الجودة الصحية (متابعات) ايلاف المسعودي

تتجه وزارة الصحة لفرض نظام البصمة على جميع الأطباء بمن فيهم الاستشاريون دون استثناء، بحسب معلومات حصلت عليها «مكة».

وأشارت المعلومات إلى أنه لم يتحدد بعد ما إذا كان تطبيق التوجيه سيكون بشكل فوري أم لاحقا خلال العام الميلادي الحالي أو بداية العام المقبل.

وفي هذا الصدد قال استشاري زراعة الكبد والقناة الهضمية الدكتور محمد القويز إنه يجب الإقرار بوجود تفاوت بين مستشفى وآخر ومنطقة إدارية وأخرى فيما يتعلق بالتزام الأطباء الاستشاريين بمستوى الإنتاجية المتوقع منهم، إما بسبب عدم حضورهم للعمل بعدد الساعات المتوقع يوميا أو بسبب ارتباط بعضهم بالعمل في القطاع الخاص، ولتحديد حجم المشكلة يجب إجراء دراسة لكل مستشفى على حدة في كل منطقة.

ورأى أن فرض البصمة كنظام لضبط الحضور والانصراف للجميع لن يكون ذا جدوى في رفع مستوى الإنتاجية للأطباء غير المنضبطين، حيث يسهل التحايل عليه، بل قد يؤدي لحصول الطبيب غير المنضبط على تقييم غير مستحق في حال كان نظام البصمة أحد معايير هذا التقييم.

ونوه إلى أن القسم المنضبط من الأطباء، وهو الأكبر، سيشعر بالإحباط وعدم التقدير في حال فرض نظام البصمة، لأن فرضه يعد بسبب عدم قدرة إدارات المستشفيات على مكافأة الطبيب المجتهد ومعاقبة الطبيب المهمل، وبدلا من إيجاد آلية أفضل لرفع الإنتاجية يفرض نظام البصمة على الجميع، مضيفا «الحل الأفضل منح صلاحيات أوسع لرئيس القسم في العقاب والمكافأة لأنه الأدرى بمن يعمل في قسمه بجد واجتهاد ومن يهمل».

من جانبه قال استشاري جراحة التجميل في مجمع الدمام الطبي الدكتور دليم القحطاني للصحيفة إن تطبيق البصمة سيكون له مردود سلبي على جودة العمل في المستشفيات التابعة لوزارة الصحة، ما عدا إذا أقر بدل ساعات عمل إضافية إليه.

ولفت إلى أن السلبيات تكمن أولا في صعوبة تطبيقه، حيث إن الاستشاري لا يرتبط عمله بساعات محددة، بل تجده ملتزما بمتابعة أي طارئ يحدث لمرضاه حتى لو انتهت ساعات عمله، وإذا فرضت البصمة قد يؤدي هذا لرفض بعض الأطباء العودة للمستشفى في حال جرى الاتصال بهم، ويحيل المريض للطبيب المناوب والذي قد لا تكون لديه فكرة كاملة عن وضعه الصحي، وبالتالي لا يكون قراره الأفضل لحالة المريض.