داء العصر أو كما يحلو لكثير من الأطباء تسميتها بالقاتل الصامت، هل عرفتم ماهي؟    إنها السمنة أو البدانة.

أما سبب تسميتها بذلك هو أنه ربما تمر سنوات عديدة قبل أن تظهر آثارها المميتة أحيانا حيث تشير الدراسات أنها تؤدي بشكل مباشر أو غير مباشر إلى وفاة عدد أكبر من الناس مقارنة بنقص الوزن فضلا عن آثارها المدمرة على الفرد والمجتمع ولأهمية ذلك حددت منظمة الصحة العالمية الرابع من مارس من كل عام يوما للتوعية بأضرارها والحد من آثارها

إذاً ماهي السمنة؟ هي تراكم غير طبيعي أو مفرط للدهون قد يلحق الضرر بالصحة يعبر عنه بزيادة مؤشر كتلة الجسم عن 30

تشير الوقائع بزيادتها في العالم بنحو ثلاثة أضعاف من عام 1975 م ، ربما يعود ذلك إلى انتشار وسائل المواصلات الحديثة وتغير نمط الحياة اليومي بقلة ممارسة الأنشطة البدنية والجلوس لفترات طويلة ساهم في ذلك انتشار وسائل الإعلام المختلفة ، كذلك اعتماد كثير من الناس على الوجبات السريعة الغير صحية أما محلياً فتشير الدراسات الحديثة بأن المملكة من بين أعلى معدلات السمنة لدى البالغين في العالم حيث تنفق الدولة عليها ما يزيد عن 19 مليار دولار سنوياً أي ما يعادل 2.4% من الناتج المحلي ومن المتوقع ارتفاع هذا الرقم إلى 78 مليار سنوياً بحلول 2030 م إذا لم يتم اتخاذ إجراء عاجل وفق دراسة حديثة نشرتها المجلة الطبية البريطانية.

أما من الناحية الصحية فقد ثبت علاقتها بمقاومة الجسم للأنسولين مما يؤدي بشكل مباشر أو غير مباشر إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، كذلك أمراض الفشل الكلوي والعمى وأمراض القلب والسكتات الدماغية والتهابات المفاصل، بل ثبت أن معدل إصابة الشخص البدين بمرض خطير نتيجة كوفيد -19 تزيد بثلاث أضعاف عن الشخص العادي وفق دراسة حديثة.

 

دعونا الآن نعرف كيفية الحد وسبل الوقاية منها؟

 

  • بالحد من الأطعمة المجهزة عالية السكر، والدهون والملح وفرض قيود على تسويقها.
  • كذلك بزيادة استهلاك الفاكهة والخضروات وغيرها من الأطعمة الصحية.
  • أضف إلى ذلك ممارسة النشاط البدني بانتظام بمعدل 60 دقيقة يومياً للأطفال و150 دقيقة أسبوعياً للبالغين.
  • وأخيراً وضع برامج حكومية للحد من ارتفاع أسعار الأطعمة الصحية.
  • وإلزامية ممارسة الأنشطة البدنية في المدارس والمقرات الحكومية.

ولن ينجح ذلك إلا بتظافر الجهود الحكومية والفردية على حد سواء للحد من ذلك الداء حتى نحقق ما نصبوا إليه من تقدم وازدهار والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.

 

 

بقلم الطبيب

وائل بن ناجي الغفاري

  أخصائي الباطنة