الجودة الصحية (متابعات) حنين المحمود

وافق نهاية شهر جون نهاية الفاشية العاشرة لمرض فيروس إيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وقد أمكن التغلب على هذه الفاشية الممتدة والمعقدة والصعبة بفضل قيادة حكومة جمهورية الكونغو الديمُقراطية والتزامها والدعم المقدم من منظمة الصحة العالمية (المنظمة) والعديد من الشركاء والجهات المانحة، وبفضل جهود المجتمعات المحلية المتضررة من الفيروس، في المقام الأول. 

وتُهنئ المنظمة جميع المشاركين في العمل الشاق الذي كان في كثير من الأحيان محفوفاً بالخطر والذي كان لازماً للقضاء على الفاشية، ولكنها تشدد على ضرورة التيقظ. وسيكون من الأهمية الحاسمة بمكان في الأشهر القادمة مواصلة دعم الناجين والحفاظ على الترصد القوي ونُظم الاستجابة القوية من أجل احتواء العودة المحتملة للفاشية.

ويقول المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس”إن الفاشية كلفتنا جميعاً الكثير، ولاسيما شعب جمهورية الكونغو الديمُقراطية، ولكننا خرجنا منها بدروس قيمة وأدوات قيمة. فالعالم الآن أصبح مجهزاً على نحو أفضل للاستجابة للإيبولا. فهناك لقاح قد تم ترخيصه، وعلاجات فعّالة تم اكتشافها.

وينبغي لنا الاحتفال بهذه اللحظة ولكن يجب علينا عدم الاستسلام للتراخي. فالفيروسات لا تتوقف عن العمل. وفي النهاية، فإن أفضل دفاع في مواجهة الفاشية هو الاستثمار في تعزيز النُظم الصحية بوصفها أساساً للتغطية الصحية الشاملة.”

 وكانت فاشية الإيبولا التي أُعلنت في كيفو الشمالية في 1 آب/ أغسطس 2018، الثانية في العالم من حيث حجمها، وطرحت تحدياً خاصاً نظراً إلى وقوعها في منطقة يدور فيها النزاع. وقد سُجلت فيها 3470 حالة و2287 وفاة و1171 ناجياً. 

وتمثلت الاستجابة التي خضعت لقيادة حكومة جمهورية الكونغو الديمُقراطية ووزارة الصحة ودعمتها المنظمة وشركاؤها واستمرت على مدى 22 شهراً، في تدريب آلاف العاملين الصحيين، وتسجيل 000 250 مخالط للمرضى، واختبار 000 220 عينة، وإتاحة العلاجات المتقدمة على نحو منصف أمام المرضى، وتطعيم أكثر من 000 305 شخص بلقاح rVSV-ZEBOV-GP الشديد الفعّالية، وتوفير الرعاية لجميع الناجين بعد تعافيهم.

وقد أدت مشاركة المجتمعات المحلية المتضرّرة وتوليها للقيادة إلى تعزيز الاستجابة. وبفضل جهودها، لم تنتشر هذه الفاشية في العالم. وقد عمل أكثر من 000 16 مستجيب محلي في الخطوط الأمامية إلى جانب أكثر من 1500 شخص نشرتهم المنظمة. وكان دعم الجهات المانحة أساسياً، وكذلك عمل وكالات الأمم المتحدة الشريكة، والمنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية، وشبكات البحث، والشركاء الذين نُشروا من خلال الشبكة العالمية للإنذار بحدوث الفاشيات ومواجهتها. كما أدى العمل الجاد على بناء القدرات الخاصة بالتأهب في البلدان المجاورة إلى الحد من مخاطر توسّع نطاق الفاشية.

وستواصل المنظمة الاستناد إلى المكاسب التي حققتها هذه الاستجابة في مواجهة سائر التحديات الصحية، بما في ذلك الحصبة وكوفيد-19.

ويقول الدكتور ماتشيديزو مويتي، مدير المنظمة الإقليمي لأفريقيا، إنه “خلال الفترة التي امتدت نحو سنتين التي حاربنا فيها فيروس إيبولا، ساعدت المنظمة وشركاؤها على تعزيز قدرة السلطات الصحية المحلية على إدارة الفاشية. وقد أصبحت جمهورية الكونغو الديمُقراطية الآن أفضل وأسرع في استجابتها للإيبولا وسيُشكل ذلك إرثاً مستداماً يدعم الاستجابة لكوفيد-19 وسائر الفاشيات.” 

ومع مواجهة البلدان حول العالم لجائحة كوفيد-19، توفر الاستجابة للإيبولا في جمهورية الكونغو الديمُقراطية دروساً قيمة. فالعديد من تدابير الصحة العمومية التي نجحت في دحر الإيبولا هي التدابير نفسها التي تُعد الآن ضرورية لدحر كوفيد-19، وهي تحديد جميع الحالات وعزلها وإخضاعها للاختبار وتزويدها بالرعاية، وتتبع مخالطيها بلا هوادة. 

وفي جمهورية الكونغو الديمُقراطية زُوّد العاملون المجتمعيون بالتدريب وبتطبيق لجمع البيانات على الهواتف الذكية لتمكينهم من تتبع المخالطين والتبليغ في الوقت الفعلي بدلاً من ملء التقارير الورقية التي تحتاج إلى الوقت والجهد. وحتى عندما أُغلقت المدن بسبب العنف، استمر العاملون المجتمعيون الذين شكّلت النساء المحليات عدداً كبيراً منهم، في اقتفاء أثر المخالطين وتتبعهم، الأمر الذي اكتسى أهمية حاسمة في القضاء على الفاشية.

 وفي حين أن هذه الفاشية العاشرة للإيبولا في جمهورية الكونغو الديمُقراطية قد انتهت، فإن الحرب على الإيبولا مازالت مستمرة. ففي 1 حزيران/ يونيو 2020، بُلّغ عن سبع حالات إيبولا في مدينة مبانداكا ومنطقة بيكورو الصحية المجاورة في مقاطعة إكواتور، وأُعلن عن اندلاع الفاشية الحادية عشرة. وتدعم المنظمة الاستجابة الخاضعة لقيادة الحكومة بأكثر من 50 موظفاً نُشروا بالفعل وأكثر من 5000 تطعيم أُعطي بالفعل.

وتُحيي المنظمة آلاف الأبطال المستجيبين الذين حاربوا واحداً من أخطر الفيروسات في العالم، في واحد من أقل الأقاليم استقراراً في العالم. وقد دفع بعض العاملين الصحيين أغلى ثمن وضحوا بحياتهم في سبيل الاستجابة للإيبولا. 

ملحوظة للمحررين

 

تشكر منظمة الصحة العالمية الجهات المانحة التي زوّدت المنظمة بالتمويل اللازم للاستجابة للإيبولا في إطار خطط الاستجابة للإيبولا، وهي: 

 

مصرف التنمية الأفريقي، ومؤسسة بيل وميليندا غيتس، وكندا، والصين، والدانمرك، والمديرية العامة للعمليات الأوروبية للحماية المدنية والمعونة الإنسانية، والمفوضية الأوروبية/ المديرية العامة للتنمية والتعاون، والتحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع، وألمانيا، وأيرلندا، وإيطاليا، ولكسمبرغ، والنرويج، ومؤسسة بول ألن، وجمهورية كوريا، والسويد، وسويسرا، ومؤسسة سوزان ت بوفيت، ووزارة التنمية الدولية بالمملكة المتحدة، والصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ التابع للأمم المتحدة، ووكالة الولايات المتحدة للتنمية الدولية/ مكتب المساعدة الخارجية في حالات الكوارث، ومراكز الولايات المتحدة لمكافحة الأمراض والوقاية منها، ومؤسسة “ولكام الاستئمانية”، والبنك الدولي، وصندوق التمويل الطارئ لمواجهة الأوبئة التابع للبنك الدولي. 

كما قدم عدد من الجهات المانحة أيضاً التمويل إلى صندوق المنظمة الاحتياطي للطوارئ التابع للمنظمة اعترافاً بالدور الحاسم الأهمية الذي لعبه التمويل في الاستجابة لفاشية الإيبولا.

وقدمت شركة “ميرك” اللقاحات التي استُخدمت لحماية أكثر من 000 300 شخص.