الجودة الصحية (متابعات) أحلام الصبحي

لم تكن تعلم إحدى المراجعات لطبيبة أسنان أن مراجعتها للطبيبة لتركيب فك سوف يسجل اسمها ضمن مسلسل الأخطاء الطبية، حيث عانت الأمرين عندما ارتكبت الطبيبة خطأ طبياً بعد أن تسببت في ابتلاع ضرس كانت تنوي تركيبه في فك المراجعة، إلا أن الضرس وجد طريقه إلى معدتها؛ ما تسبب لها بمضاعفات كادت أن تنهي حياتها لولا لطف الله، ثم التدخل الجراحي من قبل أحد المستشفيات الحكومية.

وتروي المراجعة “ع. م” التفاصيل لـ”سبق” قائلة: “ذهبت إلى الطبيبة لتركيب أضراس في أحد العيادات الخاصة لطب الأسنان في الجهة العلوية اليُسرى، وقامت الطبيبة بعمل أربعة أضراس معدنية ملتصقة ببعضها عبارة عن جسر واحد ممتد مع الفك، قامت بتركيبها بشكل مؤقت، وطلبت مني المراجعة خلال شهرين”.

وأضافت المراجعة: “طلبت مني الطبيبة العض على أدوات التركيب وبداخلها وضعت المعجون على الأضراس، ثم طلبت سحب هذه الأدوات من الفك للخارج بعد العض عليها، وعند ذلك سقطت هذه الأضراس من المعجون والأدوات إلى داخل الحلق”.

وبينت أنه “في أثناء معالجة الطبيبة للخلل الحاصل في الأسنان قامت بمحاولة إخراج الأضراس، وأثناء ذلك سقطت هذه الأضراس من يد الطبيبة في مجرى الحلق، ولم أستطع عمل أي شيء، ولم أحصل على مساعدة الطبيبة في محاولة إنقاذي، حيث أحسستُ بالاختناق وضيقٍ في التنفس وعدم القدرة على التكلم، فأخبرتُ الطبيبة بذلك بعد فترة من الألم حين استطعت التكلم، فأخبرتني (أنَّ الأضراس سقطَت منها)، وطلبت مني أخذ المقاس لعمل أضراس جديدة بدلاً من التي ابتلعتها، والمراجعة بعد أسبوع لاستكمال تركيب الأضراس المعدنية، حسب قولها”.

وأضافت: “لم تقم فوق هذا بأي تصرفٍ أو طريقة لمساعدتي لإخراج مجموعة الأضراس الملتصقة، وأخبرتني أنها ستعمل جلسة ثانية بوقتٍ آخر دون أي اهتمامٍ بما حدث”.

وأردفت السيدة: “حين اشتد ألمي وازداد، وأصبح لا يُطاق ولم يعد بمقدوري تحمله، اتجهت لمستوصف النوارية (المركز الصحي بالنوارية) للنظر في حالتي، فأبدى الأطباء استغرابهم من الحالة، وأنه لا يمكن حدوثها إطلاقاً حتى تأكدوا من حالة الابتلاع بواسطة الأشعة التي أظهرت صورة الأضراس ملتصقة بجدار المعدة، وطلبوا مني أخذ الدواء والذهاب إلى المنزل والمراجعة من الغد لمعرفة حالة الأضراس وتحركها”.

وتابعت: “بعد عمل الأشعة مرة أخرى قرروا عدم الفائدة من العلاج بسبب التصاق الأضراس المعدنية بجدار المعدة على حد تقريرهم، وتم تحويلي إلى مستشفى حراء فقاموا أيضاً ببدء الفحوصات، وعملوا أشعة أخرى، فوجدوا أن الأضراس لازالت لاصقة بجدار المعدة، وأن علينا الحضور من الغد استعداداً لعملية المنظار إذا لم يجد العلاج، أو أن الحالة قد تحتاج إلى جراحة، وقد تعرضني إلى شراب (الصبغة الملونة)، وإعطائي حقنة أخرى منها عن طريق الوريد لمعرفة إذا كان هناك ثقب في المعدة أو لا، مما أفزعني”.

وأضافت: “عند المراجعة من الغد أدخلوني إلى غرفة العمليات استعداداً لعملية المنظار، وقاموا بتخديري كاملاً (بنج كامل)، وبفضل الله تم إخراجها”.

وأبانت: “عانيت من العملية وتسببت لي بآلام باطنية وآلام في الحلق جراء هذا الخطأ والإهمال دون أن تكترث الطبيبة لصحتي والأضرار الجانبية والمحتملة التي بإمكانها أن تضر بي وبمجرى التنفس، حيث إنها لم تضع في الحسبان أن هذا التصرف قد يؤدي إلى الوفاة –لا قدر الله- لو لم يدركني لُطف الله، فلم تقم بأي فعلٍ يُعبّر عن حرصها على صحتي من أشعةٍ أو تنبيهٍ أو توجيه طبي أو نصيحة من قبلها أو مسكن ألم أو غيره! ولم تقم حتى بتحويلي إلى طبيب مختص آخر لدى المجمع مع إمكانية ذلك ليقوم بإخراج الأضراس”.

وطالبت المراجعة وزارة الصحة بمحاسبة الطبيبة والمستشفى على الإهمال والأضرار المترتبة على الخطأ الطبي الذي ارتكب بحقها وكاد أن يودي بحياتها.

من جهته، أوضح متحدث صحة منطقة مكة المكرمة حمد بن فيحان العتيبي، أن الصحة تلقت شكوى اتهام بوجود خطأ طبي ضد طبيبة أسنان بمجمع طبي خاص، وتم تشكيل لجنة من قبل الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة، والاطلاع على الملف الطبي للمريضة، والتأكد من الإجراءات حيال ادعاء المريضة، مبيناً أنه إذا اتضح وجود أي خطأ أو إهمال أو تقصير، ستحال كامل أوراق الحالة إلى الهيئة الطبية الشرعية للبت فيها.