يعتبر برنامج تحول القطاع الصحي في المملكة العربية السعودية من أبرز البرامج العالمية التي تهدف إلى إعادة هيكلة القطاع الصحي ورفع أداءه وترشيد موارده. شهدت الأعوام الماضية حراكاً حثيثاً لإنجاز التحول الذي مر بمراحل عديدة ومهمة سنلمس بإذن الله نتائجها الإيجابية على المستفيدين والعاملين في القطاع الصحي بالمملكة. وهنا سنستعرض أبرز تغيرات القطاع الصحي وملامحه خلال الثمانية أعوام الماضية مايلي:
*ستصنف التجمعات والمؤسسات الصحية التابعة لها بناءاً على معايير الأداء والمخرجات والنتائج.
*ستمنح التجمعات الصحية المتميزة مزيداً من الإستقلالية والصلاحية لزيادة مواردها من خلال الإستثمار في طاقاتها البشرية والمادية.
*سترى النور مراكز للتميز في مختلف التخصصات الطبية العامة والدقيقة، وستنشط عملية البحث ولن يكون التطوير إختيار بل إجبار، وقرار من أراد التميز والإستمرار.
*ستظهر مسارات علاجية لحالات صحية (مثل استبدال مفصل الركبة/الورك – عمليات دوالي الساقين – عمليات تكميم المعدة – تحويل مسار الشريان التاجي…الخ) يحددها ويتفق مقدمو الخدمة على طريقة تقديمها وتكلفتها لتكون معياراً مرجعياً للحيلولة دون حدوث تباين شاسع في الأداء والأسعار.
*سيعمل مقدمو خدمات الرعاية الصحية على إيجاد وتطبيق حلولاً ابتكارية مستدامة ومجدية اقتصادياً لن تقتصر على الممارسات الطبية بل ستشمل التشغيل والإدارة، مما يحول بيئة العمل في المجال صحي بيئة محفزة تنافسية تشجع التميز والإبتكار.
*سيمنح المستفيد حق اختيار مقدم خدمة الرعاية الصحية الأنسب والأفضل له، كما سيحرص العاملون في القطاع الصحي على الإنتساب للأفضل سعياً للتميز، وهو ما سيعزز التنافسية بين مقدمي الخدمة ويضعها والقائمين عليها بين مطرقة التمويل وسندان الجودة.
*سيصبح الوضع أشبه بما يكون صراعاً على البقاء يحتكم إلى الجودة ولا مجال للإستمرار فيه إلا للأفضل.
*سيكون التحول الرقمي ملحوظاً ومن أبرز ملامحه الملف الصحي الرقمي الموحد للمستفيدين والتطبيب عن بعد.
*من أجل الإستمرار في السوق، ستجبر هذه التحولات منشآت القطاع الخاص على تجويد خدماته، وتقديمها بأسعار تنافسية وقد يكون الإندماج الحل الأجدى لبعض مؤسسات القطاع الصحي الخاص لتتمكن من المنافسة والبقاء.
*سنشهد دخول المؤسسات غير الربحية إلى سوق الخدمات الصحية وستكون من أكبر المنافسين فيه عطفاً على التمكينات الممنوحة لها ومفهوم واسترتيجية عملها.
*سيتحول العمل الخيري والتطوعي إلى عمل مؤسساتي مستدام يساهم في تعزيز أداء القطاع الصحي.
*سنشهد تكامل تام بين قطاع الخدمات الإجتماعية والقطاع الصحي.
*ستتحول مؤسسات وتجمعات صحية إلى مراكز جاذبة للسياحة الطبية من الخارج.
إنها ليست أضغاث أحلام بل هي قراءة متأنية في رؤية القيادة سنراها تتحقق بإذن الله، لنعيشها واقعاً يسمو بمملكتنا الحبيبة عالياً بين باقي الأمم.

 

 

 

 

 

بقلم د. أسامه فلاته  – لندن

11/06/2022