تكاد تكون الحلقة الاكثر جدلاً في المراكز الطبية الدخل المادي للمجمع وكيفية زيادته واسباب انخفاضه والمنافسة في سوق الخدمات الصحية وكثير من التفاصيل التي يجهلها الكثير من الملاك والمدراء غير المختصين والتي تسببت في اغلاق مراكزهم او تسليمها لشركات أو مستثمرين. 

ولعلنا نتبع المقولة الشهيرة إن كنت تدري فهي مصيبة وان كنت لا تدري فالمصيبة أعظم ونطبقها على التسويق للمجمعات الطبية واهميته بالنسبة للمسؤولين عن تشغيله، فهنالك مصائب في التسويق الصحي لهذا القطاع على مستوى المملكة ولعل نسبة عظيمة من الممارسات مكررة ومقلدة ولم يتميز نموذج تسويقي لهذه الفئة كي يقود هذا السوق باقتدار. 

ولعلي اسرد اهم 7 نصائح من تجربتي ووجهة نظري رئيتها منهجاً فعالاً في سوق المراكز الطبية الخاصة في المملكة وهي: 

١-ادرس السوق: 

ان صحت التسمية هذه تعتبر البنية التحتية للتسويق، دراسة السوق دراسة مستفيضه ومعرفة المكان الملائم والمراكز المجاورة ومنافستهم والإحاطة بخدماتهم وكوادرهم وخبرتهم واسعارهم وتسويقهم. 

٢- حدد فئتك المستهدفة: 

وفي هذا خير عظيم يجعلك أكثر تركيزاً في جميع امورك وخدماتك وتوسعك وفئات تأمينك واسعارك ومواردك وتسويقك (مهما كانت الفئة) فان التركيز سيحفظ حصتك من السوق وحجم قطعتك من الكعكة، ولا تنسى تحليل بيانات عملائك السابقين والخروج بمعلومات ومعارف تساعدك على اتخاذ القرار. 

٣- اصنع قيمة مضافة: 

ركز على ايجاد قيمة مضافة بالمقارنة مع المنطقة المستهدفة بالخدمة والفئة وذلك إما أن يكون فكرة ابتكاريه ابداعية سواء كخدمة داخل المجمع أو خدمة تقنية واما ان يكون خدمة فريدة كجهاز أو تخصص طبي غير موجود في المنطقة ولعل هذه النقطة تحدد حجم قطعة الكعكة التي ستحظى بها من السوق. 

٤- بناء ادوات التسويق المبهرة: 

هنا يكمن الابداع التسويقي وذلك من خلال بناء واعداد المحتوى التسويقي عبر تصميم هوية بصرية متكاملة تساهم في تشكيل الصورة الذهنية، هوية رقمية متكاملة تتمثل في الموقع والمتجر الالكتروني، الرقم الموحد، مواقع التواصل الاجتماعي ووجود المركز في خرائط قوقل وتقييمه والتحديث الدائم لها. 

كذلك وجود ادوات يستخدمها المسوق مثل البروفايل التعريفي والفيديوهات وتصاميم الخدمات والعروض وتصاميم التوعية والتثقيف. 

ولعل أبرز نقاط الابداع تكمن في تحويل الخدمات الى منتج مبهر يسهل بيعه واقناع العميل بشراء الخدمة الصحية. 

٥- خطة تسويق – ترويج وانتشار: 

بعد تجهيز الأدوات المذكورة أعلاه، الان بإمكانك عمل خطة تسويق سنوية، كل ربع سنة يتم وضع المناسبات الصحية أو الوطنية أو الاجتماعية وعمل عروض مناسبة لها بالإضافة الى وضع خطة ترويج وانتشار لها من خلال عدة طرق وعليك اختيار الملائم لمركزك ومنها الطرق الاعلامية على سبيل المثال، مواقع التواصل الاجتماعي والمؤثرين والصحف والقنوات والاذاعات وكذلك الطرق الميدانية عن طريق المساجد والمدارس ومراكز الاحياء والملاعب وغيرها. 

٦- أنفق على التسويق دون طمع: 

أنفق النسبة الملائمة لمركزك من ٥-١٠ ٪؜ سنوياً وادعم بها الخطة التسويقية، علماً أن بناء وصناعة الادوات الاحترافية للتسويق يُعدّ (استثمار)، راقب المؤشرات ولا تستعجل النتائج، فأنت بحاجة الى بناء الثقة الصحية في المركز وهذه رحلة وليست نقطة وصول ستستمر في تنفيذها سنوياً بتجديد وابداع.

٧- وظف الكفاءات: 

استأجر القوي الأمين فالتسويق يحتاج الى خبير يوصلك لمبتغاك فإما ان يكون موظفاً بدوام كامل او جزئي او مستشار او يتم تسليمها لشركة مختصة في ذلك.

وذلك لتعمل تسويقياً بكفاءة وفعالية وتحقق أهدافك التسويقية. 

ختاماً ماذا بقي أن اقول..

التسويق رحلة وليست نقطة وصول، التسويق استثمار، حلل بياناتك واستثمرها، ضع مؤشرات قياس الاداء وتابعها تدخل اذا كان هنالك انحراف في الخطة، النتائج سوف تظهر لا تقلق.