الجودة الصحية ( متابعات) ندى العصيمي

كشفت شركة “رويال فيليبس العالمية” الرائدة في قطاع التكنولوجيا الصحية، والمدرجة في بورصة نيويورك بالرمز NYSE: PHG، وفي بورصة أمستردام بالرمز AEX: PHIA، عن الفصل الأول ضمن سلسلة تضم ثلاثة فصول من مؤشر الصحة المستقبلية للعام 2018، والذي يمثل منصة بحثية تهدف إلى تحديد مدى الجاهزية التي تتمتع بها 16 دولة من دول العالم في مواجهة التحديات الصحية، وقدرتها على تأسيس نُظُم صحية كفؤة ومؤثرة.

ووفقاً لنتائج المؤشر؛ فقد حلت المملكة العربية السعودية في مرتبة متقدمة بين الدول الأعلى كفاءة في القطاع الصحي؛ مسجلة 44.17 نقطة، ومتفوقة على المتوسط الإجمالي للمؤشر في 16 دولة؛ بفارق 17 نقطة؛ لتَشغل المركز الثاني مباشرة بعد سنغافورة، متصدرة المؤشر بـ50.11 نقطة.

وتُمثل النقاط المسجلة هذه معدلات إنفاق الدول على قطاع الرعاية الصحية مقابل المردود المتحقق في قطاع الصحة.

وسجل مستوى الرضا العام عن نظام الرعاية الصحية في المملكة، 10 نقاط فوق معدل المؤشر، مع وجود فرص كبيرة لزيادة هذا المستوى.

وأوضح المؤشر أن معدلات رضا أخصائيي الرعاية الصحية عن مستوى الرعاية الصحية المقدم، يفوق معدلات الرضا لدى سكان المملكة “66.18” مقابل “59.32”.

وجاءت هذه النتائج بسبب ارتفاع مستويات ثقة الأخصائيين في نظام الرعاية الصحية بالمقارنة مع عامة السكان في المملكة “80% مقابل 62%”.

وفي إطار قياس القيمة؛ فقد كان العنصر الوحيد ضمن المؤشر الذي سجل انخفاضاً دون متوسط الـ16 دولة؛ هو “القدرة على الحصول على خدمات الرعاية الصحية”؛ وذلك نظراً لقلة نسبة توفر المهارات المتخصصة في قطاع الرعاية الصحية بشكل أساسي، وكذلك لانخفاض عدد الأسرّة المتاحة للمرضى بالمستشفيات.

وفي تعليقها على إطلاق الفصل الأول من مؤشر الصحة المستقبلية للعام 2018، قالت الرئيس التنفيذي لشركة “فيليبس” بمنطقة الشرق الأوسط وتركيا “أوزلم فيدانشي”: يقيس مؤشر الصحة المستقبلية الملامح المهمة لنظم الرعاية الصحية، والتي من شأنها رسم صورة واقعية عن الصحة المستقبلية، ودمج التقنيات في سلسلة خدمات الرعاية الصحية.

وأضافت: يساعد هذا القياس في تطوير البنية التحتية وأنظمة الرعاية الصحية، والابتعاد عن طرق القياس المعتمدة على الحجم في قطاع الرعاية الصحية، والتركيز على اعتماد معايير تقوم على قيمة كفاءة الرعاية الصحية المقدمة.

وأردفت: تؤكد نتائج المؤشر أن استراتيجية الصحة الإلكترونية المتبعة في المملكة العربية السعودية تشكّل ركيزة أساسية في المستقبل لتحسين وإدارة صحة أفراد المجتمع السعودي.

وتابع: يقدم الاستثمار الأجنبي المباشر مساعدةً قيّمة لدول مثل المملكة في تحديد احتياجاتها الفورية واستعدادها لتطبيق أدوات الذكاء الاصطناعي وما شابهها لتكون جزءاً من رحلة علاج المريض نحو الشفاء.

مؤشر جديد لقيمة كفاءة الرعاية الصحية

ويُعَد نموذج الرعاية الصحية القائم على قيمة كفاءة الرعاية الصحية، أحدث الأنماط المتبعة في هذا المجال، والذي يمكن تعريفه بأنه النمط الهادف إلى تعزيز قدرة الحصول على خدمات الرعاية الصحية وتحسين نتائج المرضى بأقل تكلفة ممكنة.

وقد تم تصميم هذا المفهوم ليركز على الأشخاص المعنيين بتلقي الخدمات، وسبل توفير الرعاية المناسبة لهم في الزمان والمكان المناسبين وبالتكلفة المناسبة.

ويعتمد نجاح نموذج الرعاية الصحية القائم على القيمة، على خمسة مؤشرات رئيسية هي: (القدرة على الحصول على الخدمة، تأمين القدرة على النفاذ الشامل لخدمات الرعاية الصحية، تحقيق أفضل النتائج لقطاع الرعاية الصحية، تخفيض التكاليف ومعدلات الهدر، ضمان معدلات جيدة من الرضا بين متخصصي الرعاية الصحية إضافة إلى تعزيز تجربة المريض).

ويحلل مؤشر الصحة المستقبلية بيانات 16 دولة، يمثل تعداد سكانها مجتمعة نحو نصف تعداد سكان الكرة الأرضية. وقد تم اعتماد مقياس جديد هذا العام وهو مقياس القيمة، ويحسب هذا المؤشر قيمة كفاءة أنظمة الرعاية الصحية في الأسواق المتقدمة والنامية.

ويعتمد في حسابه على الجمع بين المعايير المرتبطة بنموذج الرعاية الصحية القائم على القيمة وهي: القدرة على الحصول على الخدمة: ما هو مستوى الانتشار العالمي لنظام الرعاية الصحية والأسعار المعقولة التي يتبناها؟

وتتضمن المعايير كذلك “الرضا”؛ فإلى أي مدى يرى عامة السكان ومتخصصو الرعاية الصحية أن نظام الرعاية الصحية الذي يخضعون له فعال وجدير بالثقة؟

وتشمل المعايير “الكفاءة”، وتتعلق بهل يقدم هذا النظام نتائج إيجابية بتكلفة مثالية؟

وتقدم هذه المعايير، التي يطلق عليها اسم مقياس القيمة في المؤشر، مرجعاً يمكن من خلاله تقييم تقدم نظام الرعاية الصحية وقدرته على توفير رعاية صحية تتسم بالفعالية والكفاءة.

وتستند هذه المنهجية إلى توافق الآراء الواسع والسريع، الذي يؤكد أن نموذج الرعاية الصحية القائم على القيمة هو أفضل منهج لمواجهة التحديات التي تواجه الأنظمة الصحية نتيجة زيادة عدد السكان وزياد نسبة الشيخوخة، بالإضافة إلى ارتفاع نِسَب الأمراض المزمنة وتكاليف الرعاية الصحية.

دور التكنولوجيا

ويركز مؤشر الصحة المستقبلية بالدرجة الأولى على الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه التقنيات المتشابكة والأدوات الرقمية لقطاع الرعاية الصحية، في توفير رعاية صحية أكثر تكاملاً واستدامة في المملكة.

ويشير التحليل الحالي للبيانات الواردة من المملكة العربية السعودية، إلى وجود فرصة لتبني المزيد من أدوات الذكاء الاصطناعي في رحلة علاج المرضى.

وعلى الرغم من الاستثمارات الكبيرة التي ضخّتها المملكة في عمليات جمع البيانات؛ ما زالت هناك حاجة لتحقيق نمو إضافي في هذا الصدد؛ حيث لم تتجاوز المملكة مستوى المتوسط المسجل في 16 دولة من حيث مقاييس جمع البيانات والتحليلات.

ويعتقد 92% من العاملين في قطاع الرعاية الصحية و75% من عامة السكان في المملكة، أن التكامل التقني سيزيد من جودة الرعاية الصحية المقدمة.