الجودة الصحية (متابعات) أحلام الصبحي

نفت “صحة عسير” تدخل أمير منطقة عسير في إيجاد حل لقضية الطبيب الفرنسي، مشيرة إلى أنها أحالت جميع مرضاه لأطباء أكفاء، في حين تؤكد والدة الفتاة التي التقت الأمير برفقة ابنتها أن الأمير وعد بالحل، وأنها تثق فيما يقوله الأمير، وفيما سمعته أذنها من كلماته.

وأكدت الفتاة أن عمرها 40 سنة، ومع ذلك تم إحالتها لاستشاري جراحة عظام أطفال، وأن أحد الأطباء في “صحة عسير” أوصى في تقرير بخط يده برباط خارجي للركبة فقط، وأنه لا يوصي بعمليات جراحية، وفِي تقريرٍ آخر مطبوع ذكر أنه ليس لديه خطة علاجية، وأنه يفضّل إحالتها إلى مركز أو مستشفى أكثر تخصصاً، في حين اعتذرت مدينة الملك فهد الطبية والمستشفى التخصصي عن قبول الحالة. تحتفظ “سبق” بجميع التقارير والخطابات والخطاب المقدم للأمير.

وكانت “سبق” قد انفردت بنشر لقاء الأمير تركي بن طلال بالمريضة ووالدتها بعنوان: (قضية “الطبيب الفرنسي” تستمر.. أمير عسير يوثِّق بهاتفه الخاص ويتعهد بالحل) دون التطرق لما دار بعد اللقاء، وهل تم توجيه “صحة عسير” من عدمه.

وذكرت “صحة عسير” في بيانها الذي نشرته “سبق” أمس، أنه حسب ما وردها من مقام إمارة منطقة عسير، فإنه لا صحة لما يتم تداوله عبر بعض وسائل الإعلام وبعض مواقع التواصل الاجتماعي بشأن تدخل أمير منطقة عسير بإيجاد حل لقضية طبيب فرنسي، والذي لم يتم تجديد عقده من قبل “صحة عسير”، وذلك بعد مناشدة والدة إحدى المعاقات اللاتي عالجهن، للأمير، وفق ما أثير إعلامياً.

وثمّنت صحة منطقة عسير حرص أمير المنطقة وثقته ودعمه للإجراءات النظامية التي اتخذتها صحة المنطقة، والتي تصب في المقام الأول في مصلحة المريض وسلامته، مؤكدة أنه لم يتم تجديد عقد الطبيب المذكور، وفقاً لأنظمة وزارة الصحة التي تنظم العمل داخل مستشفيات المملكة، وبما يضمن سلامة المرضى، حيث إن المذكور لم يحصل على شهادة تصنيف أو بطاقة تسجيل مهني من قبل الهيئة السعودية للتخصصات الصحية حسب نظام مزاولة المهن الطبية الصادر بالمرسوم الملكي.

وذكرت “صحة عسير” أمثلة على الأطباء المميزين في مستشفيات المنطقة ومنهم الدكتور عايض الشهراني استشاري ترميم أطراف سفلية “اليزاروڤ” جراحة أطفال بمستشفى عسير المركزي، والدكتور مهدي القرني استشاري جراحة عظام أطفال بمستشفى أبها للولادة والأطفال، والدكتور طلال المالكي استشاري جراحة عظام قدم وكاحل بمستشفى عسير المركزي، مؤكدة أنه تم تحويل جميع المرضى الذين كانوا يراجعون لدى الطبيب الفرنسي إلى هؤلاء الاستشاريين ذوي الخبرة؛ لضمان حصولهم على العلاج اللازم.

في حين أكدت مصادر “سبق” أن أحد الأطباء الذين وردت أسماؤهم في البيان هو أحد استشاريي مستشفى قوى الأمن بالرياض، وتم التعاقد معه جزئياً فقط في مستشفى عسير، وأن العقد حديث منذ قرابة الشهر فقط بعد شكاوى المرضى؛ حيث يحضر لأيام محددة وليس على ملاك مستشفى عسير كلياً كما يوحي البيان.

وبالعودة للستينية (ع. م) والدة الفتاة المعاقة قالت: “أخبرتُ الأمير أن ابنتي تُركت في منتصف العلاج فلا تستطيع المشي على الطرف الصناعي السابق ولا تستطيع مواصلة خطواتها للمشي؛ لأنها لم تكمل مراحلها العلاجية، وقد أبدى الأمير تفاعله المباشر واستمع لحديث ابنتي وحديثي، وقام باستلام الشكوى والتقارير الطبية والاعتذارات عن علاج الحالة في المملكة، ووضعها في ملفه الخاص، وقام بتصوير الشكوى بجواله الخاص، وما دار من نقاش وطلبت ابنتي استدعاء طبيبها من فرنسا الذي بدأ معها العلاج؛ حيث إنه لا يوجد بديل لهذا الدكتور في المملكة، وأبدى الأمير تجاوباً، ووعد بمناقشه الحالة مع وزير الصحة.

وأضافت (هـ.ع) الفتاة المعاقة لـ”سبق”: “سألني الأمير هل هناك بديل؟ فبينت له أن مستشفى عسير اعتذر عن علاج حالتي، وكذلك مستشفى الملك فيصل ومدينة الملك فهد الطبية ايضاً، فأحتفظ بخطابي الذي قُدم له وخطابات المستشفيات، وننتظر منه الحل والإنصاف بالتباحث مع الوزير كما وعد”.

وتابعت: “من الغرابة أنني أربعينية، وتمت إحالتي لاستشاري جراحة عظام الأطفال، مبينةً: “جميع الأطباء على قدر عالٍ من الكفاءة، ولكن كيف لي أن أقتنع بأن الطبيب الذي استطعت المشي دون الطرف الصناعي على يديه -بقدرة الله- بعد 4 عقود من الشلل التام في رجلي اليسرى كاملةً غير مناسب، وأن الطبيب الذي أوصى برباط خارجي داعم فقط على الركبة وعدم إجراء عمليات جراحية هو الأنسب لي؟ فقط أريد الاقتناع بذلك ليهنأ بالي عن مناشدات العلاج وشراء الرباط والصداقة والتعايش من جديد مع إعاقتي”.