الجودة الصحية (متابعات) أحلام الصبحي

فسّر الوكيل المساعد للصحة الوقائية في وزارة الصحة، الدكتور عبدالله عسيري، ارتفاع عدد الاصابات المسجلة بفيروس كورونا في الرياض بسبب الكثافة السكانية، ووجود الناس في الأماكن العامة ومواقع العمل.

وقال في تصريح للإخبارية: “نحن شاهدنا في الأيام الماضية كثيراً من الاصابات لها ارتباط بفئة الشباب الذين قد لا تظهر عليهم الاعراض ويتسببون في نشر ونقل العدوى داخل منازلهم بأعداد كبيرة بسبب عدم التزامهم بالاجراءات الوقائية”.

وأضاف: “السائقون قد يكونون مصدراً للعدوى إذا لم يلتزموا بالإجراءات الوقائية”.

وأكد “عسيري” أنه في الوقت الحالي القدرة الاستيعابية للمنشآت الصحية جيدة في مدينة الرياض بحكم وجود عدد جيد من أسرة العناية المركزة ومن أسرة المستشفيات، مستدركاً: “لكن هذا قد يتغير في أي لحظة بسبب استمرار تسجيل الأعداد الكبيرة من الاصابات”، داعياً الجميع إلى استشعار المسؤولية فالالتزام بالاجراءات الوقائية كفيل بإذن الله بإيقاف هذا السيل العارم من الاصابات وبالتالي خلال أسابيع قليلة من الالتزام سوف نشاهد الانخفاض الذي نأمله كما حصل في دول كثيرة”.

وأوضح أنه “كلما زاد الضغط على العناية المركزة كلما زادت الحاجة إلى إجراءات أشد، لكن في الوقت الحالي لاتزال الرياض نوعاً ما قادرة على استيعاب الحالات الشديدة التي تحتاج إلى التنويم لكن إذا استمر الوضع على ما هو عليه من تزايد الاصابات فقد تتغير الامور في الأيام القادمة!”.

وشدد الدكتور عسيري على أن الأمر الحاسم في التعامل مع كورونا هو الالتزام بالاجراءات الوقائية، مؤكداً أنه “إذا التزم الناس بلبس الكمامات والتباعد الاجتماعي سوف تنقطع سلسلة الفيروس خلال أسابيع قليلة”.

واستدرك: “لكن بعدم الالتزام وفي ظل عدم وجود لقاح وسرعة انتشار الفيروس بين الناس فسوف نستمر في تسجيل الحالات”.

ولفت “عسيري” إلى “أن تسجيل الرياض أعدادا كبيرة من الاصابات بكورونا واستمراره بشكل يومي مثير للقلق، ويمثل هاجساً صحياً وضغطاً كبيراً على الخدمات الصحية، ويزيد من احتمالات -لا قدر الله- الحاجة للعناية المركزة، وعلى المدى البعيد حصول الوفيات”.

وأشار بأن تسجيل معدلات ارتفاع بالاصابات لفترة طويلة مثير للقلق، ويشير إلى وجود نقل نشط للعدوى بالفيروس في المجتمع، وإلى حاجة ماسة لرفع الإجراءات الوقائية والالتزام بالتباعد الاجتماعي ولبس الكمامات بشكل مستمر.

وأضاف “عسيري”: “علينا أن نستحضر دائما ان هذا الفيروس شديد العدوى رغم ان كثيراً من الناس اعراضهم خفيفة ولا تستدعي الزيارة والذهاب للمنشآت الصحية وقد يستهين بها الانسان”.

ودعا للوقاية في هذا المرحلة بأن يعتبر كل شخص في المجتمع أنه مصاب بالفيروس والآخرين أيضاً مصابين، فهذا يدفع الجميع إلى الحرص على لبس الكمامة والتباعد الاجتماعي وغسل وتنظيف الأيدي، فإذا لم يكن الإنسان ملتزماً بالاجراءات الوقائية طوال فترة وجوده خارج المنزل، فلا يمكن أن يحمي نفسه والاخرين بشكل كامل.

وعن سبب تسجيل الرياض لأعداد مرتفعة من الإصابات بالفيروس، قال “عسيري”: “ثلث الاصابات في الأيام الاخيرة كانت اكثرها في مدينة الرياض، ربما بسبب الكثافة السكانية فلها دور لكن أيضاً توفر الفحوصات المخبرية بشكل كبير بانطلاق الفحوصات المجتمعية والفحص الموسع بداية في الرياض، وقد يكون أيضاً قلة التزام الناس بالاجراءات الوقائية زاد من احتمالات نقل الفيروس في المجتمع!”.