الجودة الصحية (متابعات) أحلام الصبحي

كم يعاني المرضى من طالبي العلاج في المستشفيات العامة من نقص الأدوية، أو عدم توفرها للعديد من الأمراض مما يضطرهم إلى شراء الدواء من خارج المستشفى، وتكبد المصاريف الباهظة لهذه الأدوية التي قد تفوق تكاليفها ميزانية طالبي العلاج، علما بأن وزارة الصحة لم تالُ جهداً في توفير الخدمات الصحية اللائقة للمستفيدين من خدماتها سواء للمواطنين، أو المقيمين على حد سواء.

 

لا بأس في الترشيد في صرف كميات الأدوية المعطاة للمريض على أن يستكمل البقية في فترات لاحقة، ولكن عدم توفر الدواء نفسه قد يعني أن هناك سياسات أخرى تتبع في صرف كميات الدواء، وهذه يجب أن تعالج وبصفة عاجلة لتمكين المرضى من الحصول على الوصفات الطبية التي تساعدهم على الشفاء من الأمراض التي بدأت تنتشر بشكل واسع وأصبح يعاني منها الصغار والكبار، والتي تتطلب الكثير من العلاجات للقضاء عليها والتي تكلف بعض أدويتها أموالاً طائلة تنوء بها قدرات الكثير من المواطنين، وقد تكفلت ببعضها الدولة -رعاها الله- من أجل تقديم رعاية صحية أفضل تعم جميع المستفيدين من طالبي العلاج.

 

النقص وارد في العديد من الخدمات الصحية ومنها على سبيل المثال: نقص بعض التحاليل الطبية المهمة التي يحتاج إليها المريض للمساعدة في عملية التشخيص للمرض ومتابعة حالة المريض خاصة مع الأمراض التي تتطلب متابعة دورية أو دائمة؛ نقص الكوادر الطبية السعودية المؤهلة تأهيلاً عالياً بحكم العمل في الوزارة وممارسة المهنة لفترة طويلة واكتساب الخبرة العالية في معالجة العديد من الأمراض، وذلك بمنحهم التقاعد عند بلوغ (60 سنة)، فبدلاً من التعاقد معهم، والاستفادة من خبراتهم، وإعطائهم فرصة العمل لمدة أطول يعطى لهم التقاعد دون أدنى اهتمام؛ النقص في مستلزمات العمليات الجراحية والإكسسوارات المساندة لها، والتي يُحتاج إليها في كثير من الأحيان بل هي من المتطلبات الأساسية لإنقاذ حياة المرضى من التدهور، أو الهلاك، والتي قد لا تعمل بالشكل المطلوب لكثرة الأعطال. النقص في العمالة الوطنية المدربة في العمل في أقسام الأشعة، والقادرة على كتابة التقارير السليمة عن نواتج الأشعة ليسترشد بها الطبيب في تشخيص حالة المريض، ووصف الدواء المناسب لتلك الحالة. نواقص عديدة تحتاج إليها المستشفيات وتقع مسؤولياتها في المقام الأول على إدارة هذه المستشفيات والقائمين على سير العمل فيها وذلك بالرفع للوزارة عن هذه النواقص، وتوفير أهم الاحتياجات حتى تؤدي المستشفيات رسالتها على أكمل وجه علما بأن الوزارة غالباً ما تلبي معظم هذه الاحتياجات، وتقدم خدماتها الإنسانية لقطاع واسع جداً من المواطنين والمقيمين والباحثين عن العلاج.

 

نعم: وزارة الصحة تحتاج إلى دعم مادي كبير لسد احتياجاتها من النواقص الضرورية حتى تستكمل عملها الإنساني ورسالتها الرائدة في تلبية احتياجات المرضى، كما يعزز هذا الدعم وجود كوادر طبية إدارية فاعلة تتسنّم إدارة هذه المستشفيات تقوم بعمليتي التقصي والمتابعة لهذه الإشكالات التي تواجه المرضى والأطباء، وترفع احتياجاتها للوزارة لتغطية هذا العجز إن وجد في أي من هذه القطاعات.

 

حكومتنا الرشيدة لم تقّصر في دعم الوزارة بمليارات الريالات من أجل أن تقدم خدماتها الإنسانية بكل كفاءة واقتدار، كذلك لم تقصر الوزارة والعاملون فيها من وزير، ووكلاء، ومديري عموم في العمل الجاد للارتقاء بالوزارة وحل إشكالاتها السابقة واللاحقة، والتي تحسنت بموجبها الخدمات الصحية في بلادنا بشكل كبير يلاحظه مراجعو هذه المستشفيات، والتي نرجو من الله أن تكلل جهود هذه الوزارة بالتوفيق والنجاح حتى ينعم الجميع بنعمة الصحة والشفاء.