داء التسرب بدأ ينهش جسد كل منظمة وباعتقادي انه واحد من الاسباب التي يعلق عليها في الأخطاء المهنية. كما أنه يعتبر واحد من المخاطر العالية اذا تجاوز النسب الموصى بها عالميا حسب كل مهنة التي لابد لكل منظمة من الاستعداد والتخطيط لهذه الكارثة التي استغلت الموارد في غير محلها.
وسأتحدث هنا عن نوعين من التسرب الاول مايسمى تسرب الأداء والثاني التسرب المهني. ثم اتطرق لمقترح مبسط لحل لهذا الظاهرة ..

أولا:- تسرب الاداء هو التحول في الأداء الشخصي الى أدنى مستويات الأداء بالرغم من القدرة على الأداءالمتميز. الوصول لهذه المرحلة مؤشر خطير بوجود انتهاكات لحقوق الآخرين وممارسات خاطئة تقود للإحباط. ويعد أخطر انواع التسرب، اذا لم يعالج من جذوره سيؤدي للاحباط وقتل الطموح..

ثانيا :- التسرب المهني هو الهروب من العمل والممارسات المهنية إلى أعمال ادارية او الى اعمال اخرى لاتتعلق بالممارسات او المسار المهني ودائما يكون السبب إما وجود ضغوط عمليه أو غياب العدل والشفافية في تقسيم العمل وغالبا الهروب يكون بحثا عن الراحة وهو مؤشر خطير على فقدان الاعتزاز والانتماء والولاء المهني ويشير ايضا الى وجود تعدي على السياسات المهنية وانتهاك حقوق المهنة ويكون غالبا المسبب فيه القيادات العليا التي تجاوزت الصلاحيات الممنوحة لها متذرعين بقراراتهم بنص “حسب ما تقتضيه المصلحة العامة ” ..!!

أيا كان التسرب مهنيا او تسرب في الأداء هذا يشير الى انعدام الشغف وحب العمل ويشير الى تفشي وطغيان المصلحة الشخصية على المصلحة العامة سواء كان من الموظف نفسه او القيادات في المنظمة كما انه قد يكون بسبب تكليف الموظف باعمال فوق طاقته متجاوزا المعايير الدولية التي وضعت للمهنة بالاضافة الى التساهل في تطبيق السياسات المهنية في العمل والى وجود تجاوز في الصلاحيات الممنوحة للقيادات تحت ذريعة ” حسب ماتقتضيه المصلحة العامة ” ..
أيا كان، ورغم الدراسات التي بحثت في هذا الموضوع، نحتاج لدراسة واقعية تبحث في أسباب هذا التسرب بشقيه المهني والادائي والبحث عن الحلول باشراك اصحاب المصلحة في ذلك وان تتولى تلك الدراسة الجمعيات المهنية كل في تخصصها واعداد مقارنة مرجعية مع افضل المنظمات التي تجاوزت هذه المرحلة ..
لن نستطيع ان ننجح مالم يكن هناك شفافية وعدل ونظام صارم لتطبيق مبادرة ” الاستخدام الأمثل للموارد “. و على كل منظمة اعداد خطة واضحة من اعلى الهرم الى ادنى مستويات الادارة لمبادرة ” الاستخدام الامثل للموارد ” وتتابع من اعلى هرم في القيادة ..
الأداء الجيد اصبح بين مطرقة تسرب الأداء وسندان التسرب المهني..