الجودة الصحية (متابعات) ايلاف المسعودي

ودعت الطفلة “حشيمة” الحياة أول أمس، وذلك بعد 30 يوماً من دخولها في غيبوبة واتهام أسرتها لمستشفيين في جازان بارتكاب خطأ طبي تسبب في تدهور حالتها ووفاتها دماغياً، قبل أن تنفي الصحة تلك الادعاءات في بيان لها.

وأكد والد الطفلة بأنه تم تشييع جثمانها فجر أمس الخميس فيما لاتزال قضيتها منظورة، علماً أن الأسرة صعدت الواقعة بشكوى إلى الوزارة وشكوى إلى إمارة المنطقة، تطالب فيهما بنقلها إلى مستشفى متخصص وفتح تحقيق في الأسباب التي أدت لتأزم الحالة.

وفي تفاصيل الواقعة، قال والد الطفلة محمد الأمير لـ”سبق”: تعرضت ابنتي في بداية الأمر إلى حرارة، فتوجهت بها إلى مستشفى أبوعريش العام يوم السبت الموافق 6 / 9 /1440هـ وتم منحها مسكناً لكن الحرارة لم تنخفض بعد عودتي للمنزل.

وأضاف: توجهت بها مرة أخرى إلى المستشفى وتم إعطاؤها الأوكسجين والدم، وبعد ذلك أُصيبت بتنمل في اليدين وإسهال واستفراغ حيث تم تحويلها إلى مستشفى الملك فهد وكانت حالتها جيدة وتمشي على قدميها.

وتابع: عند وصولها إلى مستشفى الملك فهد تم إعطاؤها مخدراً وبعد ذلك أفادوني بوجود نزيف داخلي وتم عمل تنفس صناعي لها قبل أن تتأزم حالتها ويتم نقلها إلى العناية المركزة لوجود نزيف داخلي ونزيف بالرئتين وتوقف وظائف الكبد والصفائح الدموية وهبوط في السكر.

وأكمل: بعد ثلاثة أيام أفاد الأطباء بتحسن حالتها إلا أنها وبعد أيام من ذلك تم إبلاغي باكتشاف نزيف آخر في الدماغ ودخولها في غيبوبة.

وناشد والد “حشيمة” وقتها وزارة الصحة بنقلها إلى مستشفى متخصص خارج المنطقة لإنقاذ حياتها وفتح تحقيق في الواقعة.

وكانت صحة جازان قد أصدرت بياناً أكدت فيه أنه لا صحة لما تم تداوله عن نقل دم ملوث للطفلة، وبيّنت أن المريضة تعاني أنيميا منجلية مع أعراض تسمم بالدم وقصور في وظائف الأعضاء الحيوية، مشيرة إلى أنها حضرت إلى مستشفى أبوعريش العام وهي تعاني ارتفاعاً في درجة الحرارة وأنيميا منجلية وضيقاً في التنفس.

وأضافت أن حالات تسمم الدم أو الإنتان الدموي والمعروف علمياً بــsepticemia هي حالة مرضية تحدث عندما يصاب الإنسان بالعدوى في أي جزءٍ من أجزاء جسمه كالرئة أو الأمعاء أو المسالك البولية وتنتشر هذه العدوى لتصل إلى دم المريض المصاب.

وواصلت: على الرغم من أن الإنسان في الحالات الطبيعية يقاوم هذا النوع من العدوى إلا أنه في حالات معينة ومنها ضعف المناعة كما هو الحال لمرضى السكري والأنيميا المنجلية فقد تتأثر هذه المقاومة ويصاب المريض بأعراض تسمم الدم على الرغم من استخدام المضادات الحيوية واسعة النطاق.

واختتمت بالقول إن حالات تسمم الدم من المضاعفات الحرجة التي قد تصيب المريض وتؤدي إلى هبوط ضغط الدم فيما يعرف بالصدمة التسممية septic shock كذلك يمكن أن تؤدي إلى قصور في وظائف أعضاء الجسم الحيوية فيما يعرف علمياً multiple organ failure.