تتعدد شخصيات البشر بطبيعة الحال، فنجد منهم المتزن في مشاعره ، و منهم المنطوي على نفسه ، ومنهم المُحب للخير ، ومنهم الغيور الذي يحاول أن يُجاري رؤية نجاحات غيره بأي ثمن؛ وجميعها حالات محمودة لا بأس بوجودها،

ولكن هناك شخصية تتصف بالغيرة الممقوتة، التي لا تحاول التقليد فحسب بل حتى التقليل من الآخرين وافتعال المشكلات لهم وقد يصل الأمر لحفر مآزق الشكاوى في طريق الناجحين؛ فقط لأنهم عجزوا عن الوصول إلى إنجازاتهم!

هذه الفئة من البشر تتواجد بكثرة من حولنا ولكن المشكلة ان كان تواجدهم في مجال المهنة الصحية و الاجتماعية ،لينتقل تأثيرهم و غيرتهم من شخص ناجح واحد ليصل إلى عدد كبير من أفراد المجتمع..

تشخيص هذا المرض أسهل من سهل ، تجده في كل محفل يحاول جاهداً إبخاس أصحاب الانجازات حقهم ، و لا يتوانى في تأليب آراء من حوله ، كما أنه لا يهتم في ارتكاب تزوير أو كذب لتوريط غيره في مشاكل لم تحدث أصلا، والصفة المهمة حقاً أنه لا يستطيع قول كلمة شكراً أو حتى تقدير أي جهد و إن كان النفع يعود عليه شخصياً! ولا ننسى حبه للظهور الاعلامي بغير داع!

إن وجود مثل هؤلاء  الأشخاص يُعطل سير إيصال الخدمات الصحية و الاجتماعية ،لأنه يؤثر بشكل أو بآخر على همة الأشخاص المعنيين عند محاولتهم دحض الشائعات و حل المشكلات المُفتعلة ، فيؤدي ذلك إلى تأخير في الأمور المستعجلة خاصةً و ان المجال الصحي والاجتماعي يتعلق بصحة الإنسان وحياته اليومية و سير تفاعلات المجتمع معه.

مثل هؤلاء يستطيع أن يرى عطايا ضخمة نتجت من مجهود شخص يغارون منه و في نفس الوقت يتجهون للشكوى و التباكي أمام المسؤولين بسبب فعلٍ لم يرتكبه أساساً حتى يُفشّلون أي بذرة نجاح مثمرة قام بحرثها من لم يستطيعون مجاراته بدلاً من أن يحرصوا على التعاون للوصول إلى نجاح أكبر بجهود الجميع ! متناسين ان عملهم المشين هذا قد يؤثر على علاج مصاب بخطب جلل  او حل مشكلة تهم الكثيرين.

وتبقى مسألة علاج هذا المرض مُعضلة عجز العلماء عن حلها للأسف ، ولا نملك لهم إلا الدعاء لرب العباد بشفاء عاجل من مرضٍ أثر عليهم وعلى المجتمع ، فاللهم آمين.

 

 

 

 

بقلم : هبة مؤمنة