الجودة الصحية ( متابعات ) منال باسنبل

كشفت وزارة الصحة أن عدد البلاغات التي تلقتها خلال العام الميلادي الجاري حول وجود صيدليات تصرف أدوية بطريقة مخالفة بلغ نحو 51 بلاغا، وذلك عبر رقم مركز البلاغات 937. وقالت الوزارة لـ«الوطن» إنها تتبعت هذه البلاغات، مشيرة إلى أن هناك أدوية يسمح بصرفها دون وصفة طبية، وتوجد في قائمة معتمدة، وكذلك هناك قائمة بالأدوية التي لا يسمح بصرفها إلا بوصفة، ويوجد تنظيم بهذا الشأن.

ظاهرة خطيرة
قال أستاذ علم الأدوية والسموم المشارك بجامعة الملك سعود الدكتور شاكر الشراري لـ«الوطن»: تعد ظاهرة انتشار استخدام الأدوية بشكل عشوائي لدى بعض الأشخاص ظاهرة خطيرة تنعكس على المجتمع وعلى الصحة العامة، وبالتالي تشكل عبئا إضافيا على المنشآت الصحية وتدميرا لصحة المرضى بشكل مباشر وللصحة العامة وللاقتصاد الوطني بشكل غير مباشر.
وأضاف الشراري: تتمثل هذه الظاهرة في استخدام أدوية بشكل عشوائي وغير ضروري وبشكل تلقائي من المريض الذي يبحث عن العلاج بأي شكل من الأشكال أو تغيير الجرعة، بغض النظر عن المرجع الطبي، وهذه الظاهرة قد تكون لأسباب شخصية أو لاعتقادات خاطئة، مشددا على دور الصيادلة والأطباء والجهات المسؤولة ممثلة بالكليات الصحية في الجامعات، وبهيئة الغذاء والدواء ووزارة الصحة، لتصحيح تلك الاعتقادات المبنية على أسس غير صحيحة، وليس لها علاقة بالحالة الطبية والمرض أو حتى بالدواء نفسه، والحاجة إلى رفع الوعي والتثقيف الصحي عن طريق مختلف وسائل الإعلام، ليشمل مختلف الفئات العمرية بالمجتمع.


صنفان من الأدوية
أشار الشراري إلى أن الأدوية بشكل عام تنقسم إلى صنفين، صنف لا يحتاج إلى وصفة طبية ويسمى بالمصطلح الطبي OTC أو Over-The-Counter، وهذه الأدوية تشمل أدوية الصداع والمسكنات للآلام الخفيفة ومخفضات الحرارة، مثل الأسبرين والباراسيتامول، وغيرها من الأدوية التي لها آثار جانبية خفيفة للمستهلك ويمكن تفاديها ومعالجتها.
أما الصنف الثاني فهو الأدوية التي تحتاج إلى وصفة طبية، وذلك نظرا للحاجة لمتابعة المريض من قبل الجانب الطبي من صيادلة وأطباء وبعض هذه الأدوية لا تصرف للمريض خارج المستشفى، بل فقط أثناء وجوده داخل المستشفى لما لها من آثار جانبية وأعراض خطيرة للمريض، ولا بد من وجود طبيب وأخصائي مسؤول عن متابعة حالة المريض أو المريضة داخل المستشفى، ومن تلك الأدوية المسكنات للآلام المتوسطة والقوية (المخدرة) وكذلك بعض المهدئات ذات المفعول القوي وغيرها.


سلاح ذو حدين
أبان الشراري أن هناك تصنيفا خاصا بالأدوية التي لا تصرف إلا بوصفة، وهذا التصنيف معتمد من قبل هيئة الغذاء والدواء الأميركية والسعودية ومن وزارة الصحة ومنظمات الأدوية التي ينتج عنها إدمان بعد الاستخدام.وأوضح أن هذه الأدوية بشكل عام بقدر ما لها خاصية الشفاء والعلاج بإذن الله، فإن لها كذلك الآثار الجانبية الضارة، أي أنها سلاح ذو حدين، وذلك حسب الاستخدام الأمثل لها وبإشراف طبي، فلكل حالة مرضية هنالك دواء يعتبر مفضلا لتلك الحالة خاصة، وتختلف طريقة اختيار الدواء المناسب لك حسب الحالة المرضية وذلك بناء على عمر المريض أو وجود عدة أمراض مصاحبة للمريض، أو أخذ أكثر من دواء في نفس الوقت، وكذلك إلى سلامة الأعضاء الحيوية بالجسم، كالكلى والكبد والقلب وغيرها، لذلك تختلف درجة الأعراض الجانبية وخطورة الدواء من مريض إلى آخر.