوا الى ما وصلوا اليه .. 

 

أنت أيها العامل في القطاع الصحي صاحب القرار و أنت النتيجة فخذ قرارك :

(إما أن تزيد و إما أن تكون زائد )

 

 

محمد عصام احمد منصور

تويتر : @MHDE23