مجلة الجودة الصحية (متابعات) أحلام الصبحي

واجهت وزارتا التعليم والصحة خلال الأسبوعين الماضيين، انتقادات واسعة على خلفية تفشي مرض الجرب وانتشاره في عدد من مناطق المملكة، فيما كان النصيب الأكبر لمدارس مكة المكرمة. وانتقد مختصون تعامل الوزارتين مع التفشي، مشيرين إلى أنها «اتسمت بكثير من البطء والمغالطات». ولام استشاري الجلدية ولليزر الدكتور سلطان الخنيزان وصف المرض بأنه «بسيط»، مبيناً في تغريدة بحسابه في «تويتر»، أن «الصعوبة تكمن في التحكم والسيطرة على الوباء، ولا سيما إذا كانت أجهزة المراقبة ضعيفة ومتواضعة أمام مرض سريع الانتشار، مثل الجرب»، متسائلاً: «هل يصنف الجرب لدينا مرضاً مراقباً؟ وهل يلزم الطبيب الإبلاغ عنه وكيف»؟ وأشار الخنيزان، الحاصل على البوردين الأميركي والكندي من جامعة مجيل – كندا، إلى تصريحات «غريبة وغير دقيقة تصدر عن الجرب من جهات يجب أن تكون أكثر دقة، إذ لا يمكن الحكم بشفاء مريض الجرب قبل أربعة أسابيع من بدء العلاج، إذ تستمر الحكة لفترة قد تزيد على أربعة أسابيع، فيما تكون فترة استعمال العلاج 12 ساعة، وهي ليست فترة الشفاء». ووصف الجرب بأنه «مرض طفيلي مزعج بالحكة، لكنه غير خطر، ومن السهل علاجه عند شخص معين، لكن انتشاره الوبائي مقلق ونجاح السيطرة عليه يعتمد على قوة أجهزة مكافحة العدوى والتقصي الوبائي». وأشار مخاطباً وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة والرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء الدكتور هشام الجضعي، إلى أن «أهم دواء لمحاربة الجرب وأكثرها فاعلية وأماناً غير مسجل في السعودية»، وأن ذلك باعتقاده «من أهم اسباب فشل محاربة هذا الوباء». واستفهم عن الأسباب وراء هذا الخلل، ولا سيما أن منظمة الصحة العالمية تعتبره من الأدوية الأساسية، وسعره معقول بالنسبة لكثير من الأدوية الأقل فائدة. الدواء الذي أشار إليه الطبيب الخنيزان، غير مسجل في هيئة الغذاء والدواء السعودية، ولذا لا يتوافر ولا يباع في الصيدليات أو المستشفيات الخاصة، وسبق أن كان متوافراً في بعض المستشفيات الحكومية بشكل محدود، وتم توفيره بشكل أكبر مع تفشي وباء الجرب أخيراً. من جهته، قال الاستشاري في جامعة الباحة محمد آل قمبر في تسجيل مصور ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين، إن «حكة الجرب قد تستمر لأسابيع بعد العلاج، حتى في حال نجاحه، وقد يفشل العلاج ويحتاج المصاب إلى العلاج مجدداً، ومع كل ذلك يبقى الجرب من الأمراض التي يمكن التخلص منها عبر الإجراءات الصحية والمجتمعية السليمة التي لا تتطلب إلا التوعية والتقيد في الإجراءات المطلوبة». وانتقد آخرون طريقة تعامل وزارة التعليم مع الحدث وتأخرها الذي أثار الهلع. وقال الاستشاري سهيل باجمال إن الوزارة كان بمقدورها ضبط الموقف بالاعتماد على خبير متخصص منذ وقت مبكر، وتوحيد رسالة تثقيفية مشتركة بين وزارتي التعليم والصحة. وعزت وزارة التعليم تأخرها في الإبلاغ عن مرض الجرب الذي انتشر في عدد من المدارس، إلى «صعوبة إبلاغ المدارس بنوع الإصابة بمرض الجرب الذي بدأ في الظهور في عدد من مدارس مكة المكرمة». وأشارت إلى أنها أبلغت بالمرض بعد أسبوع من ظهوره، للتأكد من الاشتباه وتحويلها إلى المراكز الصحية، مضيفة أن سبب انتشار المرض بهذه الصورة الواسعة في وقت واحد هو امتداد فترة حضانة المرض بين أسبوعين إلى 6 أسابيع، فيما كانت بؤرته في أحياء الجالية البرماوية.