الجودة الصحية (متابعات) ايلاف المسعودي

فيما تفرض مهنة الطب على ممارسيها الالتزام بأخلاقيات المهنة والصدق والوضوح مع المرضى، اعترف عدد من الممارسين الصحيين أن مهنتهم في التعامل مع المرضى تحتم عليهم التعامل السلبي المتمثل بانعدام مبدأ الثقة وتقديم سوء الظن، ففي الوقت الذي يعتبرون أن جميع المعلومات التي تصلهم تؤثر عند التعامل مع المريض، يرون أن مهنتهم تحتم عليهم في كثير من الأحيان أن يمرروا لمرضاهم معلوماتهم المزيفة عن حالتهم الصحية والتي من شأنها أن تساعد في استقرار وضعهم الصحي، معتبرين أن زيفهم قربان طاعة في رصيدهم، يسهم في استجابة المريض ويقربه من الشفاء.

تلطف الممارس الصحي

كشف عدد من الممارسين الصحيين (العاملين في مهنة الطب والتمريض) أثناء استقصاء «الوطن» أن أحد أهم أسباب التلطف مع المرضى ومحاورتهم عند الدخول عليهم هو جمع قناعات تكشف صحة البيانات الموجودة عندهم عن المريض، وأنه يتعامل مع المريض الصحيح.

يقول فني تمريض بصحة المدينة محمد المحمدي، أعمالنا لا تقبل الخطأ ونواجه مع كثرة أعداد المرضى تصرفات خاطئة منهم، تستوجب معها أن نُعمِل في قطاع الطب والتمريض جميع حواسنا حتى نضبط مهام أعمالنا، ومن بين تلك التصرفات الخاطئة قيام المرضى بتغيير مواقعهم (أسرتهم) لمواقع أخرى تحمل معلومات صحية عن مريض آخر وهو ما يدعو المتعامل مع المريض من أن يكون علاقة صداقة مزيفة مع المريض تزيد من معرفته ببصمة صوته وهيئته ومنطقه، ويضيف نبادر بالسلام عليه بذكر اسمه ومعلومات مرضه الأمر الذي يجعلنا أكثر قرباً لمعرفة المرضى وكشف الأخطاء قبل وقوعها.

العلاج بالوهم

أوضحت فني تمريض بمستشفى الملك فهد بالمدينة مريم المطيري، أن الاضطراب والقلق عند بعض المرضى الذين ينتظرون أدوارهم لغرف العمليات بعدم الاستجابة للدواء الذي لا يحقق نتيجة في معادلة (خفض) الضغط والسكري بسبب قلقه وتعكر مزاجه الصحي نضطر معها لنشر شائعات وأخبار كاذبة تصل أحياناً لوضع إعلانات وهمية عن وصول أشهر أطباء العالم للمستشفى وهو استشاري لنفس المرض الذي يعاني منه المستهدف بتمرير الشائعة (الكذبة البيضاء) لكسر حدة التوتر، ونساعده في الاستجابة للدواء ومعادلته الضغط عنده حتى نتمكن من إجراء العملية العاجلة.

الأجهزة أصدق من البشر

أكد فني مختبر بصحة المدينة سلطان العوفي أن نجاح العمل يتطلب تقديم سوء الظن وانعدام الثقة في المعلومات التي نأخذها من المراجع، ففي حين أن الاستفسار إلزامي إلا أن تكذيبه ألزم ونعرض إجاباته على أسئلتنا على الآلة (الأجهزة الطبية) للتحكيم بيننا فهي عندنا أصدق.

لم يتوقف الأمر عند التسليم للآلة وأنها أصدق من البشر بل أجبرت مهنة الممارس الصحي الذي تعامل مع صحة الإنسان بعد الوثوق بالآلة واختبار صدقها بطرق مختلفة ليضمن أنها تعطي نتائج صحيحة بعيدة عن الزيف لنقوم بمحاولة خداعها بإعادة وتكرار عرض العينات وعكسها ومقارنة النتائج والتجارب على عينات وهمية بين فترات متقاربة لاختبار الآلة وقدرتها على إعطاء النتائج الحقيقية.

الكذبة البيضاء

قال فني التخدير الدكتور عبدالله الجهني «قبل أن نخضع المريض لتخدير العمليات نسأله عن هل تقيدت بالصيام قبل إجراء العملية بالمدة التي لا تشكل خطورة على المريض وابتعاده عن الطعام والشراب غير أن إجابته المدعومة بشهادة أسرته نعتبرها كاذبة ونطلب شهادة أجهزة المستشفى التي تبين لنا فراغ جسمه من أي سوائل تهدد حياة المريض أثناء التخدير، ويضيف كل نتائج العملية التي نشعر بها المريض وأسرته بعد إجراء العملية إيجابية حتى ولو كانت عكس ذلك؛ حرصاً على صحة المريض ونعتبرها كذبة بيضاء وقربان طاعة يضاف لأرصدتنا الطبية.

واجبات الممارس الصحي نحو المريض

حسن المعاملة

تحقيق مصلحة المريض وحفظ حقوقه

استئذان المريض

طمأنة المريض

حفظ سر المريض وكتمانه

لا يتم تصوير المرضى أو أجزاء من أجسامهم إلا للضرورة وبأخذ الإذن

الاعتذار من المريض.