الجودة الصحية (متابعات) حنين المحمود

  • ستعود الأدوات المستحدثة بالفائدة على العالم بأسره، كما أنها ستساهم، من خلال إنقاذ الأرواح والحد من أشكال مرض كوفيد-19 الوخيمة، في تحقيق الهدف المتمثل في حماية النظم الصحية واستعادة النشاط المجتمعي والاقتصادي بالكامل على الصعيد العالمي على المدى القريب، وتيسير بلوغ مستوى عال من السيطرة على مرض كوفيد-19 على المدى المتوسط. 
  • تستدعي مبررات الاستثمار الموحدة توافر 31,3 مليار دولار أمريكي على مدى الاثني عشر شهرًا القادمة.[1] ولقد تمت المساهمة بمبلغ 3,4 مليار دولار أمريكي حتى الآن، وبالتالي هناك نقص في التمويل بمقدار 27,9 مليار دولار أمريكي، بما فيها مبلغ 13,7 مليار دولار أمريكي الذي تمس الحاجة إليه. 
  • تُظهر خطط الركائز المنشورة اليوم مسارا نحو تسريع استحداث 500 مليون اختبار و245 مليون دورة علاج لفائدة البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل وتوزيعها عليها بشكل منصف وتوسيع نطاق إيصالها إليها بحلول منتصف عام 2021، فضلا عن ملياريْ من جرعات اللقاح، يُقتنى منها ما قيمته مليار دولار أمريكي لفائدة البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بحلول نهاية عام 2021. 

أصدرت اليوم آلية تسريع إتاحة أدوات مكافحة مرض كوفيد-19 (مسرّع الإتاحة ” ACT-Accelerator”) مبررات الاستثمار الموحدة المتصلة بها، إلى جانب الخطط المحددة التكاليف للمنظمات الأعضاء.

إنّ مسرّع الإتاحة ” ACT-Accelerator”، الذي أُطلق في نهاية نيسان/ أبريل 2020 بمناسبة حدث شارك في تنظيمه كل من المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ورئيس فرنسا ورئيس المفوضية الأوروبية ومؤسسة بيل وميليندا غيتس، يجمع بين الحكومات والمنظمات الصحية والعلماء والشركات والمجتمع المدني والمؤسسات الخيرية الذين وحّدوا قواهم من أجل الإسراع في إنهاء الجائحة.

ومنذ إطلاق مسرّع الإتاحة، سارعت المنظمات الشريكة إلى وضع خطط محددة التكاليف وقابلة للتنفيذ بهدف المساهمة في إنهاء الجائحة من خلال تسريع الجهود الرامية إلى استحداث أدوات جديدة وتوزيعها بشكل منصف وتوسيع نطاق إيصالها من أجل الحد بسرعة من الوفيات وأشكال المرض الوخيمة وحماية النظم الصحية واستعادة النشاط المجتمعي والاقتصادي بالكامل على الصعيد العالمي على المدى القريب، وتيسير بلوغ مستوى عال من السيطرة على مرض كوفيد-19 على المدى المتوسط.

مبررات الاستثمار في مسرّع الإتاحة والخطط المحددة التكاليف  

إنّ مبررات الاستثمار في مسرّع الإتاحة والخطط المحددة التكاليف، التي أصدرتها المنظمات التي تتولى قيادة كل ركيزة، تظهر مسارا نحو تسريع استحداث 500 مليون اختبار و245 مليون دورة علاج لفائدة البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل وتوزيعها عليها بشكل منصف وتوسيع نطاق إيصالها إليها بحلول منتصف عام 2021، فضلا عن إنتاج ملياريْ من جرعات اللقاح، يُخصص نصفها للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بحلول نهاية عام 2021.

ولتحقيق ذلك، تستدعي الخطط المحددة التكاليف المعروضة اليوم توافر مبلغ 31,3 مليار دولار أمريكي لتمويل وسائل التشخيص والعلاجات واللقاحات، علما أنه تم التعهد بـ 3,4 مليار دولار أمريكي حتى الآن.[2] وبناء على ذلك، لابد من توافر مبلغ إضافي قدره 27,9 مليار دولار أمريكي، بما فيه 13,7 مليار دولار أمريكي لغرض تغطية الاحتياجات الفورية (لابد من توفير 17,1 مليار دولار أمريكي على الفور، علما أنه تم التعهد بـ 3,4 مليار دولار أمريكي منها).

ويعد الاستثمار المطلوب معتبرا، غير أن أهميته تتضاءل بالمقارنة مع التكلفة المتكبدة نتيجة مرض كوفيد-19: استنادا إلى تقديرات صندوق النقد الدولي، فإن التكلفة الإجمالية للأعمال المتصلة بمسرّع الإتاحة تقل عن عشر الخسائر التي يتكبدها الاقتصاد العالمي كل شهر نتيجة الجائحة. كما أن 468 ألف شخص فقدوا حياتهم حتى الآن.

وستعود الأدوات المستحدثة بالفائدة على العالم بأسره، كما أنه من شأن ركائز مسرّع الإتاحة أن تتيح شراء وتوفير أدوات لضمان إتاحتها للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

يمكن الاطلاع هنا على مبررات الاستثمار لمسرّع الإتاحة [الرابط].  

ركائز مسرّع الإتاحة

يستند مسرّع الإتاحة إلى العمل الذي تضطلع به المنظمات الشريكة التي تتعاون في إطار أربع ركائز.

ويشترك في قيادة ركيزة وسائل التشخيص كل من مؤسسة FIND والصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا. وتهدف هذه الركيزة إلى إنقاذ أرواح 9 ملايين شخص وتلافي 1,6 مليار إصابة إضافية بفضل إتاحة اختبارات بسيطة ودقيقة ومعقولة التكلفة إتاحة منصفة. وإذا ما مُوّلت هذه الركيزة تمويلا كافيا، فيمكنها أن تتيح طرح اختباريْن أو ثلاثة اختبارات سريعة عالية الجودة في السوق وتدريب 10 آلاف من المهنيين في مجال الرعاية الصحية في 50 بلدا وإجراء اختبارات لما مجموعه 500 مليون شخص في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وسيعتمد نجاحها على مدى سرعة إعداد استراتيجيات بشأن الاختبار والتتبع والعزل بغية الحد من تعطّل الخدمات الصحية وتحضير البلدان لبدء استعمال العلاجات واللقاحات على نحو فعال بمجرد توافرها. يمكن الاطلاع هنا  على مبررات الاستثمار.

يقود ركيزة العلاجات كل من المرفق الدولي لشراء الأدوية ومؤسسة “ولكوم تراست” (بالنيابة عن مسرّع إتاحة علاجات مرض كوفيد-19 “COVID-19 Therapeutics Accelerator”). وترمي هذه الركيزة إلى الإسراع في استحداث العلاجات وتوفيرها بشكل منصف في جميع مراحل المرض، مع ضمان إتاحتها للجميع، بغض النظر عن الموقع الجغرافي ومستوى الموارد الاقتصادية. وتستهدف استحداث وتصنيع وشراء 245 مليون علاج وتوزيعها توزيعا منصفا على سكان البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل في غضون 12 شهرًا. يمكن الاطلاع هنا  على مبررات الاستثمار.

وتجمع ركيزة اللقاحات بين قيادة الائتلاف المعني بابتكارات التأهب لمواجهة الأوبئة (CEPI) في مجال استحداث اللقاحات والاستثمار في التصنيع، وسجّل إنجازات التحالف العالمي للقاحات والتمنيع (GAVI) الذي أحدث تحولا جذريا في أسلوب الحصول على اللقاحات وتوفيرها، وإشراف منظمة الصحة العالمية على النظم والسياسات وعملية التخصيص. ويكمن دور هذه الركيزة في ضمان استحداث اللقاحات في أسرع وقت ممكن، وتصنيعها بكميات مناسبة دون المساس بالسلامة، وتوفيرها لمن هم في أمس الحاجة إليها. وحسب التقديرات الحالية، لابد من توافر مبلغ يصل إلى 18,1 مليار دولار أمريكي كي يتسنى توفير ملياريْ جرعة من اللقاح بحلول نهاية عام 2021، على افتراض أنه سيُستحدث لقاح مأمون وفعال في المستقبل القريب. وبالإضافة إلى ذلك، ستضطر البلدان المرتفعة الدخل الممولة ذاتيا وبلدان الشريحة العليا من الدخل المتوسط إلى شراء 950 مليون جرعة من خلال المرفق المعني بإتاحة اللقاحات المضادة لمرض كوفيد-19 على الصعيد العالمي (مرفق “كوفاكس”). وستصبح هذه الأرقام أكثر دقة بمجرد ما تتوفر لدينا فكرة أوضح، من جملة عوامل أخرى، عن التكنولوجيا التي ستعتمد عليها اللقاحات المرشحة المعتمدة وعدد الجرعات اللازمة لحماية الأشخاص من مرض كوفيد-19. يمكن الاطلاع هنا  على مبررات الاستثمار.

ويشكل موصّل النظم الصحية الركيزة الرابعة لمسرّع الإتاحة، ويدعم الركائز الثلاث الأخرى من خلال ضمان قدرة النظم الصحية وشبكات المجتمع المحلي على استخدام هذه الأدوات وغيرها من الأدوات الأساسية استخداما كاملا في مكافحة مرض كوفيد-19. ويتولى قيادة هذه الركيزة كل من البنك الدولي والصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، وذلك بدعم من منظمة الصحة العالمية. وتهدف هذه الركيزة إلى بناء القدرات والبنية التحتية – مثل القدرات المختبرية وتدريب موظفي المختبرات والعاملين الصحيين وإدارة معدات حماية العاملين الصحيين – اللازمة لنشر الأدوات الجديدة بشكل فعال بمجرد توافرها. وتشمل هذه الركيزة أيضا الابتكارات المحققة في مجال النظم من أجل تدعيم عملية طرح المنتجات، مثل تتبع المخالطين والتباعد الاجتماعي ونُهج العزل، فضلا عن مشاركة المجتمع المحلي التي تعد ضرورية للحفاظ عليها. إن الأمن الصحي العالمي ومكافحة مرض كوفيد-19 مرهونان بدعم النظم الصحية في العالم برمّته. 

دعوة إلى العمل

لقد أبدى العديد من الحكومات والشركات التزامها بمسرّع الإتاحة منذ إطلاقه، كما قدمت تعهدات مالية بهذا الشأن. وتعهدت البلدان المساهمة حتى الآن بتقديم ما مجموعه 3,4 مليار دولار أمريكي. ويبلغ النقص في التمويل 27,9 مليار دولار أمريكي.

وفي 27 حزيران/ يونيو، سيدعو “الهدف العالمي: لنوحّد جهودنا من أجل مستقبلنا”، الذي هو عبارة عن حملة وحفل موسيقي ومؤتمر قمة، المواطنين إلى التصدي لأوجه الظلم العالمية بتسخير صوتهم الجماعي في سبيل إحداث تغيير لفائدة الجميع في كل مكان من العالم. وسيعلن عدد من قادة العالم والشركات والمؤسسات الخيرية عن التزامات جديدة ترمي إلى المساعدة على إرساء توزيع منصف لاختبارات مرض كوفيد-19 وعلاجاته ولقاحاته، فضلاً عن إعادة بناء المجتمعات المحلية المنكوبة نتيجة الجائحة. فضمّوا جهودكم إلى جهود جماعة “المواطن العالمي” والمفوضية الأوروبية وكبار الفنانين والقادة العالميين في سبيل إنهاء جائحة مرض كوفيد-19 وتحقيق المساواة بين الجميع والكفاح من أجل العالم الذي نصبو إليه. الرابط:

https://www.globalcitizen.org/en/connect/globalgoalunite/ 

ملاحظات للمحررين

آلية تسريع إتاحة أدوات مكافحة مرض كوفيد-19 (مسرّع الإتاحة ” ACT-Accelerator”) هي عبارة عن تعاون عالمي جديد ورائد يرمي إلى تسريع الجهود الرامية إلى استحداث وإنتاج وسائل التشخيص والعلاجات واللقاحات المضادة لمرض كوفيد-19، وإتاحتها على نحو منصف. وقد أُنشئ مسرّع الإتاحة استجابة لدعوة وجّهها قادة مجموعة العشرين في آذار/ مارس، وأطلقته منظمة الصحة العالمية والمفوضية الأوروبية وفرنسا ومؤسسة بيل وميليندا غيتس في نيسان/ أبريل 2020.

إن مسرّع الإتاحة ليس بهيئة لصنع القرار ولا منظمة جديدة، بل إنه يرمي إلى تسريع جهود التعاون بين المنظمات القائمة من أجل إنهاء الجائحة. ويشكل إطارا للتعاون صُمّم بهدف الجمع بين الجهات الفاعلة الرئيسية لغرض إنهاء الجائحة في أسرع وقت ممكن من خلال الحد من الوفيات الناجمة عن مرض كوفيد-19 وأشكاله الوخيمة بفضل تسريع استحداث اللقاحات والعلاجات ووسائل التشخيص، وتوزيعها على نحو منصف وتوسيع نطاق إيصالها، وبالتالي حماية النظم الصحية وضمان تعافي المجتمعات وانتعاش الاقتصادات على المدى القريب. ويستند مسرّع الإتاحة إلى تجربة المنظمات الصحية العالمية الرائدة التي تتصدى للتحديات الصحية الأكثر تعقيدا في العالم، والتي يمكنها، بفضل تضافر جهودها، أن تطلق العنان لنتائج جديدة أكثر طموحًا في مجال مكافحة مرض كوفيد-19. ويشترك أعضاؤه في الالتزام بضمان حصول جميع الأشخاص على جميع الأدوات اللازمة لدحر مرض كوفيد-19 والعمل على تحقيق ذلك في إطار شراكات على مستويات غير مسبوقة.

وينطوي مسرّع الإتاحة على أربعة مجالات عمل هي: وسائل التشخيص والعلاجات واللقاحات وموصّل النظم الصحية، يُضاف إليها مسار عمل متداخل متعلق بالإتاحة والتخصيص. 

لمزيد من المعلومات، يرجى الاطلاع على مسرّع الإتاحة.

بالنسبة للاستفسارات ذات الطابع الإعلامي: [email protected]