مجلة الجودة الصحية (متابعات) أحلام الصبحي

اعتمدت وزارة الصحة 6 إجراءات وقائية ضد الإصابة بداء الجرب، بعدما انتشر في 5 مدن سعودية خلال الأيام الماضية، بين طلاب بعض المدارس في مكة المكرمة، ليصل إلى 4 مدن سعودية تقع في 3 مناطق مختلفة من المملكة، مما يستوجب تدخلا سريعا وجديا لاحتواء المرض.

 الإجراءات الوقائية

التوعية والتثقيف الصحي عن المرض وطرق انتقاله
 حصر المخالطين من أعضاء الأسرة أو غيرهم ومتابعتهم

الإبلاغ عن الحالات وعزل المصابين 

 الغسل الجيد للملابس الداخلية والمفارش التي استعملها المريض

 دراسة المخالطين والبحث عن مصادر العدوى
 
فيما أثارت أنباء اكتشاف عدد من حالات الإصابة بداء الجرب في 5 مدن سعودية خلال أيام معدودة منذ الإعلان عن اكتشاف حالات إصابة بالجرب بين طلاب بعض المدارس في مكة المكرمة، جرى الكثير من التساؤلات حول سبب انتشار المرض وكيفية انتقاله السريع من مكة ووصوله إلى 4 مدن سعودية تقع في 3 مناطق مختلفة من المملكة، وتفصل بينها مئات الكيلو مترات، مما يستوجب تدخلا سريعا وجديا لاحتواء المرض.

الصحة لا تتجاوب

تواصلت «الوطن» مع وزارة الصحة للتأكد من الأنباء المتداولة بخصوص انتشار مرض الجرب في 5 مدن سعودية تقع في 3 مناطق متفرقة، متحدث الوزارة مشعل الربيعان اعتذر عن تأكيد أو نفي تلك الأنباء، مبينا أنه ليس لديه معلومات مؤكدة سوى وجود حالات إصابة في مكة المكرمة والمدينة المنورة فقط، وطلب إحالة الاستفسار إلى أحد المختصين في الوزارة الذي لم يرد على اتصالات الصحيفة.

1063 حالة

رسميا أعلنت صحة مكة ارتفاع عدد الحالات المكتشفة المصابة بداء الجرب الجلدي إلى 1063 حالة ينتمون لـ12 جنسية مختلفة، وذلك بعد اكتشاف 394 حالة في مدارس مكة و25 في الأحياء السكنية، إضافة لاكتشاف حالتي اشتباه بـ«الجرب» في المدينة المنورة على بعد حوالي 350 كيلومترا عن مكة المكرمة.
وفي ظل عدم توفير معلومات رسمية من قبل وزارة الصحة تداولت أمس تقارير إعلامية عن اكتشاف حالتي إصابة بالجرب في محافظة القنفذة صباح أمس لطالب بالمرحلة الابتدائية وشقيقته بنفس المرحلة كذلك، إضافة إلى حالتين في الهيئة الملكية بـ«ينبع»، تداول في مواقع التواصل أنه تم على خلفيتها إغلاق روضة أطفال بينبع الصناعية لعمل مسح وتعقيم.
 

علاج الحالات:

 العلاج المفضل للأطفال هو بيرمثرين بتركيز 5 %، ويمكن كذلك استخدام عقار اللندان «Lindane» والذي يمسح به كل الجسم ما عدا الرأس والعنق. ثم يتم الاستحمام في اليوم التالي وتغيير الملابس ومفارش السرير. ويلاحظ إمكانية استمرار الحكة لمدة أسبوع أو اثنين بعد العلاج، ولا ينبغي النظر إلى ذلك على كونه مؤشرا على فشل العلاج. وفي حوالي 5 % من المرضى يتم تكرار العلاج مرة أخرى بعد 7-10 أيام من المقرر العلاجي الأول في حالة استمرارية البيض في الحياة بالرغم من العلاج الأولي. 
وعن الإجراءات الوقائية في مكة المكرمة فقد تم إجراء الآتي:
 عمل مسح طبي لجميع الفصول وطلاب المدارس التي بها حالات مشتبهة 
 تم حصر جميع المصابين والمخالطين وإعطاؤهم العلاج اللازم مع التنبيه على ضرورة عزل الحالات المصابة حتى يتم شفاؤها بالمنزل.
 تم تقديم التوعية الصحية اللازمة عن المرض وطرق انتقاله وطرق الوقاية منه، وأهمية النظافة الشخصية داخل المدرسة للطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات وفي وسائل التواصل الاجتماعي. 
 تم التنسيق مع إدارات المدارس بضرورة إرسال أي حالة مشتبهة أخرى قد تظهر فيما بعد للمركز الصحي ليتم الكشف عليها واتخاذ اللازم. وبالإمكان التواصل مع المركز الصحي الذي تقع في نطاقه المدرسة أو الاتصال مباشرة على هاتف إدارة الأمراض المعدية بمديرية الشؤون الصحية بمكة المكرمة أو الرقم 937. 
 تم إعداد فريقين لزيارة مواقع سكن الحالات لتقييم الوضع.

لجنتان من حقوق الإنسان ترصدان مواطن وأسباب ظهور المرض
 

علمت «الوطن» أن جمعية حقوق الإنسان في مكة المكرمة كونت لجنتين من خمسة أعضاء رجال ونساء، الأولى معنية بالمدارس الحكومية والأهلية البنين والبنات، والثانية معنية بطلاب وطالبات جامعة أم القرى من أجل رصد جميع حالات الجرب التي ظهرت والتي تم الاشتباه فيها، ومعرفة ما مواطن القصور التي أدت لظهور وتفشي هذا المرض الذي ظهر مؤخرا في بعض أحياء العاصمة المقدسة، وانتشر في عدد من المدارس، إضافة إلى أنه في حال تم الانتهاء من جميع هذه الجولات الميدانية فإنه سيتم الرفع للجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال ذلك.
 

حي قمامة

أكد متحدث صحة منطقة مكة المكرمة حمد العتيبي لـ«الوطن» أن صحة مكة أخذت في الاعتبار التقريرين الطبيين وستتخذ إجراءاتها حيال التقرير الصادر عن المستوصف الخاص، مؤكدة أنها ستصدر بيانا صحفيا لاحقا بالحالة.
كشفت جمعية حقوق الإنسان في مكة المكرمة بداية ظهور مرض الجرب الذي بدأ انتشاره في جنوب غرب مكة المكرمة، مؤكدة على لسان عضوها الدكتور محمد السهلي، أن أمانة العاصمة المقدسة تتحمل ظهور هذا المرض الذي بدأ من حي الزهور، وهو الحي الذي يقترب من مخلفات النفاية ومواقع حظائر الماشية، من إبل وغنم وبقر، منوها بأن هذا الحي كان يطلق عليه «حي قمامة» لوجود جميع مرامي النفايات فيه، لذا يجب على تلك الجهة الرفع إلى الجهات العليا، وذلك لوضع حلول عاجلة لتفادي ظهور أي حالة مرضية خلال الأيام القادمة.

مرض طفيلي

بحسب تقرير توعوي أصدرته وزارة الصحة أمس فإن الجرب هو مرض طفيلي معد يصيب الجلد يسببه نوع صغير جدا من الحشرات تخترق البشرة، وينتقل من المخالطة اللصيقة بين الأشخاص، وتكون الأعراض غالباً على شكل حكة شديدة، خاصة أثناء الليل، وتقتصر المضاعفات التي يمكن حدوثها على حدوث عدوى بكتيرية ثانوية لتلك الإصابات.
وأضافت أن فترة الحضانة تتراوح بين 2-6 أسابيع قبل بدء الحكة في أشخاص لم يسبق لهم التعرض للعدوى، أما في الأشخاص الذين سبق إصابتهم فتكون الفترة أقصر (1-4 أيام).
وبخصوص الإجراءات الوقائية فقد أوضحت الصحة أنها تتمثل في الآتي:
 التوعية والتثقيف الصحي عن المرض وطرق انتقاله وعن أهمية التشخيص والعلاج المبكر، وكذلك عن أهمية الحفاظ على النظافة الشخصية.
 الإبلاغ عن الحالات وعزل المصابين من المدرسة أو مكان العمل حتى اليوم التالي للعلاج.
 الغسل الجيد للملابس الداخلية ومفارش السرير التي ارتداها أو استعملها المريض خلال الساعات الثماني والأربعين السابقة للعلاج، وذلك باستخدام دورات ساخنة من الغسالة والمجففة لقتل الحشرات والبيض.
 حصر المخالطين: من أعضاء الأسرة أو غيرهم ومتابعتهم للتعرف على أي حالات غير مبلغة تعاني من الإصابة بأعراض المرض، لا سيما الحكة وإعطائهم العلاج الناجع في نفس الوقت لتجنب إعادة العدوى.
 دراسة المخالطين والبحث عن مصادر العدوى: غالبا ما تحدث الإصابات بصورة جماعية وخاصة في الأماكن المزدحمة ونادرا ما يصاب فرد واحد فقط بين أفراد الأسرة بالمرض. ويجب إعطاء العلاج الوقائي للأشخاص الذين توجد بينهم مخالطة لصيقة مع المريض.
 توفير وسائل النظافة في المرافق العامة خاصة في المعسكرات والمخيمات ومناطق السكن المزدحمة.
 

حارة المواركة

أوضح المتحدث الرسمي لتعليم منطقة مكة المكرمة طلال الردادي، أنه إشارة إلى المقطع المتداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي أمام إحدى المدارس في حي الحفائر – حارة المواركة، فإن هذا المبنى المخصص للمدرسة هو وقف تعليمي خيري لصالح مدرسة الفرزدق الابتدائية الصباحية ومدرسة عمرو بن معد يكرب المسائية، ويخدم نحو 2500 طالب، وأن المبنى يتكون من 60 غرفة، وتتوفر به كافة وسائل السلامة من أجهزة الإنذار ومخارج الطوارئ وجميع الشروط التعليمية، وساحات لممارسة الأنشطة المختلفة، منوها بأنه فيما يخص السلبيات المحيطة بالمبنى فإن الإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكة المكرمة قد أبلغت الجهات المختصة للمعالجة منذ وقت سابق، ونثق في إمكاناتهم وتفاعلهم لتحسين البيئة المحيطة بالمدارس.

تقرير مزور

قدم ذوو طالبة برماوية الجنسية في المرحلة الابتدائية تقريرا طبيا مخالفا ومزورا لابنتهم بعد اشتباه المرشدة الصحية في إصابة الطالبة بمرض الجرب المنتشر في مدارس تعليم مكة المكرمة، وعادت الطالبة في اليوم التالي تحمل التقرير المزور للمدرسة الصادر عن أحد المستوصفات الخاصة في حي الخالدية في مكة المكرمة، إلا أن ملاحظة المعلمة المناوبة وحصافة المرشدة الصحية أصرت على منح الطالبة تحويلا لمركز صحي الحي للكشف عليها، وجاء التقرير الطبي مؤكدا إصابة الفتاة بالجرب، ومنحها إجازة لمدة أسبوع ليتم عزلها عن الطالبات. وأكدت الطالبة أن والدها يعرف منسوبي المستوصف وبالتالي أصدر لها التقرير.
 

حي عشوائي

وأضاف السهلي لـ«الوطن» أن هذا الحي العشوائي الذي توسع بشكل كبير وأصبح عشوائيا يصعب دخول المركبات إليه، غير مستغرب بأن تتفشى فيه تلك الأمراض والتي انتقلت إلى عدد من أحياء العاصمة المقدسة، مشيرا إلى أنهم يسعون خلال الأيام القادمة إلى الاطلاع على كل نتائج التحقيقات التي تقف عليها عدة جهات معنية، وذلك لمتابعة جميع الحالات والتأكد من سلامتها، وأنها تحظى بجميع الأمور الطبية التي يحتاجها المريض، وهنا يظهر دور وزارة الصحة، ممثلة في المديرية العامة للشؤون الصحية، والتي تعمل على الحد من ظاهرة هذا المرض، إضافة إلى أن هنالك دورا لإدارة تعليم مكة، وذلك بسرعة الوقوف على تلك الحالات وعزلها، ومحاولة التواصل مع الجهات الصحية لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال ذلك.

استياء وتعنت

عبر عدد من أولياء الأمور عن استيائهم من وضع المدارس، وأكدوا أن سبب انتشار الجرب هو الدمج بمدارس التعليم العام، فالجاليات موجودة منذ عشرات السنين ولم تظهر هذه الأمراض إلا بعد الدمج بمدارس التعليم العام، ووصفوا عدم تعليق الدراسة وتطهير المدارس وتعقيمها بالتعنت والمكابرة، وعدم الاكتراث بصحة الطلاب والطالبات.
وسجلت مدارس تعليم مكة المكرمة على التوالي لليوم الثاني نسبة غياب بلغت 95%، نتيجة فقدان الأهالي الثقة في تصريحات منسوبي التعليم حول انتشار مرض الجرب.
«الوطن» حصلت على نسخة من التقريرين الطبيين، وبدورها أبلغت صحة مكة المكرمة ليتم اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال المستوصف الأهلي المزور للتقرير الطبي، ومعرفة مدى أهلية الأطباء المعالجين فيه.

 ما الجرب ؟

مرض طفيلي في الجلد، يظهر على شكل آفات جلدية في الأسطح الأمامية للمعصمين والمرفقين والإبط والفخذين والأعضاء التناسلية.
مع وجود حكة شديدة وتسببه سوسة الدودة الدبوسية، ويكثر انتشاره في الأماكن المزدحمة مثل: المدارس، الأسر الكبيرة العدد، السجون، المعسكرات، دور الإيواء المختلفة

الأعراض

 حكة تزداد شدتها في المساء خاصة قبل النوم
 وتزداد شدة الحكة مع طول فترة المرض
 تظهر حبيبات حمراء صغيرة في أماكن مميزة، هي «البطن حول السرة والجانبين»، بين الأصابع، على الرسغ، الإبطين، الفخذين، الأعضاء التناسلية 
 يؤدي الإهمال إلى ظهور مضاعفات مثل التقيحات والالتهابات

الوقاية
 يعد من الأمراض السريعة والسهلة الانتشار في كل المجتمعات
 قد يأخذ الجرب شكل عدوى وبائية إذا أصاب طفلا أو تلميذا في مدرسة، إذ إن هذا الطفل المصاب قد يعدي جميع زملائه في الفصل، أو من يخالطه في المدرسة، ثم ينتقل إلى أفراد الأسرة، لذا يجب علاج المصاب فورا وفحص المخالطين

العلاج

 بالتشخيص السليم يسهل علاج الجرب
 يعتمد ذلك على علاج المريض واكتشاف وعلاج المخالطين واستئصال مصدر العدوى
 هناك مركبات عدة كمراهم، أو غسول للجلد للمصاب، ولا يستغرق العلاج أكثر من بضعة أيام، ولا يزيد على 3 أو 4 أيام.